شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

التوسع الخارجي والإهمال الداخلي .. والغموض يسود مستقبل النظام الصفوي في طهران .. ويؤشر أن لا مفر من تغييره أو إسقاطه !! .

التورط في حروب إقليمية ينتج كلف باهضة في الدماء والأموال والسمعة الدولية .. ومن تورط فيها لم ينج من نتائجها الوخيمة أبدًا .. السوفيات أسقطتهم أفغانستان ، والأمريكان مرغت أنوفهم المقاومة الوطنية العراقية ودفعت بهم إلى التراجع فالعزلة الماكرة .. والروس الاتحاديون هزيمتهم في سوريا ليست بعيدة .. أما الإيرانيون فإن خسارتهم لا أحد يستطيع حصرها في الدماء والأموال والسمعة ، رغم تقيتهم ومكرهم وخداعهم :

- خبراء الأقتصاد والسياسة يقدرون كلف تورط نظام طهران في توسعه الإقليمي وصراعاته الدولية أكثر من ( 3 ) تريليون دولار منذ عام 1979 وحتى نهاية عام 2017 .

- فقد ( اتهم محمود أحمدي نجاة بصورة علنية وعلى الملأ المرشد الإيراني " علي خامنئي " بالاستحواذ على نحو ( 190 ) مليار دولار بطريقة غير مشروعة لا تخضع لأي رقابة مالية ) ، وهذه الأموال الطائلة وضعت تحت تصرف الحرس الإيراني للقيام بعمليات الإرهاب والتدخل الخارجي !! .

- وإن الحرس الإيراني قد دفع لنظام دمشق نحو أكثر من ( 16 ) مليار دولار سنويًا .. وهي مبالغ كلف الحرب والتدخل ولتمويل الجيش السوري الذي يقتل شعبه ، ويمول ميليشياته المساندة .

- ومنذ تدخل النظام الإيراني الصفوي في اليمن عام 2009 والنظام الفارسي يدفع ( 8 ) مليارات دولار سنويًا للحوثيين .

- فيما بلغ الدعم النقدي ، الذي قدمه النظام الفارسي لحزب الله في الجنوب اللبناني أكثر من ( 300 ) مليون دولار سنويًا .. فيما أنفقت طهران ( 4 ) مليارات دولار لدعم مشروعات ما يسمى التمويل الذاتي لحزب الله في لبنان – عدا الصفقة التي تحدث عنها العالم والتي حولها نوري المالكي إلى " حسن نصر الله " في بداية ولاية نوري المالكي الأولى وهي ( 19 ) مليار دولار نقلتها إدارة " بوش الصغير " رسمياً بطائرة أمريكية خاصة ، طلب المالكي إرسالها إلى مكتبه في المنطقة الخضراء بدلاً من تسليمها إلى البنك المركزي العراقي .. حيث تم تحويلها عن طريق سوريا إلى الجنوب اللبناني وبأمر من المرشد الأعلى " علي خامنئي " .. وقد فتحت الأدارة الأمريكية تحقيقًا رسميًا بشأنها في حينه وتحت إشراف الـ ( CIA ) ، ولم تظهر لحد الآن نتائج التحقيق لا في بيروت ولا في بغداد ولا في واشنطن !! .

- أما كلف تدخل النظام الإيراني في دول المشرق والخليج العربي فقد كانت باهضة ، وهي ترتبط بميزانية سرية يشرف عليها الحرس الإيراني في إطار منهج إدارة عمليات الخارج .. والتدخل العسكري والسياسي الذي يتبنى نشر التشيع الفارسي ، يؤكد عليه دستور الدولة الإيرانية صراحة .. ولا يبالي النظام الصفوي الإيراني بمخاطر تدخلاته السياسية والعسكرية والمذهبية في محيطه القريب ، ولا بالنتائج القائمة على الأرض .. وما يعكس ذلك ، تصريحات ساستها وجنرالاتها .. فلنتفحص ما قاله " حسن روحاني " من تصريحات يفصح عن النيات الفارسية المسمومة والتي تتمثل بالآتي :

1- العمل على إحداث تغيير في موازين القوى في دول المنطقة .

2- وإجراء تغيير في المكونات الاجتماعية لدول المنطقة عبر إدخال تعديلات ديمغرافية بتجريف الأرض لضمان تكريس واقع جديد ، خاصة في العراق وسوريا واليمن .

3- تنفيذ نص تشريع المادة ( 154 ) من الفصل الـ ( 10 ) الخاص بالسياسة الخارجية من الدستور الإيراني .

وقد جسد السلوك السياسي الخارجي للنظام الفارسي في طهران الآتي :

- أدى التدخل الإيراني إلى استشراء الإرهاب ، ليس في المنطقة العربية فحسب ، إنما امتد واتسع إلى خارج المنطقة ومنها على وجه التحديد أوربا والعمق الآسيوي .

- التدخل الإيراني تم من خلال تمدد الجماعات الإرهابية في صيغة ميليشيات طائفية مسلحة مجندة من باكستان وأفغانستان وبلوشستان ومن الحشد الشعبي العراقي .. والهدف هو تفكيك التماسك الاجتماعي في الأقطار العربية .

4- التأكيد على تأسيس ( حكومة عالمية ) ، من خلال التمدد ، ليس فقط في حدود دول المنطقة فحسب إنما التدخل في دول آسيوية وأفريقية وأوربية وبوسائل وأغطية مختلفة ، منها دفع مبالغ طائلة للأنظمة والأحزاب والميليشيات المسلحة من أجل كسب الولاءات السياسية .

والتساؤل هنا ، ما هو جدوى استمرار تدخل إيران وتوسعها العسكري ما دام ذلك ينعكس سلبًا على الداخل الإيراني أولاً ويؤشر سلوكًا دمويًا ومنحرفًا للسياسة الخارجية الإيرانية المدانة ثانيًا ، فضلاً عن اتساع حجم الخسائر البشرية والمالية على حساب الشعوب الإيرانية ، التي عبرت عن رفضها للسياسات التدخلية وحرمانها من فرص التطور التاريخية .. في الوقت الذي يؤكد واقع الحال الآتي :

- فشلها في العراق من خلال أحزابها وعملائها منذ عام 2003 ولحد الآن ورفض الشعب العراقي لطغمتها الفاشلة والفاسدة .

- فشلها في سوريا رغم تخصيصاتها الضخمة لنظام دمشق من أجل إدامة أمد الحرب تحت غطاء القوة الروسية .. والنتيجة ، أن طهران لم تدرك بعد بأن الصراع القائم في سوريا هو صراع دولي وهي بيدق فيه ولا مجال لمرتسمات استراتيجية إيرانية على الأرض العربية السورية .

- وفشلها في اليمن ، رغم إمدادات السلاح والصواريخ الباليستية واحتضانها الحوثيين الذين لا مكان لهم على أرض اليمن العربي العريق .

- وفشلها في لبنان بعد أن افتضحت مقولة الممانعة والمقاومة نتيجة لتدخل حزب الله في سوريا واعتراف " حسن نصر الله " صراحة بأنه يتعامل مع ( إسرائيل ) منذ سنين .. وهو الأمر الذي أسقط سياسيًا وإعلاميًا وآيديولوجيًا واجتماعيًا حزب الله في الجنوب اللبناني في مزبلة التاريخ لكونه ليس لبنانيًا ولا عربيًا إنما هو تابع للدولة القومية الإيرانية ولقيادة ما يسمى ( ولي الفقيه ) ويتلقى منه دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا وإستخباريًا ، فهو أداة أجنبية تعمل لصالح دولة أجنبية ولا تمت بأي صلة بالدولة العربية اللبنانية .

- فالحرب التي شنتها إيران على العراق التي دامت ثمان سنوات ، كلفت إيران حسب الخبراء الاقتصاديين ( 5000 ) مليون دولار ، دون مبرر يذكر سوى رغبة الملالي في التوسع غربًا .. فيما بلغ حجم المديونية الخارجية الإيرانية نتيجة للتوسع العسكري قرابة ( 80 ) مليار دولار في ظل تراجع أسعار النفط .

- ففي شهر نشرين ثاني عام 2016 مثلاً ، تكبدت إيران خسائر بشرية هائلة بلغت ما يقرب ( 2700 ) قتيل ، كما تكبدت خسائر أكثر من ( 31 ) جنرال من الحرس في الخدمة ومن المتقاعدين .. فيما بلغ عدد قتلى حزب الله نحو أكثر من ( 3421 ) قتيلاً .. وخسر حزب الله خلال سبعة اشهر من 30 / أيلول 2012 الى 10 / نيسان 2017 نحو ( 1248 ) قتيلاً في سوريا .. فيما خسرت إيران قرابة ( 482 ) عنصرًا من حرسها ومليشياتها في سوريا ، بينما أكدت مصادر الرصد أن خسائر حزب الله حتى الآن بلغت أكثر من ( 3500 ) قتيل و ( 5200 ) جريح .

والخلاصة : إن الحل الوحيد لمعضلة المنطقة يكمن في مبدأ ( وحدة الأمن القومي العربي ) الذي يحقق الردع الكامل والشامل لإيران ولغيرها ، والاعتراف العلني بأن الأمن الوطني هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ، والذي يتمثل في ميثاق يؤكد على أن أي اعتداء على أي دولة عربية هو اعتداء على الدول العربية جميعها .. هذه الصيغة السياسية - الاستراتيجية هي التي تردع إيران وتعيدها إلى رشدها ، وعدا ذلك فلا أحد يردع أعداء العرب غير العرب بوحدة أمنهم وتكاملهم الاقتصادي وصمودهم الموحد !! .





السبت ٧ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة