شبكة ذي قار
عـاجـل










( ما دام الشباب معنا ، فأننا لا شك ناجحون ) سعد زغلول

تعرض العراق الى اكبر واخطر بل أقذر جريمة في التاريخ الحديث عندما أقدمت أمريكا ومن تحالف معها عام 2003 الى احتلاله وتدمير دولته والقضاء على مؤسسات الدولة وبالأخص المؤسسة الأمنية وأصبح معرض لمواجهة الرياح الصفراء من كل الجهات لتعصف به وتحوله وشعبه من عزة وكرامة وإباء الى ضياع وفوضى قادت الى التمزيق والتفتيت حيث الخسارة لحقت بكل فئات الشعب الا من خان وتعاون واتى مع المحتل ليأخذ دورة في استكمال ما عجز عن تنفيذه المحتل في انتهاء كل مقومات وخصائص الدولة بإشراف وتوجيه القوى الطامعة والحاقدة ، وأصبحت حالة العراق مسيرة منفعلة ، خاضعة لسلسلة من العوامل والظروف القريبة والبعيدة ، الداخلية والخارجية ، بين ظروف العراق ومصلحته ، وبين إرادته وقدرته تناقض وتضارب ، اي ان عمله عكس نفعه ، وواقعه نقيض حقيقته ، وإنما يقدر ما لا يريد ويريد ما لا يقدر عليه .

كان البعث بقيادته للدولة يدرك وهو على يقين بأن العراقيين شعب مقاوم وطموح ويستطيع ان يعيد كل مخرب ومدمر من بنى تحتية مهما بلغ حجم التدمير وحصل ذلك أثناء العدوان الثلاثيني عام 1991 حيث أعاد العراقيون ما دمره الأعداء خلال ستة أشهر رغم الحصار ( إعادة الطاقة الكهربائية التي وصل التدمير 75% وإعادة الجسور بل شيد جسور عملاقة جسر ذو طابقين وكذلك مشاءات النفط والمصافي وغيرها ) وقد كانت هذه المنجزات ضربة قوية جعلت القوى الاستعمارية يفقدوا صوابهم ويقعون في حيرة وحسرة كيف وكيف حصل ذلك .. ؟ حصل ذلك من بلد يعتبرونه من الدول النامية الى أن أدركوا حقيقة ، ان الشعب هو القوة والثروة ولم يصلوا الى تدميره ودمروا الماديات فقط ، لذا كان الاعتماد والمراهنة على الشعب من ان الأعداء اذا طالوا الإنسان العراقي وخاصة الشباب في تغير المفاهيم والتلاعب بالعقول وتخريب النفوس ، عند إذن يكون العراق قد خسر والأعداء حققوا ما لم يحققوه طلية خمسة وثلاثون من حكم البعث ومن خلال ثلاث حروب فرضوها على العراق .

وألان وبعد مرحلة الاحتلال وما خلفه المحتل من قوانين وطبائع وقرارات وسلوك واسند استكمال مخطط التخريبي الى أعوانه وإتباعه ومن اتي بهم من الخونة والعملاء وكان من بين أهدافهم كيفية استهداف الشعب وكانت شريحة الشباب من أولوياته بعد أن قضوا على العلماء والكفاءات وقادة الجيش والشخصيات الوطنية وكان نصيب البعثيين حصة الأسد لإدراكهم ان البعث يقود ويرعى قطاع الشباب والمنتمين اليه أكثرهم شباب لذا اجتثوا البعث بقوانين جائرة وفاشستية عنصرية وقد برهن البعثيون أنهم أصحاب مبادئ وقيم من خلال صمودهم وصبرهم ومقاومتهم للإجراءات التعسفية حتى حرموا البعثيون وغوائلهم من لقمة العيش لإرغامهم بالتخلي عن طريق النضال والمقاومة .

إننا مازلنا نعيش في وضع يتحكم به المحتل بصراحة ويتحكم به بصورة مستورة عبر الشخصيات النفعية والمتآمر، اي مازال يسير الأمور لمصلحته والطبقات النفعية ، لذا من المستحيل أن ننتظر نفعا يصدر من المؤسسات المجتمع الرسمية كالجامعات والمدارس فهذه أصبحت تسيطر على تنشئة شبابنا بتزييف رسالة الشباب وشيوع ثقافة المحتل بل يحاولون جعل الثقافة أداة خمول وتغريب بدل ان تكون .. أداة ثورية في التحرير والبناء ،

إذن ما المطلوب من القوى والشخصيات الوطنية المؤثرة بالمجتمع وفي مقدمتهم مناضلي البعث في رعاية وتوجيه الشباب :

أولا : لابد ان نسلم بان طريقنا لكسب الشباب وتغير المفاهيم الغريبة وغرس بدلها مفاهيم وطنية وقومية ليس عملية سهلة وطريق غير معبد وطويل نحتاج الى قيادات تمتاز بالصلابة والصبر وروح التضحية ونكران الذات .

ثانيا : إسناد الشباب لمناصب قيادية سوى بالحزب او الوظيفية ومطلوب من القيادات الحلية التخلي والابتعاد عن احتكار المنصب بحجة عدم وجود بديل .

ثالثا : مطلوب من كل مسئولي المراكز العليا ان يضع خطة او برنامج لتطور وتدريب الشباب في كيفية القيادة وتسليمهم مسؤوليات ولو يكون رديفا وتم المتابعة والتقييم والتقويم .

رابعا : نجاح وتقدم اي عمل جماهيري او تنظيمي لابد ان يكون المقياس الأول هو مقدار ما ينتظم إليك شباب وقادر على تثوير طاقتهم واستنهاض هممهم .





الثلاثاء ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة