شبكة ذي قار
عـاجـل










يصر البعض الذي لا زال متموضعا في الزوايا المظلمة على شيطنة البعث بطريقة أو بأخرى، ومهما كلف الأمر من سياقات وضيعة باتت لا تليق حتى بالجهلة، فكيف بمن يسمون أنفسهم مثقفين.

يجري الحديث اليوم عن مؤتمر المغتربين الذي سيعقد بداية شهر نيسان أبريل القادم، أي بعد عدة أيام، وهو مؤتمر يعقد كل عامين برعاية المنظمة الدولية للمغتربين العراقيين ومقرها برلين/ألمانيا، وكما هو واضح من عنوانه يجمع المغتربين العراقيين حول العالم، منهم العلماء والفلاسفة وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمثقفين، وهم نخب يفتخر بهم العالم قبل أن يفتخر بهم الشعب العراقي، بل وقبل أن يفتخر بهم البعث لأنهم نتاج مرحلته الزاهرة.

لم يجد هذا البعض غير اتهام البعث برعايته للمؤتمر، وهو شيء مشرف للبعث وللمؤتمرين، ونتمنى أن يرعى البعث هكذا مؤتمرات كي يرى العالم ويتعرف على النموذج الذي صنعه البعث في العراق والذي أبهر العالم بعلمه وثقافته، ولن نتحدث هنا عن تفاصيل المؤتمر قبل أن يبين البعث موقفه من هذا المؤتمر ببيان رسمي.

أسهب هذا البعض طويلا باتهام البعثيين بما ليس فيهم، ودخلوا في تفاصيل أقل ما يقال عنها إنها تبرز الجانب الوضيع من نفسيتهم، فبدئوا بحساب تكاليف المؤتمر وكأنهم مأموري ضرائب ويريدون الإيقاع بزبائنهم، شيء لا يصدق بالفعل، حسبوا حتى أسعار الغرف في الفنادق وحسب درجات رفاهيتها، وأنواع وجبات الأكل في الفندق، وما إلى ذلك من تفاصيل نرى من المعيب مناقشتها هنا، لأن القادم من المقالة ما هو أهم وأخطر.

يدعي هؤلاء بأن على قيادة البعث أن تجمع هذه الأموال وترسلها للفلوجة، طبعا هذا حسب ادعائهم بأن البعث راعيا للمؤتمر، وهنا نسألهم، من منكم يستطيع أن يرسل دولارا واحدا للفلوجة؟؟ لو كان الأمر سهلا هل سنجد الفلوجة اليوم جائعة؟؟ هل يعتقد هؤلاء بأن الأمر مجرد قضية عدم وجود أموال لمساعدة أهل الفلوجة؟؟ أم إنها أصبحت قضية دولية ويتم حصار المدينة من الجميع وبقصف دولي يومي عليها؟

هل رأيتم جمعيات خيرية أو إسلامية أو إنسانية ( ويا مكثرها ) قدمت رغيف خبز للفلوجة التي تطالبون الآخرين بمساعدتها؟؟ أتحداكم أن تسموا لنا جهة إسلامية واحدة ( وهذا واجبها الديني المفترض ) فعلت ذلك، أو حاولت أن تفعل ذلك، فكيف تطالبون البعث المجتث والمحارب من الدول والعملاء أن يصل إلى الفلوجة ليعينها على ما ابتلاها؟

إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل، وما تطرحونه هو عين الجنون، وإذا كنتم لا تعلمون فإن البعث في كل مكان من العراق، حتى في الفلوجة، يعانون كالآخرين وأكثر، ولا أعتقد بأن هناك منصف شريف ينكر ذلك، فهل تطلبون ممن يعانون أن يعينوا أنفسهم، أو يتبرعون لأنفسهم؟

ثم يتكلمون عن المؤتمرات وما يمكن أن تأتي به من نتائج، ويستهزئون بها وبمن يحضرها، وهذا دليل آخر على ضيق أفقهم وثقافتهم الناقصة، ولو تابعوا أخبار العالم بعين المثقف الواعي لوجدوا بأن العالم كله يعج بالمؤتمرات الدولية والاقتصادية والعلمية والسياسية والصحية والاجتماعية، وأينما تولوا وجوهكم فسوف تجدونها، حتى أصبحت علما بحد ذاته، فهل هناك ما يعيب؟

أن يلتقي أصحاب الشأن الواحد أو الاهتمام المشترك ليتدارسوا أوضاعهم وليتعرفوا على بعضهم البعض ويطرحوا الأفكار التي من شأنها تطوير أساليب معالجة قضاياهم فذلك قمة التطور الذي لا تفهمون معناه، طبعا ناهيك عن الغاية الإعلامية المهمة لانعقاد المؤتمرات على مختلف القطاعات.

نؤكد لهؤلاء المتبرجين بالوطنية الزائفة، بأن كلما علت شجرة البعث الوارفة سترتد أحجاركم على وجوهكم، وكلما وجدتم البعث يرتقي يوما بعد يوما سيأكل الغيظ والحسد قلوبكم السوداء، ولن تكونوا ومن يقف خلفكم سوى أقلاما صفراء تتخذ من شيطنة البعث مرتزقا وسحتا حراما.

ختاما نقول دائما من يسقط أخيرا يسقط عميقا، وأنتم اخترتم الوقت الضائع لتسقطوا فيه، عندما حاول الأعداء استهداف البعث وقادته وأعضائه بالقتل والاعتقال والتنكيل وقطع الأرزاق، ثم تأتون أنتم لتنالوا منه بعد أن يأس أعداء البعث، وهي محاولتكم الأخيرة، قبل يوم الحساب.





الثلاثاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة