شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- قالت " إيليا روغاتشيف " المديرة في وزارة الخارجية الروسية ( إن موسكو قد تنضم للتحالف الدولي، الذي يقاتل تنظيم داعش في سوريا والعراق إذا ما لبيت شروطها ) .. وحسب وكالة رويترز ( إن موسكو تريد ان تكون حليفتها القديمة دمشق جزءًا من الجهود الدولية الرامية للتصدي للتنظيم ) ، ولكن تقول ( ان أي عملية عسكرية دولية في سوريا يجب ان تكون بتفويض من الأمم المتحدة ) ... هذا هو المنهج السياسي الروسي في إطروحاته التفاوضية.!!

ما يهم من هذه التصريحات، العبارة الأخيرة ونتسائل ( هل استحصلت موسكو تفويض الأمم المتحدة حين أرسلت طائراتها الحربية وشحنات متعددة من الأسلحة والأعتدة والصواريخ والمعدات العسكرية والفنية، كما ارسلت جنوداً نظاميين، وأنشأت مطاراً عسكرياً، وبنتْ منتجعات عسكرية، وحصنت قاعدتها العسكرية في طرطوس، وباشر طيرانها الحربي استطلاعاته في السماء السورية ) .؟!

ألم تكن الأمم المتحدة مسخرة للعبث الروسي؟ ألم تكن هذه الذريعة متهافتة وتدعو الى السخرية، فضلاً عن كونها فاضحة.؟!

ثانياً- تسعى موسكو الى تشكيل ( حلف اقليمي ) يضم ايران والسعودية والاردن والنظام السوري .. وكما هو الحال انه حلف تسكنه تناقضات هائلة تشكل في مجموعها فكرة مهزلة قامت بتسويقها الخارجية الروسية لتشغيل ماكنة الهراء المستمرة على الهواء، فيما تعمل ماكنة أخرى استخبارية روسية غرضها خلط الأوراق وتسويف المواقف وتشويه كافة المسالك، التي قد تؤدي ألى وضع حل للمأساة السورية، لا وضع ( الأسد ) مقابل ( شعب ) يسحق يومياً بآلة الحرب، كما يسحق الشعب العراقي على حدٍ سواء.!!

هذا الحلف مسخرة تماماً وغير قابل للحياة ، لماذا؟ ، لأن وجود إيران وسياساتها الأرهابية التوسعية في هذا الحلف يجعل منه مجرد عبث إعلامي روسي، كما أنه يتعارض أساساً مع جوهر المشكلة وتتلخص بوجود نظام الأسد الذي يجب، وفقاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، أن يتنحى ويعاقب، فيما تتولى ( المنظمة الدولية ) الأشراف المباشر بمعية ( الجامعة العربية ) على تشكيل نظام متعدد جديد معتدل يفي بمستلزمات التغيير نحو الأمن والأستقرار في سوريا.

لماذا تطرح موسكو مثل هذه المقترحات الآن .. في ظل انحسار قوة نظام دمشق ، وضمور قوة التمدد الإيراني.. وهي تدرك ان القاسم المشترك هو التحالف المزعوم لـ ( محاربة الأرهاب ) ، ولكن أي إرهاب يراد محاربته؟!

ثم لماذا لا تكف ايران عن التدخل في شؤون سوريا والعراق والكويت والبحرين واليمن وغيرها؟ ما هو موقف مجلس الأمن الدولي، راعي الأمن والسلم الدوليين ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة من هذه التدخلات؟ وما هو موقف جامعة الدول العربية الجدي حيال هذه التدخلات بناء على ميثاقها ومعاهدة الدفاع العربي المشترك؟! لماذا لم تحددا هتان المنظمتان الأممية والأقليمية موقفهما من الخرق الإيراني المستمر، من أجل الأمن الأجتماعي والسلم الأهلي واستقرار المنطقة والعالم على حدٍ سواء؟!

ثالثاً- إن أحد ذرائع التدخل العسكري الروسي في سوريا هي ان ( التحالف الدولي لمحاربة الأرهاب ) الذي تقوده أمريكا قد فشل.. وعليه فأن ( الكرملن ) قد قرر ملء فراغ الفشل العسكري الأمريكي في سوريا والعراق، على الرغم من المخاطر، التي قد تتمخض عن هذا التدخل غير المشروع وسابقه الفاشل، إحتكاكات عسكرية امريكية روسية وبريطانية وفرنسية وتركية وايرانية وسورية، لا احد يتكهن بنتائجها، الأمر الذي قد يدفع الى حرب اقليمية تتطور الى حرب عالمية ثالثة، بسبب التهور الروسي وعدم الأكتراث الأمريكي لمصير شعوب المنطقة، واهتمامها بأنظمة القتل الطائفية في كل من دمشق وبغداد وتوابعهما والفاسدين فيهما واللصوص المتربعون قمة السلطتين في هتين العاصمتين.!!

إن سياسة ملء الفراغات العسكرية في صيغة تدخل هي سياسة غير مبررة أبداً ولا يجب ان تنفذ خارج إطار المنظمة الدولية ومجلس أمنها، فضلاً عن مبادئ ميثاق الامم المتحدة، التي تمنع وتدين التدخلات في الشؤون الداخلية للدول الاخرى بأي صيغة كانت حفاظاً على نظام العلاقات الدولية من الأنهيار.

رابعاً- اعلن محلل استخباراتي امريكي مسؤول عن شؤون العراق لأكثر من ( 13 ) عاماً لدى القيادة المركزية الامريكية ( لم يُذْكَرْ ) أسمه ( إن التقييمات الصادرة عن وحدته تتعرض للرفض أو التشويه قبل وصولها لصانعي القرار.. وان مسؤولين كبار مثل ( جون كيري ) وزير الخارجية، اعتمدوا على احصاءات متفرقة لأظهار إحراز تقدم، ولكن هذه الأرقام غالباً ما كانت تعجز عن الصمود أمام التفحص الدقيق ) .!!

والملآحظ .. إذا كانت التقييمات الواقعية وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً تنتهي بالرفض والتشويه ولم تصل الى صانع القرار .. فمن الذي يعمل على حجب الحقائق؟ ولماذا لم يدرك صانع القرار هذا الواقع رغم تعدد مراكز الأستخبارات الأمريكية .. ألم يكن ذلك مدعاة للسخرية ؟

خامساً- إيران سبق واعلنت انها لن تشارك في ( التحالف الدولي لمحاربة الأرهاب ) ، في العراق وسوريا، الذي تقوده امريكا .. والآن اعلنت ايران انها لن تدخل في تحالف مع روسيا لقتال تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط، على لسان حسن روحاني .. والأمريكيون يزيدون من المارينز في بعض القواعد والمطارات في العراق ويستطلعون .. ماذا يعني كل هذا ؟ وماذا نستنتج من الرفض الايراني :

- عدم المشاركة في التحالف ضد ( الارهاب ) الذي تقوده امريكا .

- عدم الدخول في التحاف مع روسيا في سعيها لمحاربة ( الارهاب ) في سوريا والعراق .

- السهولة التي دخلت فيها القوات الايرانية النظامية والحرس والحشد الطائفي الى المناطق المتاخمة للحدود العراقية الايرانية في قاطع صلاح الدين.

إن سياسة خلط الاوراق لم تعد تجدي نفعاً .. لقد باتت مكشوفة تماماً .

سادساً- تعتزم موسكو انشاء ( مركز معلوماتي ) في بغداد .. يتشكل من روسيا وايران وسوريا والعراق، ويضم ممثلي هيئات أركان جيوش هذه الدول .

الملاحظات :

1- إن الأعلان عن هذا المركز، الذي تبنته موسكو ونفى العراق المشاركة فيه، وتحمست له طهران .. يضع الأخيرة في نقطة الجذب الى جانب موسكو بعد ان مالت طهران الى واشنطن وأعلنت عن تحسن علاقاتها بعد الأتفاق النووي، وزيادة مجالات التعاون الإيراني مع ( اسرائيل ) ووعود بإفتتاح علاقات دبلوماسية وقنصلية بين طهران وتل أبيب، ورعاية الجالية اليهودية في إيران من قبل السلطات الإيرانية وبتوجيه من ولي الفقيه .. هذا الميلان يثير موسكو.. ليس في جانبه الأسرائيلي وإنما في محصلته الأمريكية.!!

قد يمثل المركز إحراجاً لطهران حيال واشنطن، ويعكس مشاركة ايران في سياسة ( محاربة الأرهاب ) مع موسكو على أساس اطروحة ملء الفراغ العسكري للحرب، نتيجة إخفاق امريكا في قيادة التحالف.. والمركز هذا يعد تمهيداً عملياً للعمل العسكري المشترك.. ولكن يظل الرأي أن هذه المساعي هي غير عملية، لصعوبة تحقيق نتائج ملموسة في ظل الفوضى العارمة في العراق على وجه التحديد.

2- الهدف الأساسي من إنشاء المركز هو جمع معلومات ذات طابع إستخباري من هيئات أركان هذه الدول وتسخيرها من لدن وزارة الدفاع الروسية ولمصلحتها الأستراتيجية، لكي تلبي طموحها في تعزيز دورها ومكانتها في الشرق الأوسط.. ولا يهمها من ذلك نظام الأسد ونظام خامنئي ونظام اللصوص في بغداد.!!





الاحد ١٣ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة