يصف ارنستوا تشي غفارا الحزب الثوري بقوله (( انه حزب المستقبل هو حزب أولئك الذين يلعبون دورا فعالا في كل شيء ,فاعضاءه هم الاوئل في الدراسة وفي العمل وفي الحماس الثوري وفي التضحية وهم اكثر الناس صفاء وانسانية )) ويحق لنا كبعثيين منتمين لحزب ثوري مناضل مكافح من اجل الجماهير وتطلعاتها ان نتساءل اية اخلاقية نريد .؟ ادبيات وسيرة مناضلي البعث عبر سنوات نضاله اعطونا الاجابة التي تقول نريد اخلاقية الثوريين المنبثقين من غمار حركة الجماهير العربية ونضالها وامالها وتطلعاتها ... هؤلاء المناضلون الثوريون الذين رفعتهم الجماهير لتمثيل مصالحها واهدافها والدفاع والنضال والكفاح عن هذه المصالح والاهداف . والسؤال هنا - ماهي اخلاق المناضل الثوري .؟- الجواب هو الانسان القدوة والمثل الاعلى للجماهير في الوعي السياسي والنضوج الفكري وفي السلوك والتصرفات الحياتية مع نفسة ومحيطه ومع الاخرين هذه هي اخلاقية حزب البعث العربي الاشتراكي . وهي ايضا تمثل اخلاقية الثوار والطليعة المناضلة والمجاهدة التي تعكس خصائص الشعب العربي التي تكونت عبر مرور العصور وهي ايضا مميزات وصفات الجماهير الصانعة الحقة للتاريخ .وهي ايضا تعكس مبادئ ونظرية حزب البعث العربي الاشتراكي التي جسدتها المسيرة النضالية والتضحيات الجسام . ونكرر السؤال - كيف تتكون هذه الاخلاق التي نريدها .؟ من خلال التجارب وسير المناضلين فان هذه الاخلاق لم تولد عند – المناضل –بين عشية وضحاها كما ان الحزب لا يستطيع ان يمنحها كجرعة دوراء او وصفة جاهزة. اذن الاخلاق الثورية تتكون لدى المناضل البعثي وتقوى وتتطور على اساس - المراس العملي – و – التجربة النضالية – والوعي السياسي في اطار التوجهات الحزبية . وعندما ينضج المناضل البعثي اخلاقيا فان الحزب يتكامل فكرا ومراسا وتشتد التجربة النضالية وعندها يتحقق النجاح والانتصار وتحقيق الاهداف . تقول القاعدة النضالية – ان الحزب الثوري يجب ان يتجاوز ذاته باستمرار - وهذا ما يتحقق بشكل واضح في حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي . ففي مجرى المسيرة النضالية واشتداد حلقات التامر عليه - فان البعث – يجدد نفسه ويرقى ويتطور- فما مر به حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بعد عام 2003 يؤكد هذه الحقيقة . فكيف اذن يتطور المناضل البعثي .؟ نقول ان المنتمي للحزب ياتي الى الحزب في الغالب من بيئة اجتماعية متخلفة تسودها كثير من المفاهيم والعادات التي يرفضها - مجتمع الحزب – ولذلك يعمل الحزب على تطوير مناضليه لاسيما الجدد منهم ويناضل من اجل ان يغرس فيهم أنماط جديدة من العادات والمفاهيم والتصرفات النضالية التى تسهم في تصعيد المسيرة نحو تحقيق الاهداف. – وهذا يتم من خلال مايلي :-

1-يتطلب اشراف كاملا من القيادات الحزبية في السلم الحزبي على حسن التوجيه وسلامة التثقيف ونقاوته .

2-يستلزم من البعثي المنتمي وهو يخوض غمار النضال ان يعمل على تعديل الاخطاء التي تصيبه عبر عمليات النقد والنقد الذاتي والمحاسبة الحزبية البناءة وفي اطار الانضباط الحزبي .

مما تقدم نقول ان عوامل عده تسهم في توجيه البعثي وضبط سلوكه ومفاهيمه الاخلاقية وتكوينه الثوري ومن تلك العوامل هي طبيعة الحياة الحزبية الداخلية ومدى ضغط والتاثيرات الخارجية الغريبة في الحزب وطبيعة الظروف الاجتماعية والسياسة التي يمر بها الحزب كل ذلك تلعب بطبيعة الحال ادوارا كبري في توجيه المناضل البعثي... وبالرغم من ان اهمية تلك العوامل يبقى الدور الحاسم والاساسي يتحمله -البعثي نفسه - تؤكد التجارب ان الحركات الثورية في كل مكان تتعرض لمؤثرات مختلفة . يكون فيها المناضلون الثوريون باستمرار موضع امتحان وسبر لاصالتهم الثورية.فيخرج البعض من التجربة وهم اكثر صلابه وقوة ثورية - وهذا ما نراه اليوم في مناضلي البعث الذين يخضون النضال بلا هواده بالرغم مما حدث من تامر واصدار قوانين واجراءات واجتثاث على الحزب بعد 2003 . بيما خرج اخرون من التجربة نفسها بردود فعل انهزامية – انكماشية – انتهازية . وهناك من سقط من مسيرة الحزب ولفظه الحزب خارج صفوفه بعد ان اتضحت مجافاته للمبادئ وقيم الحزب. اثبتت تجربة حزبنا المناضل عبر مسيرته الطويله وخاصة في السنوات الاخيرة بان تضحية مناضليه ليست وقفا على مرحلة معينة وانهم استطاعوا ان يتجاوز انفسهم باستمرار من اجل تطور واغناء التجربة النضالية للبعث بالرغم من صعوبة المرحلة والظرف الراهن . لذلك نرى اليوم مناضلي حزبنا يضحون براحتهم وصحتهم وامنهم وحياته من اجل قضية العراق وتحرره . ومع اشتداد الظروف الخارجية وحتى الداخلية للحزب وفي ذلك كله يجب ان نقدر ايضا ان افضل الكوادر واعرقهم – قد يخطئون – وقد تكون لديهم نقاط ضعف وسلبيات فيكون من واجب الحزب تشخيصها والعزم على معالجتها .

اذن في كل مراحل النضال البعثي ماهي - صفات المناضل البعثي - ..؟ اثبتت التجربة ان جميع مراحل النضال السلبي والايجابي وميادن العمل الحزبي والجماهير تحتم على – المناضل البعثي – ان يتصف بصفات اساسية في مقدمتها :

1-ارتباطه بالجماهير ..اي ان يكون احساسه عميقا مرتبطا بالجماهير . اي ان يكون في محيطه رفيقا وصديقا وتلميذا للجماهير وان تكون ثقة لا حد لها بالشعب .

2-ان يتميز بروح التضحية والفداء .وان يخضع مصالحه الشخصية لصالح الحزب والجماهير .

3-ان يتصف بروح التواضع مبتعدا عن الغرور وحب الظهور والتبجح . ان يتجاوز ذاته .

4- ان يتحلى بروح الشجاعة والثبات والصلابة الثورية ضد جميع الظروف الصعبة والمشاكل الحادة والالام المحتملة والانتكاسات والاخفاقات . والاجراءات الشاذة التي تفرضها القوى المعادية للبعث . وان يستمد شجاعته من الايمان العلمي بحتمية الانتصار .

5-ان يتسم بالاستقامة والامانة مع الحزب والجماهير . وان يبتعد عن تشويه الحقائق لمصلحة خاصة ولايبالغ ولا يطمس خطا لمجرد انه مساهم فيه .وان لا يفتعل لاتشهيرا ضد رفيق اخر لمجرد وقوع جفاء او خصومة بينهما

6-ان يتصف بروح الود الاخوي الرفاقي والعاطفة الانسانية الصافية مع رفاقه .

7- ان يتصف برباطة الجاش وهدوء الاعصاب ويبتعد عن النرفزة والتهور والتسرع او الانفعال الاهوج . وان يضبط ويكبح الانفعالات في المواقف الساسية .

8- ان يتحلى باعلى درجات الانضباط الحزبي . ويحافظ على اسرار الحزب ويقمع نوازع الثرثرة . وهناك حقيقة تعيشها اغلب الاحزب الثورية هو ام الكثير من اسرار التنظيمات والاحزاب وحركات التحرر قد سربت الى اعدئها وخصومها نتيجة لثرثرات بعض المناضلين مع اصدقائهم او في جلسات الانس .. ان الاسرار الحزبية ليست خاصة بمراحل معينة من النضال لذلك يجب على من يأتمن عليها ان يحافظ عليها حفاظه على حدقات عيونه .

9- ان تكون له القدرة على التفكير المشتعل والنظرو الحزبية العلمية الانتقادية . اي ان يكون متحراا من نزعات وميول التملق والخوف والنفاق .مع التحلي باكبر درجات الروح الانضباطية الحزبية والالتزام المبدئي.

ومما تقدم فان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي هو { حزب المستقبل } متطابق مع الوصف الذ قاله غيفاره لان البعث يناضل لتحقيق المجتمع العربي المنشود وبمقدار تحلي اعضائه بالاخلاقية الثورية وبمقدار اقتربنا من تحقيق مبادئنا .