شبكة ذي قار
عـاجـل










في جلسة ذات طابع ثقافي مع مجموعة من العراقيين والعرب سالني احد الحضور . هل يستطيع الفكر الثوري القومي التحرري اي (( حزب البعث العربي الاشتراكي )) ان يحقق تقدم في نضاله وكفاحه في ظل النجاح الذي يحرزه المشروع الصهيوني الصفوي الطائفي .؟ الذي نجح في خلخلة القناعات بالنفس العربية والتاريخ العربي .؟ اجبته بسؤال اي البناء يصمد امام العواصف .. ؟ البناء الهش ام البناء الراسخ القوي الاساس .؟ وقلت ايضا المشروع الصهيوني الصفوي ليس هو القدر الذي لا مفر منه . وحزب البعث العربي الاشتراكي ليس البناء الهش الذي ينجرف في تيار العواصف والاهواء .. ولو كان كذلك لما وجدناه في حركة الاحداث ولما صمد هذا الصمود الرائع امام اقوى تحدي يخوضه الان .. حزب البعث العربي الاشتراكي جاء الى هذه الدنيا من صميم الواقع العربي . جاء عندما ابصر البعثيون النور على وطن مقسم واحتلال يريد ترسيخ وجوده ومصالحه . خرج حزب البعث العربي الاشتراكي من صفوف الجماهير معلن وحدة النضال العربي رافع راية العروبة . وفي معترك النضال بنى حزب البعث العربي الاشتراكي منطلقاته الفكرية - لبنة لبنة – واصبحت صائبة للواقع العربي وشكلت ثمرة لنضال ابناء هذه الامة الشرفاء .. واثبت حزب البعث العربي الاشتراكي ان افكاره ومبادئه ليست نقلا عن تجارب اخرى . بالرغم من انه يدرك من ان الانسانية هي مجموع متضامن في المصالح المشترك في قيمته وحضارته .. في الماضي القريب كان يعتبون هذا الادراك نوع من – الترف الفكري - الا ان اليوم يعتبر مهم في – خانة الايجابيات – التي تمنح الحزب الخصوصية الفكرية التي ميزته عن الاخرين . و من هذه – الخصوصية – صمم العمل النضالي اليومي فكان البعث الخالد .. سباقا :-

اولا:- كان حزب البعث العربي سباقا الى اكتشاف جوهر النضال القومي الذي يقوم على التحرر من الاستعمار ومن الاستغلال الداخلي للمواطن العربي من قبل الحكومات الرجعية .

ثانيا :- كشف حزب البعث العربي الاشتراكي عن خصوصية القومية العربية عندما سلك طريق خاص في النضال ضد التجزئة وضد المخططات الصهيونية . هو الطريق الثوري والحل الجذري للمشكلات التي يعاني منه الواقع العربي .

ثالثا :- جاء حزب البعث العربي الاشتراكي لنهضة الامة العربية بقابلية التجدد والانبعاث . على اساس ثوري تحرري ديمقراطي تقدمي وحدوي , ليعبر عن مصالح الجماهير العربية .

رابعا:- ادرك حزب البعث العربي الاشتركي - التراث القومي العربي- بعمق الذي يؤكد ان الوجود العربي هو حقيقة حضارية قائمة عبر التاريخ ولا يمكن ان تستمر او تتطور الا على اساس الوحدة والحرية والاشتراكية .

خامسا:- اكدت فلسفة حزب البعث العربي الاشتراكي على ان اداة النضال القومي العربي هي - الجماهير الشعبية – وبسواعدها تتحقق اهداف الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

سادسا:- كانت فلسفة البعث قائمة في الربط بين اهداف الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية التي تشكل بمضامينها النظرية القومية والتلازم بين النضالين القومي والاشتراكي .

وهنا لابد من التاكيد على ان ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي في كل مراحل النضال الذي خاضة تؤكد على ان - لا يمكن لشخصية الامة ان تنمو وتتكامل في وطن مجزا .- هذه الحقيقة تجعلنا نرى سمات امتنا العربية التي تتسم بخصب الحيوية والابداع وقابليتها على التجدد والانبعاث .. ولبلوغ اهداف النضال العربي في الوحدة والحرية والاشتراكية . ظل رفاق البعث وجماهيره ثابتون في مسيرة النضال على هدى مبادئه واهدافة . لذلك قدم حزب البعث العربي الاشتراكي شهداء تساقطوا طوعا ليرووا بدمائهم الغالية شجرة نضال البعث الذي هو نضال الامة نحو حريتها ونبتة كرامتها. لذلك اعتمد حزب البعث العربي الاشتراكي المنطق الجدلي في التفكير وشدد على العامل الروحي والاخلاقي متجاوزا لقيم التخلف وفرض التزاما اخلاقيا وايديولوجيا عاليا واخلاصا للحقيقة . امام تلك الحقائق النضالية فلا ينكر الا جاحد الدور الوطني والقومي الذي لعبه حزب البعث العربي الاشتراكي منذ نشأته والى اليوم ودوره المحوري في افشال المشاريع الاستعمارية الطائفية التي رسمها الاعداء التاريخيين للعرب . وفي قيادة المشروع القومي العربي التحرري المقاوم والمناهض للمشروع الصهيوني الصفوي الطائفي . مما جعله الهدف الاول للقوى الصهيونية والامبريالية والطائفية والعنصرية . وبالتالي كثرت عليه المؤمرات والمتامرين من قبل أعداء الامة العربية داخليا وخارجيا .. وفي اطار الاجابة على السؤال الاول في مقدمة الموضوع نقول ان المتابعين لحركة الاستهداف التي تعرض لها الفكر الثوري القومي التحرري وحامله الموضوعي (( حزب البعث العربي الاشتراكي )) لا يستغربون الهجمة الشرسة التي توحدت فيها جميع القوى المعادية للمشروع منذ تاسيس الحزب وتاريخه بهدف القضاء على اهداف الامة ومنع تحرير الارض العربية وفي مقدمتها فلسطين كون حزب البعث العربي الاشتراكي اعتبرها القضية المركزية للنضال العربي . وعمل على احباط كل المشاريع الهادفة الى تمزيق وتفتيت الامة العربية ووضعها تحت الهيمنة من خلال تحقيق المشروع الصهيوني الاستعماري الصفوي الطائفي وجوهره – مشروع الشرق الاوسط الجديد - وازداد الهجوم على حزب البعث العربي الاشتراكي وتجربته في العراق بعد ان اخذت هي التجربة تشكل عامل توحيد لقوى الامة وخطر على مصالح اعدائها فكانت عامل مهم تستهدف في جزئها الاكبر حزب البعث العربي الاشتراكي وتجربته في العراق . وانتقل الاعداء في خططهم لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد وتحريك عملائهم والقوى السائره في ركبهم والدول المتحالفه معهم وتهئية البيئة والتربة المناسبة لتنفيذ المؤمراة الكبرى واحتلال العراق وممارسة القتل والتدمير والتخريب الاقتصادي والاجتماعي وتدمير التجربة والقلعة العروبية التي بناها البعث في العراق. نعود للسؤال واجابته نقول ان التحديات الجسام التي يواجهها حزب البعث العربي الاشتراكي والشعب العراقي من جهة والامة العربية من جهة اخرى . فرضت على البعثيين والقوى الوطنية والقومية المناهضة للمشروع الصهيوني الصفوي الطائفي التحلي بالمزيد من الوعي والمزيد من المسؤولية كما يتطلب تحليل ما يجري والتوصل الى استنتاجات وخلاصات وعبر ينبغي توظيفها بهدف التصدي لكل ما يستهدف حزب البعث العربي الاشتراكي والامة العربية وفي مقدمتها التصدي للمشروع الطائفي البغيض وواده وتعميق الوعي الشامل لمخاطر ما يجري والتصدي لها وترسيخ المسيرة النضالية للبعث والتلاحم الشعبي الذي اثبت جدواه وفاعليته في هذه الظروف .

لقد راكم حزب البعث العربي الاشتراكي منذالتاسيسي وحتى اليوم مسيرته النضالية والفكرية الغنية ومنحته القدرة على الاستمرار والتجدد ومواجهة التطورات المستجدة والتحديات والمؤامرات الخارجية والداخلية . لانه قادر على معالجة الواقع معالجة موضوعية هادفة من خلال تحليل الواقع وتحديد المتغيرات والمستجدات وتطوير ادواته النضاليه . وما المشروع الوطني للحل الذي طرحته قيادة الحزب الا تاكيد على ما تقدم .





الاحد ١١ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة