شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

1 - حربان كارثيتان شنتهما أمريكا على العراق وأفغانستان، فقدت جرائهما السياسة الخارجية الأمريكية ( معاييرها ) كما فقدت إمكانات إعادة ترميم علاقاتها بالشرق الأوسط على وجه الخصوص .. حسب خبراء سياسيون متخصصون متابعون للشأن الأمريكي .

فحين تشن دولة ما حربًا دون مسوغ أو بذرائع كاذبة خارج الأعراف وخارج محددات القانون الدولي وإجراءات المنظمة الأممية وإرادة الشعوب، تفقد معايير سياستها الخارجية .. فيصعب عليها ترميم أو إعادة تأهيل هذه السياسة لكي تستعيد عافيتها إلا بـ :

أولاً - ( الأعتراف ) الرسمي بخطأ شن الحرب وبنتائجها الكارثية على الدولة المحتلة المدمرة وعلى شعبها الممزق والمنهوب والمشرد.

ثانيًا - و ( إصلاح ) ما أفسدته ودمرته الحرب بـتعويض الذين تضرروا شعبًا ودولة وطنية .

2 - وحين نفذت أمريكا إستراتيجية ( الحرب على الأرهاب ) حيال داعش وسيناريوهاتها المصطنعة بقيادة التحالف الدولي، أملاً في إعادة معاييرها المفقودة، شجعت إيران على التمدد الأقليمي، عندئذٍ ، وجدت أمريكا نفسها غارقة في مشكلات الأرهاب الخطرة عليها وعلى أوربا وعلى المنطقة والعالم سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا .. وهو الأمر الذي زاد من وتائر العنف وإرهاب المليشيات المسلحة المؤدلجة وإرهاب الدولة، فضلاً عن إتساع دائرة التخريب والتهجير والأستهتار الأيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي بحار المنطقة ومعابرها ومضائقها ومياهها الأقليمية.

توقفت السياسة الأمريكية الـ ( أوباموية ) عند زاوية الصمت وعدم الأكتراث المتعمد وتراجعت فانعدم حسها الأنساني وتمرغت كرامتها بالوحل، فتبخر الأمن وضاعت حقوق الأنسان وحقوق الشعوب .. حتى أمست سياسة ( أوباما ) الأقليمية على وجه الخصوص كارثية ومأساوية .

الرؤية الأستراتيجية الأيرانية تقول :

أولاً - إذا انتصرنا على أمريكا في العراق ..

ثانيًا - ستخضع لنا الدول المحيطة بالعراق، وستقوم بتنفيذ سياساتنا، وردودها ستكون غير ودية تجاه أمريكا وحلفائها .

ثالثًا - وهذا سيتم من دون الحاجة إلى ( قنبلة ذرية ) .!!

رابعًا - ولكن، لا بأس في إشغال تفكير العالم في الغرب حول هذه القنبلة بمفاوضات تمكننا في النهاية من الحصول على كل شيء دون أن نقدم أي شيء، ونكسب الزمن لنحصل على السلاح النووي .

خامسًا - ولكن قبل ذلك، يجب أن نطور منظوماتنا الصاروخية البلستية .!!

3 - إذن .. الخطورة تكمن، ليس في القنبلة الذرية، التي يتعذر استخدامها عدا كونها أداة للردع والأبتزاز السياسي، إنما الخطورة تكمن في النظام الأيراني، الذي يمارس سلوك إرهاب الدولة في داخل إيران وفي خارجها .

 

يتحدث بعض السياسيين الأمريكيين وغيرهم عن سياسة ( الأحتواء ) ، فيما إذا كانت هذه السياسة تنفع لكبح جماح النظام الأيراني، وتدفعه لكي يعيد النظر ويُغير سلوكه السياسي الخارجي أم أن طبيعة هذا النظام في حقيقتها تسلطية مخاتلة مخادعة ومريبة وعدوانية توسعية، تمارس أسلوب التهديد وإرهاب الدولة تجاه جيرانها .؟

فما هي سياسة الأحتواء ( Policy Containment ) :

هل هي إحتواء إقتصادي يأخذ شكل العقوبات على الأفراد والمؤسسات ؟ أم أنها إحتواء شامل يقصد به الحصار السياسي والأقتصادي والأمني والعسكري، يرافقه عمل من شأنه أن يغيير السلوك السياسي للنظام الأيراني؟

 - تركت أمريكا، منذ ولآية ( بل كلنتون ) ، سياسة توازن القوى الأقليمية، والتي تعني عدم ( مساندة طرفي الصراع ) لكي لا يختل ( توازن القوى ) بين المتصارعين .

- هذه السياسة خاطئة تعكس حيادًا ظاهريًا مريبًا ينتهي إلى إستمرار الصراع ومخاطر إتساعه، كما حصل حين ( دعمت أمريكا إيران سرًا بالسلاح، كما دعمت ( إسرائيل ) إيران بالسلاح لكي تستمر رغبات نظام إيران في الحرب على العراق .. وبالفعل استمر التعنت الأيراني ثمان سنوات على حساب أمن واستقرار المنطقة برمتها .. فدعم أمريكا لأيران لم يبدأ بولآية أوباما، إنما منذ ما قبل عام 1979 .. وهو العام الذي جيئ بخميني إلى رأس السلطة .. وكان خيار أمريكا إستراتيجيًا منصباً على الأخوان المسلمين والتيار الأسلاموي.

الآن .. هنالك كلام عن ( الأحتواء ) يتمثل بالآتي :

1 - إن أمريكا تعتبر نظام الملالي في طهران نظامًا لا سبيل إلى إصلاحه .

2 - وإنها مرغمة على تأييد عناصر المعارضة داخل وخارج إيران .

3 - وإن أمريكا ستكون صارمة جدًا مع نظام طهران بسلسلة من الأجراءات العقابية، ومن أهمها خيار استخدام عمليات جراحية صاعقة تشل كل قدراته ومراكز قوته، لكي تجعل النظام الأيراني يدرك حجمه وقدراته ويوقف نزعته المستهتره في المنطقة.

4 - وإن البديل عن النظام الأيراني الأرهابي موجود وجاهز لأستلام زمام الأمور كخط موازي تمامًا لنظام الدولة الأيرانية .

ثمة مجالات خمسة تشترط تقليم أظافر نظام طهران أو تغييره :

أولاً - رعاية النظام الأيراني للأرهاب .. وهذا بات ثابتًا في أجندة السياسة.

ثانيًا - تقويض إستقرار وأمن دول المنطقة .

ثالثًا - تعريض مصالح دول العالم كافة في المنطقة إلى الخطر .

رابعًا - الحصول على أسلحة هجومية وإختبار صواريخ بالستية محظورة، والأصرار على تطوير أسلحة الدمار الشامل، فيما تؤكد الأمم المتحدة أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من هذه الأسلحة .

خامسًا - إرتكاب مجازر ضد الأنسانية على أساس طائفي وعنصري .

والملاحظ : أنه منذ ولآية ( بل كلنتون ) مرورًا بإدارات متعاقبة على البيت الأبيض، لم يتضح أي تغيير شامل في السلوك السياسي الخارجي والداخلي الأيراني .. فيما كانت فرضية الأحتواء في بعض أوجهها تنتظر أن تغير إيران سلوكها السياسي .. وهذا يشير إلى أن إستراتيجية الأحتواء التي اعتمدتها لتغيير السلوك السياسي كانت خاطئة .. الآن ، سقطت سياسة الأحتواء.!! ، لماذا ؟ لأن جوهر سياسة الأحتواء يرتكز على مفهوم معارضة التوسع الأقليمي بالقوة .. وهي السياسة التي أغمضت أمريكا عينيها حيالها طيلة هذه الفترة، وخاصة خلال فترة ( أوباما ) .. وإيران ما تزال تمارس سياستها التوسعية الأستيطانية عن طريق القوة .!!

ما الذي يجري الآن من خيارات التصعيد على الساحة الأقليمية :

- مناورات بحرية مشتركة بين ( أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا ) في مياه الخليج العربي.

- إيران تجري مناورات إستعراض عضلات فارغة وتدعي أنها مبرمجة وليست ردًا بالمثل.!!

- الخيارات ليست متساوية .. فخيارات أمريكا ليست محدودة، وما يقابلها خياراته وقدراته محدودة جدًا .. ولهذه الخيارات أبعاد ثلاثة ( إيرانية وحزب الله وإسرائيل ) والتي يسمونها توحيد قوى الرد ) .!!

- خيار الأحتواء قد سقط واقعيًا وعمليًا بخروج ( أوباما ) من البيت الأبيض . إذن .. خيارات الصراع قد تأخذ شكل التصعيد التالي :

أولاً - ضربات محدودة ماحقة لمواقع القوة الأيرانية من أجل شلها نهائيًا.

ثانيًا - خيار تغيير السلوك السياسي الأيراني عن طريق القوة والبديل ما بعد النظام جاهز .

ثالثًا - خيار الحرب التدميرية .

رابعًا - خيار الحرب الشاملة في الشرق الأوسط .

مبدأ الأولويات :

1 - ضرب أذرع إيران في اليمن بصورة عاجلة .

2 - ضرب الوجود الأيراني العسكري في سوريا .

3 - شل الحركة العسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني .

4 - شل المقرات العسكرية المليشية الأيرانية في العراق والسيطرة على الحدود العراقية الأيرانية .

5 - السيطرة على الممرات المائية والمعابر والمضائق ، من باب المندب حتى مداخل الخليج العربي .

6 - فرض حصار شامل على إيران .

7 - توجيه ضربات عسكرية محدودة ماحقة لمراكز القوة الأيرانية .

التداخل بين الأقليمي والدولي .. أحد أهم سمات نظام العلاقات الدولية.

يتبـــــــــــع ..





الاربعاء ١١ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة