شبكة ذي قار
عـاجـل










ونحن في أعقاب السنة الثانية عشرة لذكرى وقفة شهيد الحج الأكبر في عيد الأضحى، يطل علينا الشهيد صدام حسين بذكراه العطرة وذكرياته المشرفة وصور البطولة والبسالة الرائعة التي رسمها بفرشاة عمره.

يأتينا كل عام في مثل هذا الوقت زائرا لطيفا وضيفا عزيزا وهو الذي لم يفارقنا مذ أن تقلد حبل البطولة المطرز بأكاليل الغار، أسدا يخيف المتربصين دون أن يزأر، بل بابتسامة تعلو شفتيه وهو يردد " هي هاي المرجلة؟ ".

كيف يمكن نسيان هيبته على المشنقة وهو الذي تربى على أمل الاستشهاد على أيدي الأعداء؟

يمكن أن نطلق العنان لخيالنا في فضاء التوقعات والتمنيات، لكن لن نصل إلى ما رتبه القدر لهذا القائد الذي تمنى الاستشهاد في خطابه صبيحة عيد الأضحى فاستجاب الله جل في علاه.
هكذا تناغم بين العبد وربه لا يناله إلا الذين عملوا فأحسنوا، ليس كبيرا على الله سبحانه القادر على كل شيء، لكنه عظيم لمعشر البشر، فكيف لإنسان أن يرتب ظروف موته وتوقيته إلا الذي كانت علاقته بالعلي القدير فوق ما يمكن وصفه؟.

هل كتب صدام حسين نهايته بيده؟
لا يمكن لإنسان أن يكتب نهايته بيده، فكل شيء بيد الله سبحانه، لكن بالتأكيد يستطيع اقتفاء آثار " السابقين "، بأعمالهم ومواقفهم وأخلاقهم، ليضمن النهاية المرجوة، نهاية مشرفة لرواية العصر التي لا تتكرر إلا عبر قرون، وهي ذاتها بداية أجيال تقتفي أثره، ومستقبل رسمه مناضل على جدار المواقف.

أدرك الشهيد صدام حسين في حياته أن المواقف البطولية ترسم نهايات الفرسان، فكان فارسا ضرغاما في سوح القتال. وعلم أن رصانة المواقف تصقل شخصية الشجعان، وعرف أن الوقوف بوجه الأعداء كالطود الشامخ سيزرع الأمل في قلوب الضعفاء، فأيقن بأن أفضل نهاية للمناضلين عندما يتسلقون المشانق، فقرر أن يكون كل هذا.

هي نهاية كان لها أن تضرب كل احتمالات فشلها عرض الحائط لتحقق النتيجة الحتمية في قطف زرع سقاه الشهيد واهتم به ووفر له كل ظروف نمائه، فكان ثمرا تنهل منه الأجيال القادمة، أجيال ستقرأ بأن هناك قائد عاش حياته بين صليل السيوف ونصال الرماح فكان الاستشهاد على أيدي الأعداء نهاية محتومة لحياة النضال والكفاح.





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة