شبكة ذي قار
عـاجـل










قال تعالى
( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) سورة الروم

سجلت ذاكرة التاريخ العربي الإسلامي أيام ووقائع خالدة غيرت مسار الإحداث ومجريات الأمور إما لصالح الأمة او ضدها فكانت معركة ذي قار أول حالة انتصار حقيقي للعروبة والتي اعز الله فيها قبائل العرب على الفرس قبل الإسلام وقد روي عن رسول الإسلام ( ص ) عندما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هاني بن مسعود الشيباني على جيش الفرس قال ( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا ) ، وكان هذا النصر حقيقة نواة لمعركة القادسية بقيادة القائد العربي الإسلامي سعد بن ابي وقاص وفيها انطفأت نار المجوس وشع نور الإسلام على أراضي فارس ، وانطلق المسلمون نحو الشرق لينشروا الدين الإسلامي ووصلوا الى الصين شرقا .

لم يدخل الإيمان الى قلوب قادة وملوك الفرس بل اعتلوا إسلامهم خوفا وتقية للنجاة من عقاب المسلمين وبقوا يضمرون الحقد والكراهية والثأر ضد العروبة والإسلام ، وكيف الوصول والنيل منهما ، وقد حدثتنا الوقائع التاريخية لطالما انتهزوا قادة الفرس الفرص للتآمر على العرب والمسلمين وخصوصا عندما تتعرض الخلافة العربية الإسلامية الى هجمات خارجية ليتعاونوا ويصطفوا الى جانب أعداء العروبة والإسلام وهذا ما حصل في احتلال بغداد من قبل هولاكا وانهى الخلافة العربية بعد ان تآمر وخان الوزير ابن العلقمي ، وخلال فترة من احتلال بغداد الى الاحتلال العثماني كان الفرس يناصبون العداء للعراق ويطمعوا في خيراته وتدمير أهله وتراثه ونشر الفوضى والطائفية من خلال بث سموم وتقاليد غريبة عن الإسلام الحنيف .

ويستمر حكام وقادة الفرس في الإطماع والغدر والثار من العرب والإسلام بإيذاء العراق وشعبة وسلب الحقوق التاريخية والتجاوز على حرماه الى ان جاء البعث بقيادة الفارس العربي المسلم صدام حسين ( رحمه الله ) ليقف ضدهم وليقلم مخالبهم الخبيثة ليعلنوا الحرب والعدوان على العراق فكان لهم الرد العراقي قيادة وشعبا وانبهر العالم ببطولات وشجاعة القيادة العراقية وشعبه للوقوف ضد إيران ذات المساحة الكبيرة والجيش الذي بناه الشاه والذي أصبح خامس جيش بالعالم من جيش العدد والأسلحة وعدد سكانها ثلاثة إضعاف نفوس العراق واقتصادها القوي وموقعها الجغرافي على الخليج العربي وبحر العرب وشط العرب وتحد العراق من الشرق بمسافة ( 1200 ) كم وقد ابلي الجيش العراقي المجرب قوميا بلاءا حسنا ووقف الشعب بكل قومياته وطوائفه وأديانه وقفة رجل واحد يسندون جيشهم وقيادتهم الشجاعة ،

واستمرت الحرب بسبب عناد حكام إيران الملالي ثمانية سنوات أظهرت القيادة والشعب العراقي مدى حبهما للسلام وعدم إيمانهما بالعدوان والصبر والتسامح واحترام القوانين الدولية والعربية والإقليمية ودعوته وموافقته على كل المبادرات والقرارات التي تدعوا الى السلام ووقف العمليات الحربية سواء الأممية والإقليمية والعربية والإسلامية وكان حكام إيران يرفضون كل ذلك الى ان أوصلهم العراق قيادة وشعبا وجيشا الى حالة الانهيار والعجز ليعلنوا مرغمين موافقتهم على وقف القتال وقد اعترف خميني الخرف بان موافقته كالذي يتجرع السم ،

أوقفوا القتال ولكن لم يوقفوا الخبث والتآمر والغدر والتخطيط للعدوان والتخريب الداخلي لعملائهم من التبعية الإيرانية والأحزاب الطائفية العميلة التي تدين لهم بالولاء وخاصة حزب الدعوة العميل وقوات بدر الإجرامية وبعض المعممين الذين يدينون الولاء الى ولاية الفقيه ويستلمون تعليماتهم من داخل إيران ، وقد كانت القيادة العراقية تراقب وعلى علم بما تضمر إيران ضد العراق وتحذر الحكام العرب والجامعة العربية من نيات إيران الملالي من مشروعها الخبيث في ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية ولكن الحكام العرب والجامعة العربية داخلين في سبات وكل حاكم ينظر الى مصالحه الضيقة ولا يستفادوا من نصائح وتحذير العراق بأن هدف إيران ليس العراق فقط وإنما الأمة كلها والدين الإسلامي الى انكشف كل شي وأصبح واقع لا يمكن مداواته وخسروا العرب درعهم الحصين العراق وانهوا دوره ودمروا كل شيء فيه ليؤمنوا امن إسرائيل وحرية تمدد وتنفيذ إيران لمشروعها ألصفوي وما إحداث لسوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر والسودان والبحرين والسعودية هي بدايات لتنفيذ ما هو مخطط للمنطقة العربية وبالأخص ضد عروبة العراق وتجريد السعودية من حقها في إدارة الحرمين الشريفين وتغيير معالم وطقوس جوهر الدين التي أتى بها رسول الله محمد بن عبدا لله ( ص ) .

لا يمكن للشعب العراقي والعربي وفي طليعتهم رجال البعث ان يخفوا فرحتهم واحتفالهم بما أنجزه البعث بقيادته المؤمنة والجيش المغوار وشعب العراق الأبي من إنقاذ العراق والأمة من أهداف ومخطط تنفيذ إيران لمشروعها ألصفوي الشعوبي في استهداف الأمة العربية وانتهزوا فرصة الخلافات العربية وتحالفهم مع كل من أمريكا وإسرائيل والبعض من خونة الأمة من اجل إسقاط قيادة وثورة البعث في العراق لينفذوا ما أعجزهم العراق من تنفيذه ضد العروبة والإسلام طلية 35 سنة من حكم البعث .

لم يبقى امام الحكام العرب من اجل الخلاص إلا أن يبادروا وبسرعة قبل فوات الأوان ما يلي :

1- تجاوز او تأجيل الخلافات العربية العربية ونسيان الماضي المؤلم والحزين الذي حصل للأمة بسب التقصير القومي وانصياع الى أراء او توجيهات القوى الكبرى التي لا تريد الخير ولاهي حريصة على الأمة مثل أبنائها .

2- الوقوف الى جانب العراق شعبا ووطنا وقواه الوطنية لمقاومتها الاحتلال الإيراني والإرهاب المليشيات للأحزاب الطائفية التي تتحكم بالحكومة الحالية وتنفذ أوامر إيران .

3- تفعيل دور الجامعة العربية واستقلال قراراتها وإبعاد اي نظام عربي يتقاطع مع مطالب الشعب العربي في رغبته وهدفه في التحرر والاستقلال ووحدة المصير الواحد واستعداده بالتضحية في سبيل المصلحة العليا للأمة العربية .

4- تقديم الإسناد والدعم العسكري والتعبوي والمادي من قبل الأنظمة العربية الى قوات التحالف العربي التي تقوده السعودية للإعادة الشرعية الى اليمن وإفشال المخطط الطائفي التي تنفذه إيران من خلال اذرعها مليشيات الحوثي .

5- عدم ترك سوريا تأكلها الحرب التي يشنها النظام السوري ضد مقاومته الشرعية وشعبه الرافض لسياسته وبمشاركة واضحة وصريحة لكل من روسيا وإيران وإفساح المجال للقوى الكبرى الدولية ان تكون البديل للحل العربي والمسؤولية القومية بحجج وأعذار اقرب الى التهرب من التزاماتهم القومية ، كما حصل لكل من العراق وليبيا عندما وقفت الأنظمة العربية متفرجة .





الاحد ٤ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة