شبكة ذي قار
عـاجـل










كلنا يعلم ان مفهوم الحصار يتلخص بالاتي ؛

اولا : حصار ما قبل الاحتلال
اعتبر الحصار الذي فرض على العراق بعد عام ١٩٩٠ ، من اقسى أساليب التجويع والإبادة الجماعية وخاصة الفترة من ١٩٩٠ ولغاية ١٩٩٦ اَي قبل مذكرة التفاهم بين العراق والأمم المتحدة ( النفط مقابل الدواء والغذاء ) ، حيث اثر على جميع مفاصل الحياة العامة والخاصة ، ورغم إجراءات الدولة وحرصها على توفير الغذاء والدواء لعموم الشعب من خلال البطاقة التموينية التي ضمنت لكل العراقيين والمقيمين حصة غذائية شهرية مجانية ، وتم تطبيق الحصة بأعلى درجات الدقة والمسؤولية تجاه شعب العراق بأجمعه دون استثناء ، الا ان مفاصل التطور العلمي والصناعي قد تاثر بشكل كبير بسبب الشروط القاسية التي وضعها الأمريكان وحلفاءهم ومنع العراق من استيراد التقنية الحديثة ، وهذا بحد ذاته يعتبر حرباً ضد شعب العراق ، ومع ذلك قدمت الدولة العراقية وكوادرها الوطنية إنجازات كتبها التاريخ كشاهد للتحدي وعظمة العقل العراقي المبدع .

ومما يجب ذكره ان انظمتنا العربية كانت اشد إيلاماً من الدول الأجنبية وكانت تصر على الحصار ومعاقبة العراق مع استثناء الاْردن حيث كانت المنفذ الوحيد ، وبشئ بسيط قطر عندما كسرت الحصار الثقافي والرياضي .

ومع كل الحيف الذي وقع على العراق ، ظل العراق مهاباً عزيزاً له صوته وكلمته ، ومواطنه محترم ومهاب أينما يحل وجواز سفره محترم ، لان سياسته الخارجية كانت تفرض احترامها على الكثير من الدول، مع استثناء القليل من الدول الحاقدة والتي جبلت على ايذاء العراق.

كانت لدينا صناعة وطنية مشهود لها بالقوة والمتانة وفِي كافة انواع الصناعات.

اما الزراعة فشهد لها الاعداء قبل الأصدقاء ، حيث وصل الاكتفاء الذاتي مع وفرة للتصدير في عدد من المحاصيل الزراعية وكان يشرف بشكل مباشر الرفيق القائد عزت ابراهيم رعاه الله وحفظه .

وقطاع الصحة والتعليم رغم كل ظروف الحصار لم تهبط عن معدلاتها العالمية وحافظت عدد من الجامعات العراقية على تصنيفها العالمي .
حتى الكهرباء كانت متوسطة المستوى ، لان المصانع كانت تأخذ جزءً كبيراً من الطاقة .
اما الأمن والامان فكان العراقي ومن يقيم على ارض العراق في امن وامان ، و كان عرضه وأرضه ومأواه امن في ظل دولة مركزية حافظت على شعبها.
ولا اريد ان اطيل في شرد إنجازات ما مضى فالشارع العراقي أخذ يتذكر تلك الايام ويشيد بها ويتمنى ان تعود.

ثانياً : حصار العراقيين بعد الاحتلال
ربما يستغرب البعض من هذا العنوان ، كيف يكون ذلك والعراق قد احتل من قبل من فرض علينا الحصار ، حيث كان العالم يتأمل عهد جديد كما وعدت امريكا وحلفاءها وان العراق سيشهد تطوراً لا مثيل له ، ومما جعل الناس تعيش أحلاماً وردية ان أسعار النفط قفزت الى أسعار خيالية بحيث جعل العراق يحصل على اكثر من مائة مليار دولار سنويا كعائدات ، والمائة مليار بامكانها ان تعيد تأهيل البنى التحتية والمصانع و كل شئ لو كانت تجد أيادي نظيفة وشريفة وحريصة على العراق وشعبه ولكن مع الاسف، عاش العراق منذ ٢٠٠٣ والى الان حياة الجوع والعطش والتخلف .

فرضت الولايات المتحدة الامريكية بعد احتلال العراق مباشرة سلوكاً تدميراً كي يكمل ما بدأه عام ١٩٩٠ ، حيث اطلق أيادي الغدر والتخريب والسرقة لكل المرافق الحكومية ما عدا وزارة النفط والداخلية والمخابرات العامة ، وسمح لكل وسائل الإعلام نقل عمليات سرقة ممتلكات الدولة والمال العام ، وكان ذلك ابشع من كل صور الحصار وجرائمه ، حيث اظهر للعالم ان الشعب العراقي شعب لا يحمل اَي روح وطنية .

ضحكوا على العراقيين بديمقراطية كاذبة في ظل جوع يعاني منه الكثير من ابناء شعب العراق ، وشهد شاهد من اَهلها النائبة ماجدة التميمي تقول عن ميزانية ٢٠١٩:

"رواتب خالية من العدالة واحد يقبض ٣ رواتب ٨٠ مليون وآخر لا يقدر ان يشتري لفة فلافل"

ومنحوا رواتب متفاوتة بين ابناء الشعب فالأقلية تنعم برواتب كبيرة والأكثرية لا تحصل على الفتات ، والطامة الكبرى ان من يعيش خارج العراق ويحمل جنسية اجنبية يأخذ هو و عائلته على رواتب تصل لأكثر من ٨٠٠٠ دولار وابن العراق الذي يعيش على ارض العراق يعاني من حصار جديد ، حصار حكومات الاحتلال التي دمرت كل شي ، وأصبح المواطن يترحم على حصار التسعينات لانه كان يستلم ما بين ١٤ الى ٢٢ مادة غذائية بالمجان كانت تكفيه وعياله دون ان يمد يده ، صحيح كان راتبه قليل ولكن كانت كل العائلة تعمل وتجني رواتبها الشهرية في ظل تعليم وصحة مجانية.

اما اليوم فتجد الكثير بدون عمل ، ومن يريد الحصول على العمل عليه ان ينتسب الى الحشد الطائفي ، وضمير حالهم يقول لعنة الله على العمايم ومن جاء بها ، لقد فرضوا علينا حصار ظالم في الدين والدنيا والاخلاق والأمن والامان ، وحاربونا في عيشتنا ورزقنا ورزق أطفالنا ، وهنا اسأل ماهو مصير اولادنا ؟ ما هو مصير هذا الجيل والأجيال القادمة ؟ هل تعلمون ان اعادة تأهيل الجيل الحالي تحتاج الى زمن بعد ان تحول بعض الشباب الى الإدمان والسلوك المنحرف ؟ هذه من اثار حصار الاحتلالين الامريكي والإيراني للعراق وفي ظل تسيد حكومات عملية طائفية منحرفة في أخلاقها و مهزومة في وطنيتها. إن أفضل طريقة لإعادة بناء الشباب هو بالمقاومة الوطنية ، والمقاومة الوطنية تأخذ أشكالا متعددة :

١- التخلص من التبعية لإيران بكل اشكالها .

٢- مقاطعة البضائع والسلع الإيرانية .

٣- استهداف كل من يتاجر بكافة انواع المخدرات وتصفيته.

٤- رفض كافة الطقوس التي لا تحترم جوهر الدين ، والعمل على مقاطعة كافة الشعائر التي تستنزف ميزانية البلد.

٥- العمل على إنشاء صفحات تفضح الاحتلال وعملاءه ، وخاصة الذين يعيشون على ارض العراق لعكس الصورة الحقيقة لما يجري في عراقنا المظلوم الصابر.

٦- تصوير الأماكن التي تم الاستيلاء عليها من قبل المليشيات ، اضافة الى التخريب الذي وقع على المنشآت والأماكن التراثية وغيرها .

٧- التركيز على ان من فرض علينا الحصار بعد ٢٠٠٣ هي ايران من خلال اوامرها لعملاءها عدم إقامة اَي مشروع وتعطيل المصانع والمشاريع التي كانت في زمن النظام الوطني ، والسبب كي لا ينهض العراق من جديد وان تبقى السلع الإيرانية هي الخيار الوحيد ( هذا ما صرح به بهاء الاعرجي ).

٨- الاعتماد على الأرقام والإحصاءات لفضح جرائم الاحتلالين الامريكي والإيراني ودورهما في ابقاء العراق متخلفاً في مناحي الحياة المختلفة ، والتأكيد على انها سياسة متعمدة ، وجعل العراق مثل نيجيريا البلد الأفريقي الأغنى في القارة الأفريقية .

إن ما ينكشف يومياً من اخبار ومعلومات من أشخاص وهم جزء من العملية السياسية الاحتلالية يشيب له راس كل وطني ، مع علمنا ان الاحتلالين الامريكي والإيراني جاءوا لتدمير العراق حضارة ونهضة وانسان ، لذا فان منعهم من إقامة المشاريع النهضوية واعتبارها خط احمر ، يوكد ان العراق حصاراً فرض على العراق ما بعد ٢٠٠٣ وهو اقسى واشد ، فقد حطم الانسان العراقي وأشغله بالطائفية والمخدرات وغيرها ، بينما كان العراقي قبل ٢٠٠٣عظيماً في تحديه للحصار ونموذجاً للإبداع والإنتاج ، وكان يعيش في نسيج اجتماعي يعكس صورة وحدة العراق لان كان يعيش في دولة لها وزنها وقيمتها ، وقيادة وطنية نزيهة ، حصلت على شهادات عالمية لإنجازاتها في ميادين الحياة المختلفة.

والان عراق ما بعد 2003
مايزال يتصدر قائمة البلدان الاكثر تنفيذاً لعقوبة الاعدام في العالم
هذه من منجزات الديمقراطية المزعومة التي جاء بها الاحتلال الغاشم ، وتبقى المقاومة الوطنية الشريفة السبيل الوحيد لتحرير العراق.





الخميس ٧ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة