شبكة ذي قار
عـاجـل










أقدم الفنون هو الفن المسرحي بعد الفن التشكيلي وعرف العراقيون المسرح منذ الدولة ألبابلييه وكان يحاكي الحاكم والسياسي والوجدان والطبيعة فهو الناقد الأكثر تأثيرا في التغير والتحول من خلال إيصال رغبات واتجاهات الشعب بطريقتين الكوميديا والتراجيدي حيث ينشط العمل المسرحي في ظروف الرخاء والازدهار والتقدم والرقي ويكون دافعا قويا نحو الأمام للمزيد من العطاء وبذل الجهد كما يبرز أعماله في زمن الحروب والاحتلال والدمار والويلات مثل الإمراض والأوبئة والقحط والجوع والجهل مثلما يكون كالسيف ضد القهر والتعسف والظلم والجور الذي يمارسه الحاكم المستبد ، دائما كان المسرح خارج سيطرة الدولة يمارس النقد والتهجم والإدانة على الممارسات والسلوكيات الخاطئة والمنحرفة بحيث يتقبلها الجمهور ويزيد من وعيه وثقافته وحركته على مختلف الأصعدة ويحفزه بتنظيم نفسه ورص الصفوف والاستعداد على التهيؤ لعمل فعل عظيم من اجل التغيير المنشود ، لقد نعت المسرح العراقي بالمسرح الجاد وكان يتناول مواضيع وقضايا تهم الشعب والوطن والأمة من خلال ما ينتجه المؤلفون من روايات وقصص ومعظمهم من الملتزمين بالخط الوطني والقومي والإنساني .

هنا تبرز أسئلة :
أين هم ألان الكتاب والمؤلفون المسرحيون من نتاجهم كما ونوعا ؟
اين هم الان الممثلون المسرحيون من أداء أدوارهم في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق ؟
هل اثر وغير الاحتلال وما نتج عنه من دمار شامل على توجهات وافكار ونشاط الكتاب والممثلين ؟

شهد المسرح العراقي تطورا وثراء في فترة الثمانينات من القرن الماضي وكان واضحا تفاعل الكتاب والممثلين مع ظروف الحرب التي كانت دائرة بين العراق وإيران وجسد الكتاب بطولات وتضحيات الجيش العراقي وكما برزت دعم وإسناد الشعب لديمومة التفوق وتحيق النصر النهائي والإشادة بالقيادة العراقية العليا التاريخية والشجاعة في إدارة المعركة وتوفير مستلزمات التفوق والنصر وكما برزت البطولات الفردية للقادة والضباط الميدانيين في جبهات القتال واستبسالهم بلا حدود في الدفاع عن تربة الوطن والشعب ، ولم يكن حال الممثلين اقل نتاجا وإبداعا من الكتاب فكانوا يترجمون ما يكتب الى واقع حي ملموس يشاهده المواطن على خشبة المسرح بتجسيدهم الشخصيات بأروع صورها لان الذي يقاتل هم أبنائهم وإخوانهم وإبائهم .

نقر ونشهد بأن الوضع المتردي بعد الاحتلال قد اثر كثيرا سلبا بكل جوانب الحياة ومنها قطاع الفن بكل صوره وتشرد من تشرد من الفنانين بسبب المطاردة والقتل والاعتقال وقطع الأرزاق من قل عصابات الطائفية بدفع من ايران ، واضطر الكثير منهم اللجوء الى الدول العربية المجاورة من اجل الاستمرار في نتاج عملهم الفني وكانت هذه هي بارقة أمل الوحيدة لنقل شواهد ما خلفه الاحتلال وحال الشعب من بؤس وتشريد وقتل وتهجير وما تمارسه الحكومة الطائفية من ظلم وطغيان وتبعيتها الذليلة لأيران العدو التاريخي للاسلام والعرب وللعراق بصورة خاصة .

لم يكن غربيا علينا ان تتخلى الكثير من الحكومات العربية عن مد المساعدة والعون للعراقيين ومنهم هذه الشريحة ولكن العتب واللوم على النقابات والاتحادات الفنية الذين لم يقوموا بواجبهم المهني والاخلاقي في احتضان ورعاية الفنانين العراقين ويفتحوا لهم مجالات العمل واشراكهم باعمال تعكس ماحصل وجرى للعراق وشعبه من مصائب وويلات بسبب جريمة الاحتلال المباشر وبعده من ظلم وتعصق للحكومات التابعة الى ايران .

تحية واعتزاز لكل فنان عراقي في المهجر وفي الداخل الذي التزم الخط الوطني العروبي وصمد ضد التيارات الشعوبية والعنصرية .





الجمعة ١٠ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة