شبكة ذي قار
عـاجـل










المدخل :

بيت " ولي الفقيه " من الداخل يتاكل ويتفجر ، ولا قيمة لمنظوره ، لا في المذهب ولا في السياسة .. إنه الانحلال والتحلل !! .

حين يطغى مبدأ ولاية الفقيه على مخرجات السياسة ومدخلاتها ، التي تأخذ بها مصلحة الدولة الإيرانية .. وحين يخلط ولي الفقيه هذا المبدأ الغريب الذي ابتكره بخبث ( خميني ) ، لينفذ ما رُسِمَ للمنطقة من مخططات لتغيير خرائطها وتدمير العرب وتدمير الإسلام ، وإعادة تشكيلها على وفق الرؤية الفارسية – الصهيونية - الامبريالية ، فإن هذا الخلط لن يدم طويلاً لسبب من أن الواقع لا يتقبل نهايات مقفلة وحتمية ولا يتقبل ارتهانات لا مخرج لها ، كما أنه لا يتقبل أن يطغي مثل هذا المبدأ ، الدخيل على الفقه الديني الأصيل ، على واقع السياسة وحاجات الدولة إلى سياقات واقعية ومنطقية ليس فيها احتباسات وشكوك ومراوغات ومخادعات واحتيالات .. كل هذه التوصيفات تجمعت في مبدأ يراد له أن يقلب الواقع المحيط رئسًا على عقب ، ويدجن الداخل الإيراني في آن واحد .

الظاهرة الأكثر وضوحًا تتجلى في أن الكثير من رجالات المذهب الذين لا يؤمنون بهذا المبدأ الدخيل ، يرون كارثة ماثلة أمامهم ، وإن " ولي الفقيه " يقودهم إليها على أساس من الحتمية وبالقوة والإكراه .. والمنتفع الأكبر هم طغمة " ولي الفقيه " ممثلة بالحاشية المتيبسة والمتحجرة ، وبالحرس الإيراني المنتفع لحد التخمة ، من خلال سيطرته على البازار والبنوك والمصارف والشركات وعلى الجيش ومؤسسات التصنيع العسكري ، وبالتالي ، فالحرس هو أداة القمع ويمثل أداة مبدأ " ولي الفقيه " لكي تسود ديكتاتوريته وقراره المطلق .

الظاهرة الجلية والواضحة تبرز في الاحتجاجات ، التي يطلقها رجال دين داخل المؤسسة الدينية الإيرانية وخارجها في لبنان والعراق والكويت وغيرها ، يرفضون هذا المبدأ وسياساته ومن صنعه ومن يبقي عليه ويتبناه ، جملة وتفصيلاً ، وخاصة صلاحيات " علي خامنئي " التي تمتد لحكم البلاد على نحو مطلق بالحديد والنار تحت سياسة لا تلبث طويلا أمام الحقائق .. سياسة شن حروب في الخارج وإهمال الشعوب الإيرانية وتجويعها وحرمانها من مستقبلها .

فالإطار المؤسسي لنظام الحكم الديني - المذهبي في إيران تحكمه قوى خاضعة لقوى خارجية تمثل مصدرًا للحركة السياسية - الإرهابية القامعة في إيران لشعوبها والتوسعية في محيطها المحدود ، والمقصود استراتيجيًا هو المحيط العربي والإسلامي وفناءاتهما الخلفية بقدر تعلق الأمر بالفعل ورد الفعل .. والملاحظ إن نتائج هذه السياسة تصب في خانة ( إسرائيل ) وأمنها وكما يقول القادة الصهاينة ( أنهم في مأمن وإنهم لا يقاتلون أعدائهم إنما القتال يقع في خارج حدودهم ) !! .

إن حالة التذمر والاحتجاجات بدأت منذ فترة وتصاعدت لدى رجال المذهب الشيعي في لبنان والعراق يطالبون إيران بإطلاق سراح ( آية الله حسين الشيرازي ) الذي احتجز هذا الشهر فضلاً عن تضييق الخناق على العديد من رجالات الدين المناوئين للنظام الإيراني ، وذلك في أجواء حركة السخط من تركز السلطة في شخص واحد ، فيما يتم الاعلان عن ديمقراطية مخادعة وبرلمان فارغ لا حول له ولا قوة ، وشعوب مكشوفة ظهورها لسلطات القمع الخامنئية .

وتفجير الحالة واتساعها جاء في أعقاب الاحتجاجات والاحتجازات ومنها احتجاز مجموعة تنتمي إلى الحرس الثوري الإيراني ، وهي مناصرة ( لآية الله الشيرازي ) ووالده ( آية الله العظمى صديق الشيرازي ) الذي يصف الحاكم المطلق لإيران في محاضراته بأنه فرعون العصر !! .

ظاهرة الاحتجاجات لم تقتصر على الداخل الإيراني ، إنما لها فعل وصدى في أوساط الشيعة العرب في الكويت والعراق ولبنان ، وهو الأمر الذي دفع نحو اضطرابات وتحركات واحتجاجات في مدن كبيرة ومهمة مثل البصرة والنجف وكربلاء ، فضلاً عن احتجاجات عارمة في لندن وغيرها حين تصدى المتظاهرون للسفارة الإيرانية وأنزلوا العالم الإيراني من السارية !! .

فالتيار الشيرازي يرى ( ضرورة فصل مؤسسات الدين والمذهب عن مؤسسات الدولة ) ، وكذلك رأي الكثير من رجالات الدين في لبنان والعراق ودول الخليج العربي ، يعارضون مبدأ ( ولاية الفقيه ) اعتقادًا منهم بأنه ( ينبغي عدم منح سلطات مطلقة لإنسان حي واحد ) و( إن المرشد الأعلى الصنم لا يمكن أن يمثل الله على الأرض ) !! .

الظاهرة مستشرية ومستمرة بين رجالات الدين الذين يبدون رفضهم الشديد لحكم المرشد ويعملون على تقليص النفوذ الإيراني داخل العراق ولبنان والكويت وغيرها .

إيران ولي الفقيه يعمل جاهدًا على إبقاء بيادقه الطائفية الفاسدة والفاشلة على رأس السلطة من خلال انتخابات العملية السياسية فاضحة ، وهي تمثل الوجوه الوسخة ذاتها ، قائمة على جملة من الادعاءات الكاذبة والمخادعة ومنها ( إن النخب الجديدة ستكون متحررة من النفوذ الإيراني في العراق ) وهي خدعة كبرى وفخ قذر منصوب لشعبنا في العراق .

ظاهرة التذمر والاحتجاجات التي يتسيدها رجالات الدين - الشيعة العرب المعتدلين تؤكد خواء مبدأ ( ولاية الفقيه ) أولاً وتبدد الهالة ( القدسية ) للمرشد الأعلى الذي سحقت جماهير الشعوب الإيرانية صوره بالأحذية في (154) مدينة ومحافظة وشملت كل شرائح الشعوب الإيرانية .. ولم يقتصر أمر احتجاز الشيرازي الأبن وحده وأبيه ، إنما شمل قبله " آية الله منتظري " الذي قضى في الإقامة الجبرية قبل وفاته عام 2009 ، الذي من آرائه ( لا يملك المرشد الأعلى أبدًا أن يصبح فوق القانون ، ويجب أن لا يتدخل في جميع الشؤون ، خصوصًا تلك الوقائع خارج دائرة خبرته مثل قضايا السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية والعلاقات الدولية ) .

ويتضح من تحليل هذه الظاهرة التي أخذت تستشري في كل مكان في إيران والعراق ولبنان والكويت وعواصم أخرى ، إن مبدأ ( ولاية الفقيه ) ساقط لا محالة ، وإن منصب ولي الفقيه سيندثر تمامً ولا قائمة له على مسرح السياسة الاقليمية والدولية ، وهذا أول الغيث .. فأين سيكون مصير نظام الحرس التابع لمبدأ ( ولاية الفقيه ) ؟! ، وكيف سينتهي به واقع حال " علي السيستاني " وهو الفارسي الذي لا يتكلم ، والذي لم يره أحد ، وهو الذي رفض التخلي عن جنسيته الفارسية حين عرض برلمان المنطقة الخضراء الجنسية العراقية .. هذا الصنم ، وهو يروج أنه بالضد من مبدأ ( ولاية الفقيه ) يعمل يدًا بيد في السياسة مع " علي خامنئي " لتوطيد بيادق " ولي الفقيه " في العراق .. فهل يبقى الصنمان يتحكمان برقاب الملايين من الفقراء والمساكين والمعوزين بأداة متهتكة فات عليها الزمن ؟! .





الخميس ٢٦ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة