تفتق ذهن مستوطني المنطقة الخضراء والجادرية عن استغلال الأرض المحيطة بنصب الشهيد لبناء إنشاءات ترفيهية واستثمارها بهدف إضاعة جمالية النصب وقدسيته ، وليكون مرتعاً لكل من هب ودب بعد أن كان قبلة زوار العالم ، وبعد أن مرت به أجيال الطلبة الذين تعلموا الصمت والخشوع احتراماً لحضرة الشهيد الخالد .
ومعروف أن هذا النصب يذكر هؤلاء المستوطنين بهزيمة أسيادهم في معركة قادسية صدام وانتصار دم الشهيد على عدوانيتهم ، فيريدون مسح ذاكرة العراقيين والعرب وكل شرفاء العالم .
ألا خابوا وخسئوا ، فمن يستطيع محو ملاحم يخلدها التاريخ ؟ ، ومن يستطيع طمس تضحيات العراقيين التي يجسدها نصب الشهيد الخالد ؟ ، ومن يجرؤ على الإساءة للأكرم منا جميعاً غير أولئك العملاء الذين تقض مضاجعهم تضحيات العراقيين من أجل وطنهم ، سيد الأوطان ؟ .
مطلوب منا جميعاً موقفاً حازماً على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق شعب الذرى الذي ضحى بأبنائه من أجل أن يبقى العراق عزيزاً ، رفضاً لهذه المؤامرة الدنيئة التي يراد من ورائها طمس تضحيات العراقيين وذكرى شهدائهم العطرة .
إن هؤلاء المستوطنين يثبتون ، لمن مازال مخدوعاً بهم ، يوماً بعد يوم ، أنهم غرباء لا ينتمون إلى العراق العظيم وتاريخه المشرف ، وأنهم منغمسون بمشروع تدمير حضارته ، بدءً من تاريخه القديم والحديث مروراً بتدمير منظومته الأخلاقية والقيمية وصولاً إلى تدمير البنى التحتية وكل ما من شأنه تذكير العالم بعراق الإنجازات العظيمة .
