شبكة ذي قار
عـاجـل










هناك مبدأ حياتي مهم يؤكد بأن الاقتناع والايمان بقضية ما والنضال والجهاد من اجلها يتطلب قدرا عاليا من الالتزام الذاتي .بما يتناسب مع اهداف تلك القضية . عبر هذه العلاقة البتادلية بين – القضية والالتزام – تبرز عدد من القيم التي تحدد مسار العمل النضالي وتطوره واتجاهات وحجم التضحية المطلوبة . اي بمعنى اخر عند انتفاء مبدأ - الالتزام الذاتي - عن اية قضية يتحول الة حلم أو امنية . وهذا لايتناسب مع المسيرة النضالية للحزب الثوري الذي سوف يفقد حيوية التفاعل والاصرار على تحقيق الاهداف .

استنادا لذلك يعد – الالتزام – شرطا ضروريا لتحقيق وانتصار اية قضية . لذلك جهدت الاحزاب السياسية على وضع مبدا الالتزام عبر مسيرتها النضالية بمصاف تحقيق الاهداف التي تؤمن بها وتناضل من اجلها .. لذلك تعمل على ابتكار نسق من الاجواءات التي تمكنها من التدقيق المستمر في هذه المسالة حيث تحقق ضمن كوادرها اعلى درجة ممكنة من الالتزام بالقضية . وبحكم – الواعز الذاتي – الذي ينطلق منه - الالتزام الذاتي - فان الايمان بالقضية واهدافها تخرج الالتزام من – الحيز الشخصي – الى الحيز العام - ووضعها في محك ( الاختبار والممارسة ) بموجب النظام الداخلي ومجموعة القيم والقوانين الحاكمة للعمل النضالي للحزب الثوري .. ومن هنا فان الالتزام الذاتي بالقضية والنضال من اجلها لا يمكن ادراكه بعيدا عن مبدأ (( المحاسبة )) التي تمليها مواد وبنود النظام الداخلي للحزب الثوري . لهذا فان من الضروري اعتماد مبدا المحاسبة كزكن اساسي من اركان بناء الحزب الثوري . وغياب هذا المبدأ أو التساهل في تطبيقه يعني غياب الحزب وغياب القضية ويصاب العمل النضالي بمرض خطير قد لا يتشافى منه اطلاقا . بهذا المعني تكون المحاسبة كما الالتزام -ذاتية - تنطلق من الواعز الذاتي للفرد . من خلال الرقابة الصارمة التي يفرضها على سلوكه وقراراته وعلاقاته الاجتماعية وتصرفاته في الظروف التي يمر بها .بحيث تتطابق مع احكام وسلوك و تربية الحزب الطليعي. في المسيرة النضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي دروس وعبر ممكن ان تكون شواهد كبيره هنا .. فما – مبدأ النقد والنقد الذاتي - سوى اللبنة الاولى في مبدا المحاسبة بشكلها العملي والنضالي والسلوك البعثي القويم ومن هذا المبدأ تمكن حزب البعث العربي الاشتراكي الى قمع وتحجيم الممارسات الخاطئة داخل الحياة الداخلية للحزب . فضلا عن كونه مبدأ حماية كبير للبعثي الملتزم باهداف ونضال الحزب .

وهذا الامر الذي اكده النظام الداخلي للحزب في مادته الثالثة بقوله ((تنبثق أحكام هذا النظام من نظرية الحزب القومية الاشتراكية الديمقراطية الثورية في التنظيم والأخلاق والعمل وتطبيق مبادئه وتجسيد نظريته في السلوك اليومي لأعضائه، مع ضمان وحدة الحزب في النظرية والعمل، مع التأكيد على التمسك بالمركزية الديمقراطية والقيادة الجماعية والنقد، والنقد الذاتي، القائمة على احترام الحرية الحزبية الايجابية الخلاقة)). ومن هنا ينطلق النظام الداخلي للحزب من الالتزام بتوفير علاقة موضوعية في كافة مستويات الحزب ودرجاته وفي خططه ونشاطاته بحيث يحل الحزب محل الشخص والفرد وتحل المصلحة الحزبية محل المصلحة الشخصية ويحل الراي الحزبي محل الراي الشخصي . وهنا اوجد النظام جملة قواد واحكام على البعثي مراعاتها في مسيرته النضالية الشاقة . من هذا الالتزام بالقيم والسلوك البعثي تنطلق اهمية ممارسة البعثي لحقه في – النقد والنقد الذاتي – مثلما تبرز هنا اهمية وضرورة ممارسة القيادة لحقها في المراقبة والمحاسبة على عموم الجهاز الحزبي .واي تهاون او تساهل في هذين المبداين .. يفقد الحزب صفة الثورية ويحتول الى فريق كرة قدم او تجمع افراد يسهل اختراقه وتدميره .. ان ما يجعلنا نعود بين الحين والاخر الى تاكيد ضرورة ترسيخ هذه المبادئ والقيم الثورية هو ما نلاحظة اليوم من :

-قصور فهم بعض الرفاق في حزبنا المناضل والمجاهد لمهام الحزب النضالية واعتقادهم بان هذه المهام تقتصر في مرحلة النضالي الايجابي فقط .

-شعور بعض الرفاق باستحالة القوة المعادية الى اختراق الحزب من اجل ضرب مسيرته النضالية وايقاف نضاله المشروع لتحقيق اهدافه .

-اصابة بعض الرفاق حالة التقاعس والاسترخاء عن القيام بما يمليه عليهم واجبهم الحزبي والوطني .

- بروز نمط من سلوك البعثي غير المنضبط ابتدا بتجاوزات بعض الرفاق على القيادات والرموز النضالية بتجاوز متعمد او غير ذلك وهذا يتنافى مع ابسط مقومات الانضباط الحزبي .

ان التصور الخاطئ لدى عدد من الحزبين بمهام واحكام النظام الداخلي للحزب يسهم وبوضع عراقيل واحجار امام المسيرة النضالية للحزب.وسواء اكانت تدرك هذه الشريحة من الحزبين خطورة ما تقترفه ام لا فان عملها هذا يسهم وبشكل اخر في خلق وتوفير الاجواء المناسبة اوأد العمل النضالي وتعطيله .

ان نضال حزب البعث العربي الاشتراكي له مبرارات تايخية كبيرة كونه الحركة الثورية القادرة على قيادة المشروع النهضوي للامة فانه اضا قادر على حماية مبادئه ومسيرة مناضلية من خلال القيم والمبادئ الثورية والاخلاقية التي تسهم في ترسيخ الحق التاريخي لنضال الحزب وتضحياته من اجل الامة ونهوضها .
 





الاربعاء ٣٠ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة