شبكة ذي قار
عـاجـل










أسمحوا لنا بتوضيح أحد أهم مبادئ حزب البعث العربي الإستراكي، والذي قرأه البعثيون جماهيرا وقيادة، وآمنو به، فكان شريانا أبهرا لا تراه العين المجردة لكن يعلم الجميع بانه الأهم والأقوى تأثيرا على مسيرة الحزب خلال حقبة قيادة للعراق.

هذا المبدأ لا يمكن بأي حال من الأحوال التجاوز عليه وتحت أي ظرف، لأنه يقع بكل وضوح ضمن بنود النظام الداخلي للحزب، وأحد شروط الانتماء لحزب البعث العربي الإشتراكي، وبالضرورة من يتجاهله سيكون مخلا بأحد شروط الإنتماء، بين قوسين يمكن أن يسمي نفسه أي شيء إلا كونه بعثيا.

وقبل الدخول في موضوع المتجاوزين على البعث والذين يظنون بأنهم لازالوا بعثيين فنرى من الضروري ان يطلعوا على هذا البند، والموضح في الفقرة الثانية من المادة السابعة من شروط الانتماء:

(( أن يؤمن بالقومية العربية ويحترم العلاقات الإنسانية بين القومية العربية والقوميات الأخرى ويحارب النزعة العنصرية والاقليمية والطائفية والعشائرية )).

هل بعد هذا كلام؟؟ إن نبذ الطائفية يقع ضمن شروط الإنتماء، والبند الذي يسبقه يضع محددات الإنتماء للحزب بمن يؤمن بكل مبادءه، ففي الفقرة الأولى من المادة سابعا جاء ما يلي :

(( أن يكون مؤمنا بعقيدة الحزب وأهدافه ومنهاجه وسياسته ونظامه الداخلي، ومستعدا لتنفيذ قراراته )).

إذن من لم يكن مؤمنا بنظامه الداخلي فتسقط عنه صفة الانتماء، هل هناك اكثر من هذا الوضوح؟؟

نأتي الآن للثلة الضالة التي نهضت فجأة من تحت الرماد، وأعلنت عن بعثيتها وخوفها على مستقبل البعث من وجود ( الطائفيين ) ضمن صفوفه، وبصريح العبارة يرفضون وجود أي شيعي في البعث، من الطائفي هنا؟؟

بعض هؤلاء يجهر في العلن ليس كما في السر، فهو لا يعلن طائفيته بوضوح، لكنه يستهدف البعثيين أو القياديين من الطائفة الشيعية، لأسباب ليس من الصعب الخوض فيها في ظل أجندة طائفية دولية، لكنها تبقى في حدود الصحف الصفراء التي يخوضون في ماءها العكر، والتي تستقطب من الطائفيين الكثير، فالمهم هنا ليس البعث ومبادءه بقدر ما هو استهداف الطائفة الأخرى.

هذا البعض يطرح ما يمكن وصفه بالقضايا الداخلية للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ضد أي نظام داخلي لأي حزب وليس لحزب مثل حزب البعث المعروف بنظامه الصارم، فكيف سمح هؤلاء لأنفسهم الخوض في انتقادات في كثير منها جارحة أخلاقيا وتبريرها بحقهم في طرح آراءهم بحرية، كتلك الحرية التي جلبتها أمريكا للعراق، وبحجة اختلاف وجهات النظر، وهم يعلمون بانهم يتكلمون أمام الكارهين والحاقدين على البعث، وفي وقت يواجه البعث فيه أشرس عملية شيطنة في تاريخه، ويواجه أجندات غربية وعربية وعراقية لاجتثاثه، أو على الأقل بالضغط لتغيير مبادءه.

هذا البعض اللا بعثي لا يعترف بقيادة البعث، وليس فقط بأهم مبادءه، ويخوضون في سيرة الرفاق تاركين أعداء البعث يعملون بحرية لاجتثاثه، وهنا ينبغي التوقف لكشف حقيقة هؤلاء، ولماذا يختارون هذا الوقت بالذات لمهاجمة البعث ورفاقه.

من المعروف إن سياسة الطوئفة مستمرة في العراق على قدم وساق، وهناك دول تغذي هذه النار التي دمرت العراق، وأحالته غلى كانتونات طائفية مقرفة، وعلى ما يبدو إنهم نجحوا في بعض مراحله لكن إلى حين.

ما لم ينجح فيه الأعداء ولا زال يمثل المعضلة الرئيسية أمامهم لتنفيذ كامل الأجندات هو استمرار البعث بمواجهتهم برغم كل قوانين الحظر والاجتثاث، وهم يعلمون بأن سقوط مشروعهم سيكون البوابة لعودة البعث بدون منازع، وهو ما يهدد بعض الدول منها عربية مع الأسف والتي لا زالت تحمل الضغينة والخوف من عودة البعث، وكل ظنها إن البعث سيعود لاخذ حقه من الآخرين وهذا قمة الغباء.

أستمرار البعث وبعزم أقوى أرعب الأعداء كما قلنا، فبحثوا عن خطط لم يستخدموها سابقا، فما كان منهم إلا شراء بعض الذمم ليهاجموا النسيج البعثي من الداخل، لكن خابوا وخسئوا، فالبعث ليس سنيا كما يدعون، وليس شيعيا، وليس طائفيا، بل البعث عربيا وسيبقى، ومن يريد اللعب على وتر الطائفية فليختر لنفسه حزبا ضمن العملية السياسية الطائفية، فلا يوجد حزب اسمه حزب البعث السني الطائفي!!





السبت ٢٤ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة