شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما منحت يوتن درجة اية الله في مقالة سابقه , لها ما يبررها , اذ ان الكنيسة الارثوثوكسية اعلنت الحرب الصليبية المقدسة ضد الارهاب , ومن قبل اعلن بوش الابن هذه الحرب الصليبية المقدسة ضد ياجوج وماجوج في العراق .

وكما اعلن رامسفيلد وهو يروي قصة العلاقة مع اية الله السيستاني , وكيف قدم له مبلغ 200 مليون دولار مقابل اعلانة فتوى تحرم مواجهة الغزو الامريكي للعراق عام 2003 , قال اننا نثق بالعلاقة مع الشيعة اكثر من السنة لان لهم مرجعية نتكلم معها وناخذ منها قرارات قاطعه .

واليوم يتكلم الروس المنطق نفسه , فيعلنون ان السنة ارهابيون , ولن نسمح بحكومة سنية في سوريه .

وعلى هذا الاساس جاء الروس من منطق طائفي يتوائم مع المنطق الايراني الطائفي . وكما سعت ايران الملالي الى ترسيخ المنهج الطائفي في العراق وسوريه , فان الروس جاؤوا لكي يكملوا المخطط الطائفي الذي لا يعارض مع المخطط الطائفي التقسيمي الذي وضعه جون بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي صاغ ورقة تقسيم العراق , وعلى اساسه وضعت مواد الدستور العراقي من قبل بريمر , لتمرير مخطط بايدن .

قد يقول قائل هل هناك توافق سري بين الروس والامريكان على تقسيم المنطقة , واخذ كل منهما نصيبه من الكعكة الدسمه .؟ هناك اشارات واضحة تفيد ان الطرفين ليسا مختلفين في الهدف الاساسي , وان اختلفا في التفاصيل . فهذه بثينه شعبان مستشارة بشار الاسد تعلن ان تفاهما بين واشنطن وموسكو على العمل في سوريه والعراق . وان المصالح تحكمهما في المنطقة .

ولكن في المقابل هناك راي يقول ان امريكا منزعجة من الدخول الروسي الكبير في سوريه , ولكن هذا التفاجئ في غير محله , اذ ان روسيا تدعم بشار الاسد منذ زمن طويل ووقفت معه في كل المحافل الدولية وتسعى لتثبيت حكمه عسكريا وسياسيا , بدليل انها امدته باحدث الاسلحه اذ زودته بطائرات ميغ 31 المتطورة جدا , ودفاعات جويه متطورة مثل اس اس 300 .

اذن المفاجئة الامريكية غير واردة , ولا سيما ان الاستخبارات الامريكية قوية والاقمار الصناعية تصور كل شئ على الارض . وعليه فان صيغ التفاهم اقوى بين الطرفين , ولاسيما ان موسكو عقدت تحالفا مماثلا مع الكيان الصهيوني للتنسيق بين قوات البلدين في المنطقة . وذلك عقب زيارة نتنياهو الى موسكو الاخيرة , ونتج عنها اجتماعات بين رئيسي اركان البلدين للتنسيق في كل ما يضمن امن الكيان الصهيوني , وهذا ما يطمن الادارة الامريكية .

مما تقدم نلمس ان الروس لايعنيهم دعم الممانعة التي مازال يتشدق بها البعض من المنتفعين العرب , وما دعم بشار الا لانه هو الذي طلب الدعم الروسي لانقاذ حكمه الذي كاد ينهار ويسقط , وعلى هذا الاساس جاء الروس ايضا لضمان مصالحهم الاقتصادية , بعد ان وقعوا مع نظام الاسد اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز في الساحل السوري مدتها 25 سنه , وعلية لايهم الروس ان بقي الاسد او ذهب , او تقسمت سوريه الى كنتونات , المهم ان الاتفاقية سارية المفعول , ومن اولويات الروس اكتشاف الغاز المتوفر بكثرة في المتوسط , ولاسيما ان العقود المقبلة ستشهد الاعتماد الكلي على الغاز الملائم للبيئة النظيفه .

المهم ان الروس قدموا الى سوريه بقرار من الاسد , وقدموا الى العراق بقرار من ايران الملالي , بعد ان شعرت بالفشل في انجاز مهمة تدخلها في سوريه والعراق خلال العام والنصف الماضي , والبعض يقول ان امريكا دارت ظهرها للعبادي لانه سمح بتمرير الاتفاق الرباعي في بغداد , وكأن الادارة الامريكية لا تعرف ان العبادي ومن قبله المالكي مطية وعملاء صغار للملالي , لايخالفونهم اي امر , بل ان قاسم سليماني والسفير حسن داني فر هما اللذان يحكمان في العراق .

وقد تضمر واشنطن الشر للروس وتريد ايقاعهم في مستنقع كالذي وقع في السوفيت من فبل في افغانستان , بدليل ان الامريكان غير مستعجلين على انهاء مهمة اخراج داعش من العراق وسوريه , اذ وضعت سقفا زمنيا ما بين 5-10 سنوات , وكذلك الحال للروس فهم غير مستعجلين للحسم الكلي على داعش , بل ستبقى داعش ورقة بيدهم للبقاء في سوريه وانقاذ الاسد الذي يترنح . ومنح الملالي فرصة لاستعادة انفاسهم المنهكة بعد فشلهم في العراق وسوريه واليمن .

ان المنطقة مقبلة على نار حامية لن يذهب ضحيتها غير العرب وخاصة العرب السنة منهم . المطلوب التحرك بجدية من كل النخب العربية التي تدعي القومية والاسلامية التي طالما هاجمت الشيوعية وبوتن هو ابنها وتربية الكي . جي . بي . السوفيتية . ومن الدول العربية الاخرى وخاصة الخليجية ومصر ان تحسم موقفها مع نفسها اولا ومع مصالح الامن القومي العربي المهدد من قبل ايران والسوفيت والامريكان .

المطلوب دعم كل القوى المعارضة لاركان المخطط المعادي , ومنها المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح الذي يؤهلها مواجهة قوات التحالف الشرير , ودعم منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ورجوعها الى فعل القتال . ودعم العرب في الاهواز لاسترجاع حقوقهم المسلوبة , ودعم القوى الكردية والبلوشية ايضا .

ولابد من تهديد الروس في عقر دارهم وهم يعرفون خطر التحرك الاسلامي في الجمهوريات الروسية . ولابد من مقاطعة البضائع الروسية والايرانية والامريكية .

hassan_tawalbh@yahoo.com





الخميس ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة