شبكة ذي قار
عـاجـل










"جماعتنا" جهزوا لمعارضيهم تهماً جاهزة، فهذا ناصبي وذلك صدامي وآخر داعشي وعندهم خلطة سحرية تجمع هذه التهم كلها وتزيد عندما يقول عن شخص يعارضهم إنه ( داعشي بعثي صدامي تكفيري ناصبي )، وأنا شخصياً كنت أصدق تلك التهم، وكم تمنيت أن يقع بين يدي واحد من هؤلاء يحمل هذه المواصفات التي يطلقها "جماعتنا" لأمزقه إرباً إرباً.

ولكن ماذا سيقول "جماعتنا" عن محافظ البنك المركزي العراقي السابق "سنان الشبيبي" وماذا سيطلقون عليه وهو من "جماعتنا" وعائلته من العائلات الدينية المرموقة.. ماذا سيقولون عنه وماذا سيطلقون عليه من أوصافهم الجاهزة وهو يؤكد أن رئيس الوزراء السابق وزعيم ائتلاف دولة القانون "نوري المالكي" تسلم أموالا أكثر من حكام جمهورية العراق كلهم "مجتمعين” من الزعيم عبدالكريم قاسم إلى صدام حسين، وأهدرها .

وعلى ذكر حكام العراق من الزعيم عبدالكريم قاسم إلى الرئيس صدام حسين، فإن الناس أخذوا يعرفون الآن كم كان أولئك الحكام حريصين على المال العام، وكم أنجزوا بها من مشاريع لخدمة العراقيين، ذلك لأن أولئك كانوا عراقيين، ومن جاء بعدهم لا صلة لهم بالعراق.

نعم، قال الشبيبي إن "الأموال التي تسلمها المالكي كانت تكفي لبناء وطن جديد يتسع لـ30 مليون نسمة يكون أمنية للبشر كلهم في العالم، مبينا ان المالكي عيَّن أربعة من أفراد حزبه الحاكم بمناصب كبيرة داخل البنك المركزي وهم ليسوا من ذوي الاختصاص حتى تأثر البنك المركزي وأخذت العشوائية تضرب أطنابها، وهم مدير دائرة غسيل الأموال، ومدير الدائرة القانونية، ومدير مراقبة المصارف، ومدير الدائرة الاقتصادية، لافتا الى أن الفساد أخذ يستشري داخل البنك المركزي من قبل زملاء المالكي في الحزب".

ولم يكتف صاحبنا بذلك، بل زاد في التفصيل ليقول: "إن "مدير دائرة غسيل الأموال تخصص بغسيل أموال العراق لصالح تجار الحزب الحاكم ومدير القانونية يتستر عليه ومدير مراقبة المصارف أخذ يبيع الدولار إلى المصارف الأهلية المرتبطة بالحزب الحاكم ورئيس الوزراء، بمبالغ أقل من السوق مما جعل العراق يخسر ملايين الدولارات يومياً بسبب هذا الفساد وتهريب أموال ميزانية الحكومة الى الخارج لصالح المالكي وجلاوزته".

وتابع الشبيبي أنه "عندما قرر تغييرهم جاء إليه كتاب من رئيس الوزراء يمنعه من إبعاد هؤلاء الفاسدين وبين أسطر الكتاب تهديدٌ مبطن، وأنه عندما أبعد أول عناصر العصابة الفاسدة جن جنون المالكي وأصدر عن طريق شريكه وصديقه "مدحت المحمود" إلقاء قبض عليه بعد أن كان في سويسرا يحاضر حول السياسة النقدية الجديدة ضمن ندوة عالمية لصندوق النقد العالمي".

وأوضح الشبيبي أنه "بعد ذلك عين المالكي ابن خالته المدعو ( علي العلاق ) محافظا للبنك المركزي لينهب احتياط الدولة العراقية كله ومقداره 67 مليار دولار في آخر أيام هيمنته على الحكومة ليسلم السلطة الى "حيدر العبادي" وميزانية العراق خاوية واحتياط البنك المركزي منهوب، ليدخل العراق في أزمة مالية كبيرة لا يستطيع النهوض منها بعد عقد من الزمن حتى لو تحسنت أسعار النفط اليوم".

وأضاف الشبيبي أن "المالكي تسلم أموالاً أكثر من حكام جمهورية العراق كلهم "مجتمعين" من الزعيم عبدالكريم قاسم إلى صدام حسين، ولم يحقق فيها أي منجز يذكر للشعب العراقي وللوطن، كانت تكفي لبناء وطن جديد على وفق أحدث المواصفات العالمية يتسع لـ30 مليون نسمة يعيشون فيه برفاهية واستقرار يكون أمنية للبشر كلهم في العالم للعيش فيه".

وبالطبع، فأنا أميل إلى تصديق الشبيبي لأنه لم يسبق أن كذب يوماً فضلاً عن أنه رجل اختصاص يعرف عمله، وبدا حرصه على المال العام عندما ضحى بوظيفته الرفيعة دفاعاً عنه، ولا أصدق المالكي ولا أياً من جماعته، فقد ثبت بالبرهان الشرعي أنهم لصوص وأنهم بعيدون عن سيرة الإمام علي الذي يتسترون باسمه واسم أبنائه بعد السماء عن الأرض.

عندما تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الخلافة، جاءهُ أخوهُ عقيل بن أبي طالب، وقال له: يا علي لقد أصبحتَ أمير المؤمنين، وأُريدُ أن تـُعطيني بعض المال .

فقال له علي : إذا كان المساء فإتنا يا عقيل .

وعندما جاء المساء أحضر علي صُرة ووضع فيها حديدةً محماةً على النارِ، وجاء عقيل في الموعد وكان الظلامُ دامساً، فسأل علياً فقال: هل أحضرت المال ؟؟

فقال لهُ علي: خذ هذه الصرة، فمدَّ عقيل يدهُ فاحترقت يدهُ، وخرَّ على الأرض مغشياً عليهِ، فلما أفاق قال لهُ علي: ثكلتك أُمك يا عقيل، إذا كان هذا حالك من نار الدُنيا، فكيف حالي وحالك إذا جئتُ معك مسلسلين في الحديد في نار جهنم؟؟ .

يا عقيل: من خان المُسلمين في درهم أو دينار، نـُصب لهُ جسرٌ يوم القيامة على نار جهنم، فيقف فوقهُ فيخرُ الجسر من تحت قدميهِ، فيهوي في النارِ سبعين خريفاً!!

درهم أو دينار فقط!! فكيف يا سيدي يا أمير المؤمنين بمن خان المسلمين بمئات المليارات؟





الخميس ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين باقر الحسناوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة