شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

1- بالون ( WALL STREET ) .. هل تمثل مؤشراته سياسة إستراتيجية أمريكية جديدة تجاه المنطقة .. تقوم على أساس توازن أحلاف ( ناتو عربي ) يقابله ( ناتو إيراني ) .. في ضؤ مبدأ ترامب ( سياسة الصفقة ) ؟

2- وإبقاء الصراعات مفتوحة والأستنزاف مستمر والمستفيد هما ( أمريكا وروسيا ) .!!

البالونات التي تطلقها السياسة في سماء الأعلام ومراكز الأبحاث، قد تتفجر وتتلاشى قبل أوانها، أو تأخذ طريقها إلى طاولة المفاوضات بين مختلف الفرقاء المعنيون بالملفات العاجلة التي من المتوقع إقتطاف ثمارها، والتي قد تستوجب نقلة نوعية، والتي تستوجب المناورات، والملفات التي تستوجب التجميد .. وتظل هي في حقيقتها بالونات ذات طبيعة إستعلامية لم تأت من فراغ، إنما من مطابخ الأستخبارات .. وكما يقال " لا نار بدون دخان " .

ندرك بيقين .. أن تنفيذ السياسات، وكما قلناها مرارًا من قبل، بين مبدأ رئيس وآخر يليه .. تبقى الأستراتيجية كما هي دون تغيير .. بمعنى، إن ولآية ( أوباما ) لثمان سنوات وهي سيئة جدًا، ليست سيئة لأنها غبية أو مغرضة فحسب، إنما مرسوم لها أن تكون كذلك لأمور تقتضيها أوضاع قوى الصراع من جهة، والظروف الموضوعية التي تحيط بالأحداث التي تجري على أرض الواقع من جهة ثانية، والتمهيد لمرحلة لآحقة.!!

 فما هي ملامح المرحلة الراهنة، التي افتتحتها الأدارة الأمريكية الجديدة؟

- هل تنفذ ما انتهت إليه الأدارة السابقة أم تلغيها؟

- هل ستحارب إيران أم تقلم أظافرها أم تحتويها .. فأذا كانت أمريكا تستبعد الحرب المباشرة وهي عازمة على إحتواء إيران أو تقليم أظافرها .. فلماذا الدعوة إلى حلف عربي عسكري على غرار الناتو يرتبط بـ ( إسرائيل ) بروابط إستخبارية فقط ولا مشاركة عسكرية أمريكية سوى الدعم اللوجستي.؟! ما الهدف الأبعد من ذلك؟

- وهل تحارب أمريكا من أجل مصالحها المعرضة ( للخطر ) الأيراني في المشرق والخليج العربي؟

- وما هو إذن .. دور أصحاب الشأن، الذين لم يجهزوا حالهم لليوم الأسود ؟

- هل وضعت الدول العربية في مرتع الترويض والقبول بالأقل سوءًا ؟ وهل يرتضون وضعهم بين فكي كماشة ؟

- منذ عقود والأمبريالية الأمريكية تروض النظام العربي الرسمي- ليس لأنه قوي يرعى المصالح العليا للأمة العربية، إنما لترويض جماهير الأمة بقمعها وإخراس أصواتها الوطنية والقومية- على القبول بمسلمات تصوغها عواصم الغرب وأمريكا وخلفها الصهيونية العالمية .. وما تزال سياسة الترويض قائمة على قدم وساق .

- ملف القضية الفلسطينية الآن .. في أجندة أمريكا له الأهمية كما له الأسبقية- وسياسة الصفقات حاضرة في هذه الأجندة- لأن هذه القضية قد بلغت الطريق المسدود وباتت بحكم التجميد، وإن حلحلتها لصالح الكيان الصهيوني باتت تتلائم مع الظروف .. كما لا يتم الوصول إلى بعض اهداف الكيان الصهيوني إلا من خلال أوضاع المنطقة المشحونة بالمخاطر والخيارات الصعبة .. هذه الأوضاع أنتجتها سياستا ( بوش الأبن ) و ( أوباما ) بشكل تكمل إحداها الأخرى .. أما ولآية الرئيس ترامب فهي تسعى إلى إكمال الصفحة والبدء بمرحلة جديدة ، إدراكًأ منها :

أولاً- إن المنطقة باتت ساخنة بما فيه الكفاية ، تشترط التدخل بعد أن تركت ولآية ( أوباما ) إيران تتمدد وتجتاح المنطقة دون أن تتلقى ردعًا أمريكيًا أو أمميًا ، وتتخلى عن إلتزاماتها حيال دول المنطقة .

ثانيًا- ما عاد لدول المنطقة من خيار .. كيف تدافع عن نفسها ونيران التمدد الأيراني تزحف، وهناك زحف إستيطاني إسرائيلي على حساب الأرض الفلسطينية المحتلة أصلاً .. زحفان يمضيان بتزامن وبسرعة يدفعان إلى طاولة المفاوضات بصورة جبرية.!!

ما العمل .. ؟

- أطلقت أمريكا بالون ( Wall Street ) أعدته مطابخ إستخبارية مشتركة بين الـ ( إيباك ) والـ ( موساد ) ، كما أعلنت عنه الصحافة الأسرائيلية .. لأختبار ردود الأفعال العربية والأقليمية من جهة، ولرسم ملامح للسياسة الأستراتيجية الأمريكية ازاء المنطقة وسد ثغراتها وحَبكِ خطوطها وبالتالي دعوة الفرقاء المعنيون من الأنظمة العربية إلى طاولة مفاوضات مراثونية – تلغي كل المراثونات السابقة كما تلغي قرارات مجلس الأمن ومقررات أوسلو ووايت ريفر وغيرها من الأتصالات العلنية والسرية من أجل التوصل إلى الآتي :

1- تشكيل تحالف عسكري عربي لمواجهة النفوذ الأيراني- أمريكا وإسرائيل ليستا طرفًا فيه من الناحية العسكرية- .

2- تقود هذا التحالف العسكري العربي ( مصر ) ، بعد إختبار بقائها على معاهدة ( كامب ديفيد ) .. مقابل بقاء الجيش المصري وعدم تفكيكه، ولكي تكون جسرا .

3- تريد امريكا ان يكون التحالف العسكري العربي، الذي ستقوده مصر هو لمكافحة التفوذ الايراني المتزايد في المنطقة .

4- تريد أمريكا أن يكون التحالف العسكري العربي على غرار الـ ( ناتو ) الأوربي الذي تؤكد احدى مواده على ( أن أي إعتداء على أي دولة من أعضاءه بمثابة إعتداء على جميع أعضاء التحالف )- وكأن العرب ليس لديهم إتفاقية الدفاع العربي المشترك، والتي يمكن تفعيلها الآن- , وإن مصر هي التي تقوم بهذه المهمة دون أن تكون أمريكا أو ( إسرائيل ) وصيًا على مثل هذا التشكيل.

- والغريب في الأمر، أن أمريكا و ( إسرائيل ) لن تشكلا جزءًا من خطة الدفاع الخاصة بالحلف، عدا الجانب الأستخباري الأسرائيلي.!!

- ولكن أمريكا ستدعم الحلف عسكريًا ولوجستيًا دون أن تشارك فيه .. ولآغراض ( الحَلْبْ ) .

- وإن ( إسرائيل ) ستتبادل المعلومات الأستخبارية مع التحالف العربي.

- طُرِحَتْ موضوعات على شكل طلبات بتغيير قانون ( جاستا ) ، الذي شرعه ( أوباما ) لكي يتولى إستخدامه ( ترامب ) ورقة ضاغطة .. مقابل الأستضافة وتيسير إجراءات التنسيق الثلاثي العربي .

- تعاون مصر مع ( إسرائيل ) بهذا الشأن مقابل وقف الأستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية .

- وتعاون العرب مع أمريكا مقابل عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .

- الأعتراف بـ ( الدولة اليهودية ) مقابل إستئناف المفاوضات .. فيما يستبق الكيان الصهيوني ويشرع قانون في 6 / 02 / 2017 لمشروع التسوية لضم الضفة الغربية .. وهو تشريع يتحدى الأجماع الدولي المتمثل في قرار مجلس الأمن الدولي ( 2234 ) الصادر بتاريخ 23 / 12 / 2016، الذي يؤكد على عدم شرعية الأستيطان وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة.

ماذا نستنتج من هذه الخلاصة، التي هي بالون إختبار إستخباراتي أطلقه وول ستريت ( Wall Street ) ، موجه للعمل في المنطقة وجد من يصغي إليه ويتفاعل معه على إيقاع مدروس ( حشد القوة العربية لمجابهة النفوذ الأيراني في المنطقة ) مقابل الأعتراف بـ ( يهودية الدولة الأسرائيلية ) ، لكي تحقق الـ ( ترانسفير ) وتخلي الفلسطينيين وتدفعهم إلى سيناء أو الأنبار، وتمنع عودة الفلسطينيين في الشتات إلى أراضيهم الفلسطينية .. أين إيران ومجابهة النفوذ الأيراني في المنطقة ؟

- كل هذه الصفقة مقابل تقليم أظافر إيران، وليس محاسبتها على تدخلاتها الفاضحة ومجازرها السافرة وتحدياتها للنظام الدولي وللقانون الدولي ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة .. وليس إقتلاع زعانفها السامة من الجسد العراقي والسوري واللبناني واليمني والمعاونة على تطهير المنطقة من الأرهاب الأيراني .

الأستنتاجات ..

- خلق تحالف غير قادر على الحياة ، فهو يزيد الأضطرابات ويستنزف الموارد المالية والبشرية تتحكم به ( إسرائيل ) إستخباريًا .

- الدعم العسكري الأمريكي المعلن للتحالف مقابل ثمن يضاف إليه إنشاء غرف للتعاون الأستخباراتي مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية ومستقبلها .

- وضع دول المنطقة العربية أمام خيار واحد ( القبول بدولة يهودية ) مقابل ( تقليم أظافر إيران ) .. ويتم ذلك من خلال تحالف عربي، لن تشترك فيه أمريكا عسكريا.

- التحالف العسكري العربي قائم يعارك في اليمن، ولا حاجة للعرب لتحالف آخر تقوده ( إسرائيل ) .

- والعرب لديهم ( معاهدة الدفاع العربي المشترك ) ، يمكن تفعيلها بقيادة مصر أو السعودية لا فرق .

- والعرب لديهم أسس ومقومات السوق العربية المشتركة يمكن الركون إليها وإعتمادها قاعدة إقتصادية على مستوى الوطن العربي .

- والعرب لديهم إمكانات وطاقات تتبلور سريعًا لتصب في دفاعاتهم عن أمنهم القومي العربي.

- و ( الناتو ) العربي المقترح مولود ميت .. و ( الناتو ) الأيراني يحمل بذور إنهياره في داخله .. والمصالح الأمريكية لن تحميها أحلاف الناتو، التي صممت في مطابخ تل أبيب ومطابخ الـ ( إيباك ) أبدًا .

ستراتيجية محاربة الأرهاب وستراتيجية الردع المتبادل المؤكد .. :

يتبــــــع ...





الجمعة ٢٧ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د.أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة