شبكة ذي قار
عـاجـل










يجتمع زعماء ومسؤولو 190 دولة في مؤتمر المناخ في باريس اليوم , على أمل ان يتفق المجتمعون على وثيقة ملزمة للدول تؤكد عولمة المناخ حقا .

من المؤكد ان دول العالم باتت تشعر بان الامم والشعوب اصبحت ضحية للكوارث التي تحدث بين فترة واخرى , مثل الزلازل والهزات الارضية والبراكين والفياضانات والاعاصير والامطار الغزيرة التي تحدث فيضانات وسيول , اضف الى ذلك ما نتج عن ارتفاع في درجات الحرارة عن حدها الطبيعي المعتاد , مما ادى الى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب ذوبان الثلوج في المناطق القطبية , وهذا عائد الى زيادة انبعاث غاز الكربون الذي احدث ثقب الاوزون في الغلاف الجوي .

من المسؤول عن زيادة درجات الحرارة , ومن المسؤول عن زيادة انبعاث الكربون ؟ . هل هي الدول الفقيرة او النامية ؟ . الجواب بالتاكيد لا .. لان الدول الفقيرة لا تملك مصانع تعمل ليل نهار وتنفث الغازات في الجو , بل هي الدول الصناعية المسماة دول 7+1 او دول ال20 , والسؤال هل عملت تلك الدول على خفض انبعاث الغازات السامة ؟ هل عملت بجد من أجل بيئة نظيفة للاجيال الحالية والاجيال المقبلة , ضمن سياسة التنمية المستدامة ؟ .

صحيح ان الدول الفقيرة تعمل بدون وعي على تلويث البيئة من خلال سلوكيات غيرة مقصود بها تلويث البيئة عمدا , وعليها مسؤولية التجاوب مع قرارات الامم المتحدة في احداث تنمية مستدامة تخدم ابقاء البيئة نظيفة غير ملوثه , وهذا المقصد يحتاج الى دعم الدول الكبرى الغنية , ولو وفرت جزءا من عائدات بيع الاسلحة لاشعال الحروب في العالم لكان بامكانها احداث تنمية نظيفة في هذه الدول , ولكن الشركات المصنعة للاسلحة لاتنظر الى الموضوع نظرة انسانية بل نظرة نفعية بحته .

الامر الاكثر خطورة هي ان الدول الكبرى التي اشعلت الحروب في اكثر من بقعة في العالم هي التي لوثت البيئة برميها القنابل المحرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية والقنابل التكتيكية المشبعة باليورانيوم كما حصل من قبل الولايات المتحدة اثناء غزوها العراق عام 2003 وما بعده . وكما تعمل روسيا اليوم في سوريه اذ انها تجرب كل اسلحتها الحديثة ضد الشعب السوري بدعوى مواجهة الارهاب , وقد تستخدم الاسلحة النووية التكتيكية اذا تفاقمت الاوضاع الثنائية بينها وبين تركيا بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية من قبل الطائرات التركية .

البيئة النظيفة امر ضروري وملح لجميع الدول لكي تعيش الاجيال الحالية والمقبلة بسلام وصحة وعافية , وهذا الامر يستلزم من الدول الفقيرة ان تعتمد برامج تثقيفية مستمرة وتعبئة شعوبها باهمية الحفاظ على البيئة , لان هذا الامر ليس مجرد شعارات تطلق او دروس في المدارس والجامعات , بل هو اقرار سلوك جمعي يتعاهد عليه ابناء المجتمع في كل حي وقرية ومدينة للحفاظ على نظافة حيهم ومدينتهم وعدم المساس بالاشجار الحرجية او تلويث مياه الانهار والسيول والينابيع والبحيرات بكب النفايات والمياه العادمة فيها .

ان السلوك السوي في اطار المجتمعات صار مطلبا ملحا لكي نحفظ للاجيال المقبلة بيئة نظيفة صالحة للحياة , كما على الدول الكبرى ان تمد يد المساعدة المادية والفنية والارشادية للدول الفقيرة , وعلى وسائل الاعلام القيام بدور التوعية من خلال البرامج والمسلسلات والمقابلات في التلفاز والاذاعات والصحف , وللاسرة دور كبير في الحفاظ على البيئة .

hassan_tawalbh@yahoo.com





الاثنين ١٨ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة