شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن مصادفة أن تبث محطة الـ ( سي .أن.أن ) شريطا عام 2015 لحفلة موسيقى الجاز مشتركة بين موسيقين امريكين وايرانين نظمتها طهران بالرغم من قرار منع الحفلات الموسيقية الذي اصدرته الحكومة الايرانية واللافت ان القضاء الايراني لم يمنع هذه الحفلة . بث هذا الشريط يؤكد عمق الروابط بين النظام الايراني والامريكي .وان اوراق السياسة الموجودة على الطاولة لا تغير ما يجري تحت الطاولة . بمعنى ان الظاهر من السياسة والمواقف لا تلغي باطنها . وان بث هذه الحفلة في وسائل الاعلام الامريكية يرمز الى ان واشنطن ماضية في ترابطها الوثيق مع طهران بالرغم من حدة التصريحات التي تطلق بين الحين والاخر . وبالتزامن مع بث هذا الشريط تم تسريب تسجيل صوتي منسوب الى ابو بكر البغدادي خليفة الذقون المجنونة (( تنظيم داعش )) توعد فيه الغرب وروسيا والممكلة العربية السعودية واسرائيل ولم يتطرق الى ايران التي كانت ومازلت تدعي انها تشارك في الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية .. من هذه الدلائل والعلامات والاشارات يمكننا توجس الخطوط البيانية لنشوء وصعود تنظيم داعش وارتباطاته العالمية والاقليمية .والتي جائت تماشيا وفق اجندات اقليمية وحساب دولية واقليمية تخص الشرق الاوسط بشكل عام . وقبل مرحلة صعود هذا التنظيم ساهم الاعلام الغربي في تصوير (( الارهاب )) على انه نسخة عربية محضة والنظر الى الحالة الايرانية على انها بديل أمن يمكن السيطرة عليها. لذلك جاءت تحليلات وتوقعات غراهام فولمر الذي شغل منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط في وكالة الاستخبارات الامريكية ( سي أي أي ) . لعدة سنوات . والتي يربط فيها بين زوال التنظيم وتزايد النفوذ الايراني في المنطقة . وعدد ثلاثة اسباب لهذا الزوال ابرزها هو ان ظهور تنظيم داعش وماتلاه من ممارسات ادت الى عزل العرب . صعود وتعظيم الدور الايراني في المنطقة جاء بعد ان عبد بارك اوباما الطريق الامن للوصول الى وضع نووي ايراني مماثل لكوريا الشمالية .يتصور الكثير ان علاقة الولايات المتحدة بايران قد فترت او اضمحلت بعد أقتحام السفارة الامريكية في طهران عام1979 غير ان الواقع عكس ذلك فبعد ان دعمت واشنطن الشاه رضا بهلوي لتنتزع شط العرب من العراقيين . عادت الولايات المتحدة الامريكية علاقاتها السرية مع طهران بعد ان استولى الخميني على السلطة . حيث قام ماكفرلين مستشار رونالد ريغان للامن القومي بزيارة سرية الى ايران ولقائه يومها حسن روحاني حيث تمخضت عن الزيارة فضيحة (( ايران كونترا غيت )) مقابل الافراج عن الرهائن الغربيين في لبنان . هذا يكشف ان العلاقات الامريكية – الايرانية السرية لم تكن بعيدة عن بعضهما مهما دأب الطرفان تصويره . واليوم فان التعاون الامريكي – الايراني في العراق بدا منذ اليوم الاول للاحتلال الامريكي عام 2003 .وفي اواخر عهد نوري المالكي عام 2014 ظهر داعش واستولى على مناطق كبيرة في العراق دون قتال بل وسلمت لهم مخازن السلاح والبنوك دون ادنى مقاومة .والجميع يعلم بان نور المالكي هو رجل ايران الاول في العراق وهو ابن حزب الدعوة المتبنى من ايران وان هذا الرجل لايتحرك الا بامر من طهران وموافقتها.

هذا يدل عن صعود داعش كان مخطط له في دوائر صنع القرار الامريكي والايراني . اذا ما تمعنا في حوادث شهر كانون الثاني عام 2015 خاصة ماجرى في محافظة ديالى العراقية حيث صرح صادق الحسيني رئيس اللجنة الامنية في المحافظة ان مروحيات مجهولة الهوية هبطت في معاقل تنظيم داعش في المقدادية ونقلت اسلحة ومؤن للتنظيم. وتؤكد المصادر ان هبوط مروحيات في اطار ما يعرف بحوض سنسل شمال بعقوبة. هنا نسال من يمتلك المروحيات هي هذة المنطقة الجواب ايران والقوات الامريكية وايضا الحكومة العراقية . من الناحية العملية فان قوات الاحتلال الامريكي لا يمكن لها ان تقوم بهذا العمل لكون الاعلام الامريكي والشعبي سيكشف هذا الامر عاجلا ام اجلا . بقى الامر محصورا في ايران والقوات العراقية وبما ان الاخيرة مخترقة بالكامل من ايران فان الواقع يقول ان ايران هي صاحبة المروحيات التي هبطت في حوض سنسل ببعقوبة . المتابع المنصف يرى ان ايران تملك خططا توسعية فارسية منذ سنوات وليس وليدة اليوم . كشفت ذلك احداث الحرب الايرانية العراقية عام 1980.وفي كل تلك المخططات كان عملاء ايران والموالين للمشروع التوسعي الايراني يقفون خلف تلك الخطط. وما ان ظهر تنظيم داعش على رقعة الاحداث حتى وجدت ايران فرصة سانحة لتحقيق تطلعاتها وخططها التوسعية بشكل مباشر . حيث حقق صعود داعش اهداف الى ايران منها :

1- عمدت ايران الى زيادة الميزانية العسكرية لتبلغ اكثر من 11 مليار دولار . وهذا ما صرح به قائد القوات البرية بالجيش الايراني الذي قال ان تنظيم داعش الارهابي موجود في باكستان وافغاستان وليس في العراق سوريا فقط . وان على ايران تعزيز قواتها بالعتاد والسلاح لمواجهة خطر داعش.

2- اشارت تقارير غربية ان حجم التمويل والدعم الايراني للميليشيات المواليه لمشروعها التوسعي الطائفي بلغ نحو 8 مليارات دولار سنويا . وهذا الدعم الهائل جاء بعد ان استغلت ايران تمدد تنظيم داعش خاصة بعد ان ادخل المالكي رجل ايران في العراق هذا التنظيم الى المحافظات العراقية واستولى على الاسلحة والاموال

3- ايران لا تنفق الاموال عبثا على الميليشيات والتنظيمات المواليه لمشروعها الا لانها تدرك بانها تعيش لحظة تاريخية عظيمة قدمها تنظيم داعش من اجل توسيع نفوذها .خاصة بعد ان صبت احداث منطقة الشرق الاوسط والتحركات الدولية في خانة التقسيم الطائفي والاثني . فكان لابد لطهران ومن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية .

4- لعب تنظيم داعش ادوارا مشبوهة في رقعة الشطرنج الشرق اوسطية منها

أ-كان احد ابرز ادوات خطط الفوضى الخلاقة .
ب- السعي الى اعادة هندسة الشرق الاوسط جيوسياسيا وفق تصورات القوى الكبرى .
ج- تاجيج الصراعات المذهبية والطائفية في المنطقة
د- تقوية التنظيمات المتطرفة وزيادة عدد الميليشيات المسلحة

ادركت ايران هذه الادوار لتنظيم داعش لذلك لجات الى استخدامه في تحقيق اهدافها التوسعية بما يوفر لها غطاء من اجل التدخل في شؤون الدول الاخرى . وبذلك جعلت ايران من داعش ( حصان طروادة ) للدخول في شؤون دول الجوار ..
يتبـــــــــــــــع ...
 





الخميس ١٠ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة