شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

1- حل الأزمات الروسية، لا يتم بطريقة شن الحروب الخارجية، والأنتصار في معارك محدودة، بإنتظار تسويات متقابلة على طاولة المفاوضات .!!

2- حل الأزمات الداخلية الأيرانية، لا يتم بطريقة تصديرها إلى الخارج من أجل تحقيق هدفين : الأول ، التمدد الخارجي على حساب القدرات . والثاني ، قمع الداخل بدعوى التعرض لأمن الثورة .!!

3- لا حلول لأزمات روسيا .. ولا حلول لأزمات إيران في الخارج .. وسياساتهما ، يخسران بسببها دول المنطقة، كما يخسران مصالحهما .. لأن العبرة بالنتائج وليس في المقدمات.!!

الأخفاق الروسي الأيراني يكمن في تداعيات الحرب في سوريا والعراق :

- لم تعد هنالك هياكل لأقتصاد سوري ، ولا هياكل لأقتصاد عراقي كذلك .. سواء في مجال الصناعة والزراعة والتجارة بمعناها التبادلي متعدد الأطراف ولا الخدمي ولا السياحي ولا مشروعات البناء العامة ومشروعات البنية التحتية، التي تآكلت وتم نخرها لأغراض ( التدمير ) الشامل تدريجيًا، أرضًا وشعبًا .. وهذا يعني أيضًا إن مقومات الحياة الأنسانية في البلدين غائبة في معظم المدن السورية والعراقية ، وخاصة ( حلب ) وغيرها ، و ( الموصل ) وقبلها المدن، التي ضربتها كارثة التمدد الشعوبي الفارسي في صلاح الدين وديالى والفلوجة وبيجي، وقبلها جرف الصخر، وكل مدن الفرات الأوسط وعموم الرمادي صعودًا .. أما مدن جنوب العراق فما زالت تئن بأوجاعها المذلة والمهينة .

- الخسائر في ( حلب ) تراوحت بين 20- 70 مليار دولار .. إلا أن الكلف الحقيقية الثقيلة بلغت قرابة ( 250 ) مليار دولار، لأعمار المدن والمنشأت والمؤسسات والمعامل والمصانع والمدارس والمستشفيات التي دمرها الروس والأيرانيون.

- من الصعب الأعتقاد بأن دول العالم، وخاصة الدول الأوربية ستعمل على إعمار ما دمرته صواريخ روسيا وبراميل نظام دمشق المتفجرة ، بتخطيط وإصرار وترصد وبعمل مشترك .

- هنالك إدانة قانونية للنظام السياسي الأجرامي السوري ضد شعبه بوسائل الحرب المفرطة وبجرائم الحرب ضد الأنسانية وبإستخدام أسلحة محرمة دوليًا وإرتكاب مجازر تقع في إطار إبادة وتصفيات عرقية .. هذا التدمير المنظم وهذا القتل بالجملة ، لم يأتِ ضد جيوش أجنبية تغزو بلاد حاكم دمشق، إنما تأتي في إطار نظام يبيد شعبه .. فكيف يتم الأعمار ونظام دمشق، الذي دمر وقتل وهجر وهو ما يزال قائمًا ؟ وكيف يكافئ نظام مارس ضد شعبه حصار المدن وتجويع سكانها حتى الموت، وفرض سياسة التهجير القسري الجماعي بالملايين وأفرغ المدن وفق سياسة التطهير العرقي والمذهبي.؟!

- ومن الصعب الأعتقاد بأن نظام دمشق سيعيش طويلا على أكوام الحجارة وعدم عودة اللآجئين السوريين إلى مدنهم وعددهم ( 7 ) ملايين في الخارج و ( 5 ) ملايين مشرد في الداخل .. بمعنى أن نظام دمشق فقدَ أكثر من ( 12 ) مليون صوت لكي يبقى على رأس السلطة، وهو يعيش عزلة عربية ودولية خانقة.؟!

- كما أن الأقتصاد الأيراني لا يستطيع أن يعمر سوريا وهو إقتصاد مريض.

- وما ينطبق على إيران ينطبق على روسيا، التي تعاني كإيران من تصاعد معدلات إنفاقاتها العسكرية .. فروسيا في أوكرانيا وإنتشارها العسكري واسع النطاق وتدخلها المكلف في سوريا .. وإيران في العراق وسوريا واليمن ونفقات تمويل حزب الله الأرهابي في الجنوب اللبناني .. فالزمن ليس حليف نظام دمشق، وليس حليف روسيا .. إنه حليف الشعب السوري وحليف الشعب العراقي، اللذان سيقلبان معادلة الصراع من اجل الحرية والأستقلال الوطني والنهوض .. نعم ، النهوض فلا نهوض بدون حرية ولا نهوض بدون استقلال وطني.!!

- روسيا تقدم الغطاء العسكري والأستراتيجي لحشود المليشيات الأرهابية الطائفية الأيرانية وفي مقدمتها ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني التابع لإيران و ( الحشد الشعبي ) التابع لأيران، من أجل الوصول إلى أهداف بعضها مشترك بين موسكو وطهران .. ومن هذه الأهداف 1- تدمير المدن السورية وإرجاعها إلى العصر الحجري خالية من السكان. 2- وإعادة إستيطان ما تراه إيران مجتمعًا طائفيًا من الأفغان والبلوش والفرس والعراقيين والأفارقة وغيرهم من الطائفة ذاتها.

- روسيا شاركت في ارتكاب مذابح جماعية في أكبر تطهير عرقي شهده التاريخ تقوده إيران .. فأنعشت إرهاب داعش ، وإرهاب مليشيات الحشد الطائفي ، وتوسع إرهاب حزب الله .

- روسيا تقدم غطاءًا سياسيًا ودبلوماسيًا لأرهاب النظام الأيراني وإرهاب النظام السوري في مجلس الأمن .. فقد استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي حق النقض الفيتو ( 6 ) مرات لحماية النظام السوري .. وخاصة التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، أكدت فيه أن عددًا من وحدات الجيش السوري استخدمت مواد سامة ضد ( 3 ) قرى في شمال سوريا في عامي 2014 و 2015 .. ومثل هذه الحماية بإستخدامات الفيتو المتكرر فأن موسكو تحمي المجرم وتمنع إمتثاله للعدالة الدولية وفقًا للقانون الدولي ومبادئ الميثاق والأعراف الدولية، الأمر الذي يتنافى مع القواعد المبادئية والأخلاقية، التي تؤمن بها مجتمعات العالم.!!

- جعلت روسيا من سوريا حقل لتجارب أسلحتها الحديثة الفتاكة والتي وصفت بأنها أقل مرتبة من الأسلحة النووية .. فقد استخدمت القوات المسلحة الروسية ضد المدن السورية ( حلب ) ، راجمات صواريخ ( T.O.S-1 ) ، حارقة وخارقة تحدث ( إنفجارات كيميائية ) تمتص الأوكسجين فتحقق إبادة جماعية إضافة إلى تدميرها للأبنية على الأرض وما تحت الأرض من حجر وبشر .. وتطلق ( 24 ) صاروخًا دفعة واحدة .. وهذا يذكر الجميع حين استخدمت امريكا وبريطانيا في العراق قذائف الـ ( يورانيوم المنضب ) المحرمة دوليًا .. كما استخدمت أمريكا ( الفوسفور الأبيض ) في الفلوجة وغيرها من مدن العراق .. حيث فتكت هذه الأسلحة بالألآف من المواطنين العراقيين ، وما تزال آثار هذه الأسلحة تظهر في شكل انتشار انواع السرطانات والتشوهات الخَلقية، التي تعم مدن العراق الجنوبية وفي الوسط وبغداد على وجه التحديد .

والتساؤل هنا : من حاسب ويحاسب امريكا وبريطانيا على استخدامهما للأسلحة المحرمة دوليًا ؟ أين مجلس الأمن والمنظمة الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات حقوق الأنسان ومحكمة الجنايات الدولية .. وأين المجتمعات والدول ( الديمقراطية ) ودساتيرها التي تدعو إلى العدالة والمساواة والأنصاف والأنسانية؟!

وها هي روسيا تجرب اسلحة حارقة وماحقة تدمر المباني وتحرق الانسان وتفجر اعماق الارض .. وهي أسلحة وصفت بأنها اقل مرتبة من تأثير اسلحة التدمير الشامل .. من يحاسب روسيا على جرائمها ضد الأنسانية ؟

- وفي هذا الأطار .. كيف يمكن أن نتوقع ( استقطابًا ) عالميًا لكل من الفعل الأمريكي والروسي وهما نموذجان سيئان ودمويان لنظام دولي جديد تتحكمان في مفاصله بسياسة ( التعاون هنا والتنافس هناك ) في إطار إدارة الصراعات والعمل المشترك؟ ، وهل أن شكل النظام الدولي ثنائي أم ثلاثي أم متعدد الأقطاب. ؟!

- والجواب ، من الصعب تخيل عودة القطبية الثنائية الى واجهة النظام العالمي .. لأن ما فعلته امريكا وما تفعله، وكذا روسيا من جرائم حرب ضد الأنسانية يدفع الى اتجاهات لا تخدم مصالحهما، إلا بقيود وشروط تضعها الشعوب على عاتق ممثليها الحقيقين عند إعادة النظر في أسس النظام العالمي الراهن الذي ينحدر بسرعة إلى التفكك ماديًا وقيميًا .!!

سياسة إقتناص الفرص الأستراتيجية وفراغات الأمن :

يتبع ..





الخميس ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة