شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن من السهل نظرا لطبيعة الواقع العربي الراهن أن تتوافق الرؤى وتتناغم الأهداف حول أكثر القضايا تعقيدا، وفي ظروف هي الأصعب في تاريخ امتنا العربية التي حازت على أعلى معدل من التدخلات والاحتلالات على وجه الكرة الأرضية خلال عقد من الزمان، تضاعفت خلالها التهديدات وتنامت فيها التحديات.

في ظل هذا الظرف الخطير، كان لابد من قرار تاريخي يحرك المياه الراكدة، ويدفع عجلة المواجهة من خلال تحرك شعبي عربي جامع يتجاوز كل الحدود ويختزل كل المسافات، ويفك عقدة التشتت والانكسار، ويفتح الطريق أمام خيارات أخرى غير تلك التي أنتجت بمحصلتها عوامل الضعف والهوان، والإنطلاق نحو خلق البدائل بآليات نضال جديدة تتماشى والتحديات المتجددة من أجل استنهاض همم الجماهير العربية وانقاذها من سبات طال أمده.

لقد انطلق المؤتمر الشعبي العربي بمشيئة الله في وقت كانت الأمة العربية فيه بأمس الحاجة لإطلاق مشروع عربي جامع ينضوي تحت مظلته كل الأحزاب التحررية المؤمنة بحتمية المواجهة بكل أوجهها لاستعادة عزة وكرامة الأمة العربية بعد أن تآكلها صدأ التدخلات المتعددة وباتت مرتعا لكل من تسول له نفسه المريضة التجاوز على منطلقاتها ومبادئها، ولتحرير شعبها من أغلال المخططات الرامية لاستعباده.

بدأ المؤتمر الشعبي العربي في تونس الخضراء بقرع أجراس الخطر المحدق بواقعنا العربي، وانتهى بقرع طبول الحرب على ذلك الواقع الأليم الذي ألم به، فكان للمؤتمر وقع السحر على من يدرك حجم الاخطار التي تتربص بأرضه وتاريخه، وبعد سنين من اليأس وطغيان لغة التشاؤم على المستوى الشعبي بسبب تخاذل الحكام والحكومات بالرغم من الحراك الضعيف هنا وهناك.

أختتم المؤتمر أعماله بإيمان لا ينقطع بحتمية الانتصار على قوى الشر والظلام، ليس لأيمانه بقوة الشعوب فحسب، بل بإيمانه التام بعدالة قضيته، فكانت باكورة انجازاته انبثاق جبهة شعبية عربية عريضة تضم كافة الأحزاب التحريرية المؤمنة بضرورة ترجمة هموم الأمة إلى انتصارات على المستوى الشعبي، وتحمل على عاتقها مسؤولية انقاذ الواقع العربي من الانحدار بعيدا في المشاريع الخبيثة لأمريكا واسرائيل وإيران.

نبارك لكل من وضع جهده وفكره وقلمه لإنجاح المؤتمر الأول بهذا الإخراج الرائع الذي دل على تناغم الأفكار وتقارب الآراء بما يمكن اعتباره منجزا آخر من منجزات المؤتمر خلال يومين فقط من انعقاده، وما كان يتحقق ذلك لولا وعي الحضور وإيمانهم بنكران الذات والعمل بروح الفريق الواحد، واستحقوا بذلك استلام مقود قيادة الجماهير العربية نحو التحرر والحرية.





الخميس ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة