المدخل : من أجل الكرامة ، لا أحد يتحدث عن المال والجاه والمنصب والعشير والولد أيها العرب . الآن الضربة قاصمة ، إذا ما أرادت عواصم النظام العربي الرسمي توجيهها إلى طهران المعتدية ، هي قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والثقافية وإيقاف تعاملاتها التجارية والمصرفية وحركة طيرانها ، ما لم تسحب إيران ميليشياتها الطائفية المعتدية من سوريا والعراق ولبنان واليمن وتمتنع عن التدخل في شؤونها الداخلية . هذا هو القرار الجمعي العربي الصائب الوحيد ، الذي ينقذ ماء وجه العرب ونظامهم الرسمي المرعوب نتيجة الخوف .. السودان قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والثقافية مع طهران وطالبتها بإغلاق مقاراتها خلال 72 ساعة .. والمغرب قطع علاقاته الدبلوماسية ، أكثر من مرة ، وأمهل سفير طهران وملحقياته سويعات لمغادرة البلاد ، بشجاعة ملفتة .. والسعودية قطعت علاقاتها الثنائية بكل ملحقاتها القنصلية والتجارية والثقافية وغيرها نتيجة للعدوان الفارسي المستمر عليها . فما بالكم أيها العرب خانعون تستنكرون وتشجبون وقاسم سليماني يحدق في وجوهكم ويتوعدكم بمليشيات ( زينبيون ) و ( فاطميون ) و ( أحزاب الله ) التي يديرها ويرعاها ولي الفقيه ؟ . فمتى تدركون ؟ التأني ليس حكمة ، والحكمة لا تنتظر حتى تسحقون حتى العظم ، والحكمة ليست ذلاً وخنوعًا ومهانة ، الحكمة وعي في كل شيء لا يستكين أمام المخاطر المحدقة والمتربصة والواثبة منها !! . العالم يتقلص ويتغير ويتحول وأنتم على حالكم لا تتحركون حتى باتت فرائصكم واهنة تنتظرون غيركم يخدمكم ويحميكم ويُربتْ على أكتافكم ويعالجكم ، وتدفعو الأموال وتعتبرونها أساس الحماية وأساس المهابة والمنعة والسيادة والكرامة .. فالحياة ليست لعبة أيها السادة من غير سيادة . لا أحد يحرركم من خوفكم أيها العرب غير أنفسكم .. قرروا جميعًا وبقرار واحد قطع علاقاتكم بعدوكم القادم إليكم بالنار ، واحموا أنفسكم بإبعاده من شوارعكم ومدارس أطفالكم وديوانياتكم ومزاراتكم ، وراقبوا شواطئكم وموانئكم ومنافذكم التي يسكنها الشر والوباء الطائفي الأصفر . حزمة من قرارات المقاطعة الدبلوماسية والتجارية والمصرفية العربية ستضع الغول الفارسي عند حدوده فتحمون حدودكم ( القطرية ) المزرية .. افعلوها مرة واحدة ، لكي تصفق لكم الجماهير في كل مكان وتقول أن ( قادتنا ) شجعان وجديرون بالقيادة !! . أنتم بين فكي كماشة أيها العرب .. هل ترون ماذا يفعل الكيان الصهيوني بأهلنا في فلسطين ؟ ، وهل ترون ماذا تفعل أمريكا بهم وبكم ؟ ، تخيفكم بإيران الفارسية وتسمح لها بالتمدد ، وحين تلتصقون بالبيت الأبيض يفرض عليكم شروطه وينقل سفارة بلاده خلافًا لقرارات الأمم المتحدة إلى القدس الشريف ويعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لكي يباشر مجازره الوحشية إمعانًا في ذلكم وإنهاء للقضية الفلسطينية المشروعة .. والكارثة تكمن ، في بعض أوجهها ، في الشرخ المأزوم ما بين فتح وحماس على حساب الشعب الفلسطيني الجريح المراد له صهيونيًا وإمبرياليًا أن يهزم !! . إفعلوها مرة واحدة في تاريخكم .. وقاطعوا طهران الفارسية الدموية الإرهابية واشترطوا عليها بصراحة وقوة وشجاعة ، ما لم تسحب جيوشها الميليشياوية من سوريا والعراق ولبنان واليمن ، فإن قرار المقاطعة الشاملة سيستمر .. وخياراتكم أيها العرب واسعة ومفتوحة ، تستطيعون الانفتاح على العالم في كل شيء ، في الأكل والشرب والسلاح .. المهم أن تحافظوا على كرامتكم ، التي هي أغلى من العيش في رفاهيــة تحت سيــاط الذعــر والخوف من الاجتيــاح والاستعبــاد المــذل !! . لا أحد منكم سيموت من الجوع ويعرى إذا ما قطعتم علاقاتكم مع جلادكم المتربص بكم .. غادروا الأفكار التي زرعها الخبثاء في عقولكم بأن إيران الفارسية المجوسية ستغير من سلوكها السياسي الخارجي أبدًا !! . إنها إرهابية ودموية وخبيثة وخنيثة أيها العرب .. تقتل شعوبها وتقمعها وتتمدد عليكم بالميليشيات الأجنبية وبالصواريخ والأفكار الطائفية الهدامة .. فماذا تنتظرون أيها الحكام العرب وأيها الشعب العربي في كل ساحة عربية ؟ . افعلوها مرة واحدة من أجل كرامتكم وكرامة نساءكم وشيوخكم وأطفالكم .. مرة واحدة فقط وسترون ماذا سيحصل في هذه الظروف وفي هذه المرحلة من الموت .. والتاريخ لا يرحم المرعوبون الذين لا يفعلون شيئًا .. القرار بيدكم وبيد شعبكم .. إنه امتحان أيها السادة !! .
