شبكة ذي قار
عـاجـل










يعود تاريخ أرض وادي الرافدين لألاف السنين, نشأت فيها وتطورت ثقافات متعددة وحضارات كبيرة, مهدت في أرضها ونبعت من خيراتها, لترسي دعائم الأخلاق ومعاني الإنسانية.

وكحال أي حضارة برزت وشمخت بسواعد ابنائها, إتجهت صوبها أعين الحاسدين بحقدهم لتسرق ما سجله التاريخ وتدمر أثار علوها, محاولة طمس معالم التقدم والإزدهار.

واجهت بلاد الرافدين حقد الأعداء بقوتها على مر السنين, ولا تزال صامدة بعد الهجمة العدوانية الغاشمة منذ أكثر من أربعة عشر عاماً, لعب خلالها المحتل لعبته القذرة بشكل مباشر وغير مباشر, أما الشكل المباشر فبرز بإحتلاله الأرض وتهميش سيادته وتشتيت كفائاته وخبراته والتفريط بخيراته, خدمة لمسعاه بمنع أي محاولة مستقبلية لإعادة الوضع نحو خارطته الصحيحة, أما الشكل الغير المباشر فكان بزرعه لعملائه ومأجوريه من سياسيي الصدفة بحكومة وهمية تحت تسمية ( العملية السياسية الجديدة ) وفسحه المجال للعدوين اللدودين الجار الصفوي الخبيث والمارد الصهيوني الجائر, ليعبثوا كيفما شاءُوا فارضين جبروتهم أينما حلوا حتى لم تبق بقعة من البلاد إلا وقد دُنست برجزهم, تنفيذاً لمخططهم الواسع فلعبتهم هذه لم تنهِ فصولها وكل ما حل ليس سوى البداية لمخططات أُخرى.

ومع أن الثورة قائمة لم تهزل والوعي الشعبي يُقرِب لختام شرورهم يوماً بعد الأخر, كمثال للمظاهرات والإعتصامات التي عمت مختلف أرجاء البلاد, متوحدة غاضبة على ما أل اليه الحال وزيف ما جاء به المغتال.

خرجت علينا خديعة جديدة من حيث لا نعلم, كيان دخيل, دربته يد العدوان, منتحلاً صفة الدين وما له من الدين وصال, مُكملاً ما لم تكمله أياديهم القذرة من تدمير وتهديم.

أجرمت يد الإرهاب بحق الحضارة الشامخة وأزالت بقاياها بجرافات حقدها حتى لم يعد لها وجود سوى صروح شامخة في قلوب الأحرار بحجة مخالفتها للشريعة الإلهية؟ْ, ليستبدل هذا الإرهاب بعد إنهائه ما رسم له بإثم يد عملاء الغبراء وبطشها على أبرياء المدن المنكوبة, وما إثمهم بجديد, إبتلت أرواح الوطن بهم, تزهق بلا ذنب, والمذنب مأجور على ذنبه.

الفكرة

داعش فجرت الحضارة والميليشيات تسير على ذات الخطى مكملة ما لم ينهه كيانهم الجبان وما إستمرار القصف على المدنيين وإعتقالهم للأمنين إلا دليل على الخيوط الخفية التي تحركهم.

تحليل الفكرة

إن من يحرك الأحداث وجه أوامره الخبيثة للتنظيمات الإرهابية, لتعذرهذه الأفعال أمام قوى تعمل جاهدة لإخفاء شرها كما إنه سيحرج قوات تحالفهم وعلى رأسها الحكومة الأمريكية, فمثل هذا الفعل سيكون له صدى واسع بين الشعوب يفضح مخططاتهم الدنيئة, لذا تركته لثلة قد كتب زوالهم قبل وجودهم, وحين عجزت يد إرهابهم أن تنهي مهمتها المحددة بوقت زمني معين, زج بميليشياتهم الصفوية ونخبتهم الإجرامية, لتكمل العمل على وجه التمام.

ساعين لإفراغ المحافطات من سكانها عن طريق قتلهم وتهجيرهم, وقصف معالم المدينة بإنتقاء مواقعها الحضارية, لإبعاد فكرة العودة الى الأرض, وهو ذات النهج الذي إتبعه الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المقدسة.

قلنا ولا نزال نقول أن داعش وماعش سواء رأسهم واحد وجسدهم واحد وفكرهم واحد, يلون الصهاينة خططهم الدنيئة.

وضع المغتصب هذه البنود وجاهد من أجل ترسيخها تحت عنوان الديمقراطية, ولا يزال المواطن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يرَ معنى الحرية, رغم إنه كان يعيشها زهاء نظامه الوطني, مزهواً بوطنه الواحد الرشيد.

واليوم تقيده أكبال الخوف بلاد رادع أو مستنكر, فإذا ما بقي الصمت مسيطراً على الإفواه فإلى سقم مقيم, وأما الثورة لتعود للحضارة رونقها.

قريباً بجهود أحرار الوطن, بإذن الله.





الاربعاء ٩ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة