شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً - طهران ودمشق وموسكو :

يوما بعد آخر يتضح تكريس موسكو لنفوذها العسكري الثابت في شكل قواعد عسكرية تشرف على مياه البحر المتوسط الدافئة .. كما تتضح الدوافع الفارسية المخاتلة في ظل القوة الروسية للوصول إلى شواطئ المتوسط .. وكلاهما يتطلعان إلى مخزون ( الغاز والنفط )  قبالة السواحل السورية, وهو هدف ستراتيجي بعيد المدى .. ( سنفرد مقالاً لهذه السياسة التي قد يتصورها البعض بأنها مشتركة بين موسكو وطهران )  .. وحيال ما يحصل في حلب من قتل بأسلحة محرمة وبالجملة وتهجير قسري ديمغرافي فاضح واستنكار عالمي لجرائم الحرب التي تجري في سوريا والعراق فقد أعلنت أمريكا بإستحياء مخادع :

 

1 - أنها أمام خيارات عديدة من بينها استخدام ( القوة المحدودة )  ضد نظام دمشق الدموي .. هذا الأعلان الكاذب والمراوغ ، جاء بعد بضعة سنين من المجازر التي ترتكبها قوات نظام دمشق وقوات النظام الفارسي وأدواتها في كل من بغداد وجنوب لبنان .. وبعد سنة من القتل والمجازر التي يرتكبها الطيران الحربي الروسي ضد المدن السورية .

ويقع في مقدمة هذه الخيارات ضرب مدارج مطارات النظام السوري وشل حركة طيرانه الذي يلقي بالبراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين السوريين وهم في منازلهم وبيوتهم ومحلاتهم ومزارعهم، ومن هذه المدن ، مدينة حلب .. وقد رفضت موسكو ودمشق وطهران وقف إطلاق النار.

2 - يأتي الرد الأيراني السخيف ( إن اعتماد الحلول العسكرية لا يجدي نفعًا لأي طرف في النزاع الدائر في سوريا ) !!

3 - ولكن .. ألم تدرك إيران ونظامها الدموي في دمشق وحليفتها موسكو بأن حملات العسكرية في خارج روسيا وإيران لا تجدي نفعًا ؟!

4 - أستخدمت إيران، على لسان أحد ناعقيها، مفردة ( لا تجدي نفعًا )  ، لأن واشنطن قد هددت إعلاميًا فقط بأنها أمام ( خيارات عسكرية محدودة )  ، والعالم يدرك أن لا جدوى من ( أوباما )  ولا من كلامه ولا من حتى بقاءه في البيت الأسود.

5 - فما الذي يجدي نفعًا إذن ؟ ، المفاوضات مع ممثلي الشعب السوري قد وضعوا العصي في عجلاتها في جنيف .. وقوافل المساعدات الأنسانية إلى حلب قصفها طيران النظام في دمشق .. وحاصروا المدن من ( الزبداني ومضايا وداريا والمعظمية والقلمون والحجر الأسود ، وغيرها الكثير )  وجوعوا أهلها لدرجة أكل لحوم الكلاب والقطط وأعشاب الأرض وأوراق الأشجار، بهدف استسلامهم .. ورفضوا وقف إطلاق النار .. وكدسوا الأسلحة الصاروخية في طرطوس وحميميم .. وفرضوا طوقًا من السفن الحربية في البحر المتوسط .. ما الذي يجدي نفعًا .. ؟ بماذا يفكرون هؤلاء القتلة وأدواتهم ؟

6 - إستراتيجية نظام دمشق الدموي - الذي لا يمتلك السيادة ولا الأرادة الوطنية ولا القدرة على البقاء بعيدًا عن الدعم الروسي والأيراني - ، يمكن تحديدها بالآتي :

- محاصرة المدن السورية المعرضة الكثيفة السكان، وتجويع أهلها بمنع الغذاء والدواء وأي مساعدات إنسانية .

- إطلاق دعوات النزوح الآمن للسكان، وتحديد منافذ معينة لنزوح المواطنين إلى أماكن أخرى لكي يحل محلهم سكان من مذهب طائفي تريده إيران .

- إطلاق دعوات للمقاتلين الوطنيين السوريين لمغادرة تلك المنطقة المحاصرة إلى مناطق أخرى بشرط ترك أسلحتهم .

- إفراغ المدن من المقاومة الوطنية المسلحة عن طريق الحصار والتجويع والتهديد بالإبادة عن طريق البراميل المتفجرة .

- ثم ، متابعة حصارات أخرى لمدن اخرى بهذا الأسلوب ( الأبادة الجماعية و التهجير القسري )  ، في حالة بقاء السكان في دورهم وداخل مدنهم .

ثانيًا - الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل لدى جامعة الدول العربية ؟!

لماذا تسكت هذه المؤسسات المعنية بحقوق الشعوب في إستقلالها وسيادتها وتقرير مصيرها ؟ وكيف تسكت دول العالم على هذا السلوك الأجرامي المشين للنظام الدموي في دمشق ونظيره في بغداد واللذين يديران ملفات القتل والتدمير والتهجير في طهران وموسكو وواشنطن وتل أبيب؟

لماذا هذا ( الفيتو )  الروسي المسلط على رقاب الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعه؟ ولماذا هذا ( الفيتو )  الأمريكي المسلط على رقاب الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 ولحد الآن، والطغمة الصهيونية تقتل شعبنا الفلسطيني كل يوم وتجرف أرضه وتزحف بمستعمرات الأستيطان العنصري على حساب الوجود الفلسطيني؟ لماذا يُهَجِرْ الحرس الأيراني مواطنينا في العراق من ( السنة )  ليحل محلهم أناس من أصول فارسية وأفغانية وباكستانية وبلوشستية ؟

لماذا يسكت الشعب العربي ولا تُحَرِكْ منظمات المجتمع المدني والقوى الوطنية والقومية والأسلامية الوطنية ساكنًا ازاء هذه الخروقات الخطرة؟!

صمت الشعب العربي في كل مكان يجعل العدو الأيراني والأمريكي والصهيوني حتى والروسي يتمادون في جرائمهم وإنتهاكاتهم لحقوق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة.

فمتى تتحرك الجماهير العربية تحت قياداتها الوطنية لتحتج ، على أقل تقدير ، في خارج أوطانها وفي داخلها .. متى ؟!





الاربعاء ١١ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة