شبكة ذي قار
عـاجـل










تتحدث ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي عن – الاخلاق الثورية – في اكثر من مكان وزمان . فما هي هذه الاخلاق .؟ وما المقصود باخلاق البعث .؟ قبل الخوض في هذه التساؤلات علينا ان لا نركز على ما هو سلبي فقط فان مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي النضالية فيها من الايجابيات العظيمة التي يفتخر بها البعثي المنتمي وحتى المواطن العربي اينما وجد . نقول ولا نخاف من شيء ان هذه المرحلة من نضال حزبنا يجب ان تكون محطة نقف عندها لنراجع انفسنا .. لنقول الحقيقة لانفسنا أولا وللاخرين ثانيا . وليس في هذا اي غبن أو جبن بل هي الشجاعة . والمناضل البعثي المنتمي لايخاف مواجهة ضميره . ولا يقعده عن الاستمرار في النضال مجرد اكتشاف خطا هنا او سلبية هناك . حقيقية يجب ان يدركها الجميع هو ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الصانع الرئيس والاساسي لمعظم الاحداث المهمة والجذرية في تاريخ امتنا العربية وحتى العالم . وعليه فان المناضلون البعثيون وبفخر ان يستمروا في اعتبار انفسهم مركز - التاريخ وليس على اطرافه - في ضوء الواقع الذي نعيشه اليوم . –لا بد من وقفة – من المراجعة والتدقيق نقول لم يتغير اي اساس من تلك التي قام عليها البعث .. بل تطورت عبر المسيرة النضالية للحزب نقول .. العقيدة ظلت ولم تتزعزع . والاهداف لم تتغير ورسالة البعث ثابته .. وما دام الاهداف الكبرى لم تتحقق فان النضال مستمر فهنا لابد من – تاكيد – على الاخلاق الثورية في الحزب . نسال هنا لماذا - يؤكد الحزب دائما عليها –الجواب بسيط جدا يتكون من شقين

الاول – ان عدد من اعداء الحزب تسربوا الى داخل الحزب . بعد ان تسللوا الينا دون وعي منا.

الثاني : - القوى المضاد للحزب والتي تناصب البعث العداء تحاول التاثير على اخلاق مناضليه .من اجل النيل من البعث ومبادئه.

هنا يكون العدو الاول اشرس واخطر من الثاني الذي يسهل مقارعته لاننا نراه امامنا عكس ذاك المتخفي داخل صفوفنا . امام هذه المواجهة فان على - المناضل البعثي - المحافظة على ( النقاء الثوري )) والالتزام الاخلاقي وان يبدا بمراجعة نفسه اولا . وهنا تدور في الذهن عدد من التساؤلات التي في اجابتها نصل الى مبتغانا .؟ نسال هل أصاب شعورنا بالمسؤولية عطب ما ..؟ وهل ضعفت جذوة اخلاصنا وتفانينا .؟ هل ما زلنا في مستوى الوعي المطلوب للثورة والتغيير .؟ هل تخلصنا نهائيا من مصالحنا وارتباط العمل بالمصلحة الشخصية .؟ هل انتهت فترة الرخاء الايجابي والتي كنا فيها نتهالك على المناصب .وانتقلنا الى وعي الذات والى القدرة على انكار الذات ونضحي من اجل مبادئ البعث .؟ هل فهمنا ان قيادة الجماهير عبء ثقيل ومسؤولية ضحمة لا يهرول اليها الا من ضحى بذاته في سبيل مبادئه .؟

فاذا جوابنا لم يكن كذلك يعني اننا خنا انفسنا اولا ومبادئ حزبنا ثانيا وقدوتنا من المناضلين وقادة البعث الذين رسموا المسيرة النضالية للبعث ثالثا .وبالتالي خيانة الجماهير التي وثقت بالبعث ومبادئه . لذلك اولا على المناضل البعثي الابتعاد عن استعجال واحتقار الزمن اللتان يعدنا افتان خطيرتان حيث الايمان بهما انما يدلان على انتهازية او على غباء . لذلك فان المناضل البعثي الملتزم ان - يحترم الزمن - بمعنى ان يقدر هذا الزمن والتمتع بالنفس النضالي الطويل حتى تتحقق الاهداف التي آمن بها البعث وقدم التضحيات الجسام على طريقها . في اطار هذه الحقيقة كيف يكون التصرف الصائب للبعثي المنتمي . عليه : -

اولا- احترام الزمن وان- يعي - مروره جيدا . ففي هذا - الوعي - مسؤولية البعثي – التي توفر اكبر عوامل التقدم والنجاح في خدمة اهداف الحزب .

ثانيا : - ان يسعى المناضل البعثي ان يكون – نجاحه الفردي – في الحزب ,هو جزءا من نجاح الحزب.وهذا ما شرحته مقدمة النظام الدخلي للحزب التي نصت على ان الحزب (( هو الطليعة الواعية المنظمة للجماهير موضوعيا وتستشرف قوانين التطور الاجتماعي ,وترسم استراتيجيتها واساليب النضال المختلفة لتحقيق الاهداف التاريخية لجماهير الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية ))

ثالثا : - على المناضل البعثي ان يلتزم اخلاقيا بمبادئ الحزب من اجل تحقيق اهدافه. وهذا يتم من خلال انكار للذات والاندماج في القضية الثورية التي يحرص ويناضل من اجلها البعث وجماهير الامه .

رابعا : - ان يمارس - المناضل البعثي – النقد الذاتي الذي فيه اصلاح للنفس ,, ولاعيب في ذلك ولا ضير . وعليه حين ينتقد – الاخرين – يجب ان يلتقي من باب اولى مع نقده لنفسه .

خامسا : - ان يبتعد – المناضل البعثي – عن ارهاب الجماهي والتشفي باخطاء الاخرين وان يبتعد عن ضيق الشخصية حتى يبتعد عن – السقوط الاخلاقي – ويكون جزء فاعل من المسيرة النضالية للبعث ومؤثر فيها .

سادسا : - على المناضل البعثي يدرك ان الاخلاق الثورية ليست مجرد سلوك فردي وانما هي سلوك جماعي سلوك ينظمة الحزب يلفه جو (( المحبة بين البعثيين ويزينه تفاني بعضنا امام بعض )).

لقد اثمرت المسيرة النضالية للبعث الخالد الشيء الكبير على طريق الثورة والتحرير ,لكن الطريق لاتزل طويلة . وهنا نقول اذا ما شاخت الشجرة فلابد من زرع فسائل اخرى لتورق وتنبع باستمرار . وهذا الغراس لن يكون الا في

1 : - تجددنا المستمر
2 : - تطوير انفسنا والعودة اليها وننتقد ذواتنا في كل مرة نحس فيها بالحاجة لذلك .
3 : - ان نتذكر دائما ببدايات حزبنا الصعبة وبتاريخه ومسيرته النضالية الحافله بالتضحيات وقوافل الشهداء الذين زرعوا حقول هذه المسيرة الخالدة .

نقول ان المشوار طويل لكن الامل كبير .. وان لا ننسى مطلقا بان الجماهير العربية تنتظرنا متطلعه دوما الى تحقيق ما بشر به البعث الخالد عبر اهدافه ومبادئه الخالدة .





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة