شبكة ذي قار
عـاجـل










تضع إيران مقياسًا لمدى إقتراب أو ابتعاد دول العالم من نظام الأسد.

تستخدم إيران مراحل للتصادم الخارجي ولتصدير إرهاب الدولة.

عافت إيران مبدأ " التقيه " وباتت تلعب على المكشوف في السياسة.

إيران تعتمد على مبدأ "خلط الأوراق" في العمل الأرهابي .

المدخل :

تفرق إيران في علاقاتها مع الدول الأخرى في مسألة إقتراب سياسات تلك الدول أو إبتعادها عن نظام الأسد .. فكلما ابتعدت سياسات الدول عن هذا النظام بطريقة مغايرة لتوجهات طهران حيال نظام دمشق .. كلما ناصبت طهران العداء المبطن ( الأرهابي ) لتلك الدول، حيث ترى إيران أن تلك الدول تعرقل سياستها التوسعية على أرض الشام، التي ترمي إلى بقاء نظام الأسد حتى لو جلس على كومة من الحجارة وبحيرات من الدم :

1 - لو راقبنا الدول الأوربية التي تمارس نهجًا يعكس ( تسويات سياسية ) ويرفض ( حلولا عسكرية ) ، مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا حيال المشكلة الكارثية التي تعيشها سوريا والعراق وشعبهما المشرد .. لوجدنا ( إرهاب ) التفجيرات قد وصل مدنها وعواصمها من - بلجيكا إلى فرنسا إلى ألمانيا .. نيس وميونخ، إلخ - ومجمل أعمال الأرهاب يستهدف منع أي تسوية سياسية للوضع القائم في سوريا .. والهدف من ذلك هو إبقاء ( الفعل العسكري ) الأيراني مستمرًا من أجل تكريس النفوذ الإيراني .. كما وتثبت التفجيرات الأرهابية أن المستفيد منها في تعزيز وجوده العسكري - المليشي في سوريا وإنعاش مليشيات ( حزب الله ) الأرهابي، الذي يواجه حالة التفكك والأنحسار، هي إيران .

قال ممثل ولي الفقيه في الحرس الأيراني آية الله علي سعيدي ( أن لأيران ثلاثة خطوط حمراء في سوريا هي: وحدة سوريا وبقاء بشار الأسد والدفاع عن العتبات المقدسة ) .!!

2 - وتمثل التفجيرات وعمليات الأغتيالات الغريبة وكلها عمل إرهابي منظم، أحد أهم أدوات الردع الأيرانية لعواصم بلجيكا وفرنسا وألمانيا من أجل الضغط على تلك العواصم لتكييف سياساتها، وإرغامها على الأعتقاد بأن الأرهاب الذي يجب مقاتلته يتم ببقاء نظام الأسد على رأس السلطة - قاتلوا الأرهاب الذي طال مدنكم وعواصمكم والخيار هو بقاء الأسد ونظامه في دمشق - وهذا يعني أن بقاء نظام دمشق هو بقاء النفوذ العسكري والسياسي الأيراني في سوريا .

3 - الأمر الذي يدفع طهران إلى الضغط من أجل أن يكون لها حضور عسكري في ما يسمى ( تحرير الموصل ) ، حلقة الوصل بالشمال الشرقي السوري من أجل تسوية الطريق الواصل، الذي يمهد لحماية النظام السوري وحماية حزب الله في الجنوب اللبناني من جهة وتمهيد الواقع الجيو - سياسي لأغراض التقسيم .. ومن هذا نرى التصريحات التي تعلن عن عزم إيران على قيادة الحشد الطائفي تحت قيادة قاسم سليماني لحملة ما يسمى تحرير الموصل.

4 - وقد تزامن - تقدمًا وتباطئًا - مع تحضير الـ ( الناتو ) بقيادة أمريكا للأنقلاب العسكري في تركيا ، الأصرار الأيراني على غلق منافذ التواصل الحدودية التركية السورية بتدمير حلب وشمالها الشرقي، لكي يسهل تدفق المليشيات الأيرانية المسلحة نحو الريف والقرى والمدن التركية في خضم اضطرابات الأنقلاب العسكري ولخلق الفوضى العامة في البلاد، حيث أعدت مجاميع مليشية مسلحة، لهذا الغرض، على وجبات أو مراحل .. لأن إيران لن تتوقف عن تقديم خدماتها لأمريكا .. وهذه الخدمات تقدمها لأمريكا في أفغانستان، وتقدمها لأمريكا في العراق، وتقدمها لأمريكا في اليمن، وتقدمها لأمريكا في البحرين على وجه الخصوص، وتقدمها لأمريكا في السعودية، وتقدمها لأمريكا في تركيا، إعتقادا منها بأنها سوف تسلم من شمولها بتغيير خارطة الشرق الأوسط الكبير.!!

5 - إيران تبحث عن استحقاقات لوجودها العسكري لما بعد ( تحرير ) الموصل تمهيدا لتعزيز مكانة الحشد الطائفي على أنه البديل للجيش تحت تسمية ( الحرس ) وعلى غرار الحرس الأيراني، الذي ألغى الجيش الأيراني واستحوذ على قرارات الحرب .

6 - إيران تدافع بكل الأدوات الممكنة والمتاحة عن النظام السوري، وهو نظام ( علوي ) المذهب قريب من التشيع الفارسي، ومن هذا المدخل تعمل إيران مع الطائفة العلوية في تركيا على أساس كونها الحاضنة لتدخلها الطائفي ، فيما تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والأموال ، وتواجه إندلآع الأنتفاضات السياسية والمسلحة، الكردية والعربية والتركية والتركمانية في - تبريز وأرميه ومهاباد واصفهان والأحواز - وغيرها الكثير من المدن والقرى الأيرانية، التي تعاني من القمع العنصري الفارسي من ناحية والأضطهاد والتمييز وأساليب التفريس العنصرية المقرفة.

7 - إيران أداة خطيرة في متغيرات المنطقة برمتها بشكل عام، وفي تركيا بصورة خاصة .. والأدارة الأمريكية قد رسمت لها مهمتها التعبوية بإثارة الفوضى في تركيا ولأغراض إستراتيجية بعيدة المدى تتمثل بمشوعها للشرق الأوسط الجديد أولاً، ولمنع روسيا الأتحادية من النهوض لكي لا تتربع على إرث الأتحاد السوفياتي ثانيًا .. وهنا تبدو ملامح الغدر الفارسي بروسيا واضحًا، كما تبدو سذاجة - الأستراتيجية الروسية وهي تغامر وتقامر مع الدهاء والخبث الأيراني، ولا تدرك أبعاد التوافق الأستراتيجي ( الأمريكي - الإيراني ) ، وهما مندفعتان بأفعال التخريب في المنطقة وخارجها .. حتى شمل هذا التخريب الأرهابي بعض الدول الأوربية كـ ( بلجيكا وفرنسا وألمانيا ) على وجه التحديد لأعتبارات تعرضنا إليها في ما تقدم.

8 - الأستراتيجية الفارسية تعتمد أساسًا على الأفراد والجماعات الطائفية التشيعية حيثما وجدت في الخارج ، ترتبط أو يمكن ربطها بولي الفقيه، لتحويلها إلى أداة من أدوات ( أرهاب الدولة ) الأيرانية .. ويمكن أن نرى ماذا يحدث في أمريكا اللآتينية بواسطة عناصر حزب الله اللبناني .. كما انها ستراتيجية تعتمد على ( تفريس الأديان والقوميات ) لكي يسهل على صانع القرار الأيراني تحريك هؤلاء الأفراد والجماعات لحساب طهران .. وما حدث في ( بلجيكا وفرنسا وألمانيا - نيس و منيونخ وغيرها ) من إرهاب يعود إلى صيغ ووسائل الضغط الفارسية، لكبح جماح هذه الدول وإبعادها عن الساحة السورية على وجه التحديد وغيرها، لخدمة السياسة الفارسية.!!

والملاحظ :

- على الرغم من اعتراف الكيان الصهيوني بأن إيران أخطر من ( تنظيم الدولة - داعش ) .. وهنا خلط للأوراق .

- وعلى الرغم من سياسة التدخل الأيراني الفاضحة واعتداءاتها الوقحة ضد جيرانها، فأن أمريكا والمنظمة الدولية ومجلس أمنها لم يتخذوا أي إجراءات من شأنها أن تردع السلوك العدائي للدولة الفارسية، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.!!

 - وعلى الرغم من تزايد معدلات الأعدامات العلنية في السجون الإيرانية وعلى الرافعات في الساحات العامة .. لم يحرك مجلس الأمن ساكنًا ويدين أو يتخذ موقفًا يردع السلوك الأجرامي للنظام الفارسي.!!

 - وعلى الرغم من موجات القتل بالجملة، وموجات الأعدامات بالجملة، وموجات الهجرة التي بلغت الملايين من العراقيين، فضلاً عن حكومة فاشلة وفاسدة في بغداد تفتقر إلى الشرعية أمام الله والشعب والعالم .. فأن مجلس الأمن والمنظمة الدولية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي وغيرها منظمات حقوق الأنسان لم تتخذ موقفًا قانونيًا أو موضوعيًا أو حتى أخلاقيًا يعبر عن رفض ما يجري في العراق من خروقات ضد الأنسانية.!!

ومن كل هذا نستنتج .. أن المجرم الأقليمي ( إيران ) مطلق السراح دون حساب أو عقاب .. وعلى هذا، بات التوافق الأمريكي - الصهيوني - الأوربي يأخذ طريقه نحو التنفيذ الميداني لتغيير خرائط المنطقة، والعمل على تغيير معادلات القوى الأقليمية من جهة، ولبلورة نظام دولي جديد تتحكم به القوى غير المنتصرة في الحرب العالمية الثانية من جهة أخرى.!!





الثلاثاء ٦ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة