1 - من المعروف أن مليشيا ( أبو فضل العباس ) الأرهابية التي ارتكبت مجازر في العراق وفي سوريا هي منظمة عسكرية مرتبطة إرتباطًا مباشرًا بالجنرال ( قاسم سليماني ) من الناحية العسكرية والأستخبارية والتمويلية ولا علاقة لها بحكومة الأحتلال في بغداد .

2 - الحكومة تعلن رسميًا أن مليشيات ( الحشد الشعبي ) ترتبط بالقوات المسلحة الحكومية .. ومليشيا أبو فضل العباس أحد مليشيات الحشد الشعبي، وهذه المليشيا من حيث المنطق يجب أن تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلخة ( حيدر العبادي ) ، ولكن الحقيقة أن هذه المليشيات لا تشتري الحكومة ولا العبادي بـ ( فرنك واحد ) أو بـ ( فلس واحد ) أو ربما هنالك ترتيبات إتفاقات من هذا النوع.!!

3 - نفذت مليشيا ( أبو فضل العباس ) مجزرة الكرادة حسب توجيهات طهران وتبعًا لمقتضيات سياستها المتفق عليها مع المحتلين الأمريكان والقاضية بتنفيذ ( صدمة ) فاصلة لتضع الجميع خلف المتاريس وتضع البلاد على حافة التصادم لخرض التقسيم .. ومجزرة الكرادة وطريقة تنفيذ الجريمة وبهذا الأسلوب التقني الدقيق، الذي يتعذر على أي منظمة إرهابية ترتيبها وتركيب موادها وطريقة نقلها ومراعات تبريدها للشحنة الفسفورية القاتلة وإخفائها، فضلاً عن نشر هذه المليشيا الأرهابية مواد أخرى في موقع الجريمة وتوقيتات كشف عنها الحدث الجلل، ذات طاقة هائلة عند تفاعلها معًا أنتجا لهيبًا صاعقًا وعاصف رهيب .. وإن هذه الترتيبات من فعل دولة واستخبارات دولة ينتمي إليها الأرهابي وهي ( إيران ) .. وليس بإمكان الأرهاب الداعشي تنفيذه بهذه الطريقة والترتيبات التي تم توفيرها والسهولة التي تمت فيها الأختراقات.

4 - وبعد أن أفتضح أمر هذه المليشيا الأرهابية على نطاق واسع ووضعت في دائرة الأدانة، وهي أصلاً مدانة بإرتكابها مجازر في العراق وسوريا .. ومن أجل توجيه الأنظار بعيدًا عن الجريمة .. ظهرت مليشيا أبو فضل العباس وزعيمها ( آوس الخفاجي ) ليعلن فيديويًا على الملأ أنه ( إذا لم تسرع الرئاسة بإعدام الـ ( مدانين بالأرهاب سيقوم هو بنفسه بتنفيذ الأعدامات في سجن الناصرية المركزي ) .. وهو بهذا يضع نفسه فوق ( قرارات الدولة ) و ( قرارات الحكومة ) ، وذلك مطلب إيراني وكما تريد أن تطبقه المليشيات ولا غير المليشيات حتى الوصول الى ( دولة المليشيات ) .!!

5 - هذا الأمر المزري دفع الرئاسة إلى الرضوخ المعيب فوافقت على إعدام البعض من السجناء نزولاً عند رغبة مليشيا إرهابية إيرانية .. وكان عليها أن تحترم نفسها أمام العالم وتحترم ( القوانين والدستور ) كما تحترم الحالة الأنسانية التي تتطلب إعادة النظر بالأحكام غير الأصولية وغير الأنسانية.

6 - وزادت الرئاسة على ذلك، ويبدو أن مليشيا أبو فضل العباس لم يعجبها ( خمسين أو ستين حتى لو مائة ) لتنفيذ حكم الأعدام ، فضغطت على الرئاسة أكثر لتنفيذ أحكام الأعدام بـ ( 3000 ) مواطن ومن بينهم عرب وأجانب قليلين.!!

7 - أخراج هذه المسرحية جاء بطريقة مزرية وفاضحة ومهانة .. بأن أوكلت الرئاسة لوزارة ( العدل ) ، التي يرأسها وزير العدل ( حيدر الزاملي ) وهو عضو قيادي في مليشيا أبو فضل العباس لتنفيذ أحكام الأعدام تلقائيًا بعد مرور شهر من عدم التنفيذ .. وبهذا الأجراء ( أكتملت السبحه ) كما يقول العراقيون، بين الرئاسة ( فؤاد معصوم ) وبين مليشيا ابو فضل العباس ( آوس الخفاجي ) وبين وزير العدل ( حيدر الزاملي ) عضو مليشيا أبو فضل العباس .. فيما دفعت هذه المليشيا بالقاتل والأرهابي الذي يسمى ( أبو درع ) إلى الواجهة الأعلامية ومن موقع الكارثة الكرادة ليتحدى وهو مطلوب للقضاء وهارب إلى إيران .!!

8 - مرجعية ( آوس الخفاجي ) زعيم مليشيا أبو فضل العباس، التي ينتمي إليها ممثلة بـ ( محمد اليعقوبي ) أحد أعمدة إيران الأرهابية في النجف.!!

هل ترون ياعالم .. هل هناك ( دولة ) تعمل بهذه الصيغة وبهذه الأجراءات .. منظمة إرهابية معروفة تعمل على المكشوف في العراق وسوريا وغيرهما تهدد ( الحكومة ) وتهدد ( الدولة ) وتضع نفسها فوق الجميع في زمن الأنحطاط ؟

فماذا يقول مجلس الأمن ومنظماته المتخصصة ، وماذا تقول منظمات حقوق الأنسان ، وماذا تقول جامعة الدول العربية ، وماذا تقول منظمة المؤتمر الأسلامي ، وماذا يقول المؤتمر القومي العربي ، وماذا تقول أمريكا المجرم الأول لكل هذه المجازر، وماذا تقول بريطانيا صاحبة التحقيقات السفسطائية ممثلة بتقرير ( شيلكوت ) ، وماذا تقول روسيا التي تدافع عن نظام إيران الأرهابي ، وماذا تقول المرجعيات الأسلامية والسياسية جميعها بدون إستثناء بشأن هذا الوضع المهزلة والمزري ؟ وأخيرًا ماذا يقول الشعب العراقي العظيم ؟!