شبكة ذي قار
عـاجـل










تصلنا كما تصل غيرنا يوميا، عبر وسائط التواصل الاجتماعي او بمجموعات الواتساب والبريد الالكتروني، عشرات الاخبار والتعليقات والرسائل، وحتى ما يطلق عليه اعلاميا بالتسريبات، سواء ما تعرف بالمتداولة منها وغير المتداولة ، ومنها موضوعات سياسية حساسة ومهمة ترتبط بالشأن العراقي وتجلياته وتطوراته ، وخاصة بما يتعلق بالتحركات السياسية لبعض النشطاء او الجماعات العراقية داخل الوطن وخارجه.

وقد يظن البعض انه يمتلك الحقيقة كلها، أو انه قريب من مصدر قرار ما، فيلجأ الى اسلوب المراسلات البينية الانتقائية ، ثم تتوسع دوائر التوزيع بطريقة او بعلاقات ما، مما يخلق حالة من الارباك والغموض وحتى الشكوك، خصوصا عندما تتم تغطية بعض الامور بانتقائية معينة وفي ظرف ومكان ما، في حين توجه الانظار نحو موضوعات جانبية اخرى قصد الهاء الرأي العام العراقي على حساب تمشية بعض الطبخات والتحركات السياسية التي تعدها بعض المطابخ السياسية والاعلامية المشبوهة.

قبل ايام وصلتنا، كما وصلت غيرنا، تسريبات عن تشكيل حكومة عراقية في المنفى وادرجت فيها عدد من الاسماء التي نعرفها، ومنها لا نعرفها ، ومع تقديرنا لكل الوطنيين من تلك الاسماء ، الا اننا نرى ان السكوت عن اخبار مثل هذه دون الاشارة الواضحة من المصدر الاول الذي سرب تلك الاخبار يحمل تلك الاسماء مسؤولية اخلاقية وسياسية كبيرة، كيد لا تخلق الريبة في المقاصد والاهداف المشروعة لكل عراقي حر يرجو الخير للعراق ...

وعندما يأخذ مثل هذا الخبر او ذاك طريقه للنشر عبر منفذ او مسرب اعلامي ما فانه يحقق اهداف من سربوه ويحقق مقاصدهم . كنت اتمنى على من يروجون لبعض الاخبار ، وما اكثرها في التداول اليومي، وخاصة من يدعون فضح بعض المشاريع او الادعاء بكشف بعض الطبخات السياسية التي تجري بسرية ما ان يتأكدوا ويحققوا قبل النشر بالاتصال بمن يعنيهم الامر، للتأكد من موثوقية المنشور او المسرب والتوقف ولو لحظة قبل نشره .

نعتقد ان موضوعات مثل هذه باتت تفرق ولا تجمع، لان الكثير من القوى الوطنية البعيدة عن هذه الطبخة او تلك ستساورها الريبة والشكوك بما يفعله غيرها من الوطنيين ؟. ان نظرية المؤامرة تسود في التحليل والترصد والاستنتاج بسبب اجواء ملغمة مثل هذه.

اليس من الافضل جمع القوى الوطنية العراقية في حوار وطني واسع وطرح كل المشاريع بشكل صريح وواضح او القيام بالنشر العلني لما يطرح مأخوذا من مصادره الرسمية ونشره على مواقع الكترونية واعلامية وطنية تكون موثوقة وموضوعية كي تصل الحقائق لكل العراقيين المعنيين بامرها.

نرى ان اللجوء للتسريبات بهذا الغموض والانتقائية ما هي الا محاولات لجس النبض ومراقبة ردود الافعال والاستشعار عن بعد تقوم بها جهات ما تعمل وتنسق مع مراكز رصد مهتمة بالمتابعة للشأن العراقي.

نحن نحتاج الى حوار وطني مباشر ومستعجل وصريح قبل فوات الاوان حول كل ما يطرح في هذه الفترة العصيبة من تاريخ ونضال شعبنا.
ونحن بحاجة الى الصراحة والتشاور وتبادل الرأي، والاستماع الى الرأي الآخر، كي نصل الى وحدة صف وطني، وموقف يخدم وحدة شعبنا ، تسعى الى تحريره مما هو فيه.





الاربعاء ١١ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة