شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ إيران تهدد بضرب المصالح الأمريكية والغربية في العراق والمنطقة مباشرة أو من خلال وكلائها .
۞ إيران لا ترضخ للإرادة الدولية بأن تكون دولة اعتيادية لا حكومة إرهابية مارقة .
۞ إيران تريد أن تغلق الخلجان والمضائق في المنطقة وتمنع التجارة العالمية .
۞ أمريكا تحرك أسطولها ( لينكولن ) من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر لوضع إيران تحت المطرقة إذا ما لزم الأمر .

هل اقتربت ساعة الصفر ، وظهرت ملامح العد العكسي نحو الحسم ؟ ، وهل أن سياسة حافة الهاوية التي تعمل عليها إيران ستنجح ؟ ، خاصة وإن النظام الإيراني بات مطوقًا ومعزولاً ومكروهًا ولا يطيقه أحد .. وهو يدرك أن نهايته كنظام باتت قريبة في كل الأحوال ، سواء قبل بالشروط الأمريكية الـ(12) أو لم يقبل .. وأمام هذه الحالة من الشعور بالمأزق السياسي - الاستراتيجي الذي وضعت إيران نفسها فيه دون القدرة على الخروج منه بشعرة معاوية وتأمين التراجع المنظم إلى الخلف عن طريق الاعتراف بالأمر الواقع .. هذه الحالة يسمونها في علوم السياسة بـ(DILLAMA) ، التي تعني تلك الفسحة الكائنة بين القبول بالمصير المحتوم وبين الانتحار المؤكد .. فيما تأتي سياسة حافة الهاوية لتؤكد فشلها ، طالما أن إيران خاوية ومنهارة ولا يمكن أن تكون ندًا للقوى الكبرى والعظمى ، فكيف لها أن تمارس هذه السياسة التي من شأنها أن تنزلق إلى كارثة لم تحسب لها حساباً مصدرها قرار مشبع بغرور القوة ؟ .

أمريكا تحاول أن تردع إيران وتضعها في دائرة المسؤولية الدولية في أجواء باتت ناضجة لتنفيذ سياسة الردع التي تعني تقديم أدلة ملموسة لإيران لا يمكن إخطاؤها (Unmistakable Evidence) ، عن توفر القدرة على الرد(Retaliatory Capacity) ، التي تكفل معاقبة النظام الإيراني بشدة عن أي محاولة من جانبه لزعزعة الأمن في المنطقة والعالم ، لتحقيق أهداف أو مكاسب معينه من ورائها على حساب الدولة الرادعة وحلفائها والمجتمع الدولي .. والردع هو في حقيقته يعني براعة عدم استخدام القوة العسكرية في نطاق هذا المفهوم(Skilfull – Non Use of Military Force) .. وهذا يعني ، أن الردع في هذا الشكل الذي أظهرت فيه أمريكا قدراتها الرادعة يقتضي توصيل التهديد إلى النظام الإيراني الإرهابي بوجود تصميم على دحره وبصورة قاطعة لا غموض فيها ، وإفهامه أن الخسارة التي سيمنى بها نتيجة قيامه بتهديد الأمن الإقليمي والدولي ستكون أفدح بكثير من أي مكاسب يمكن أن يحققها النظام الإيراني الإرهابي من ورائها .. ومن الضروري أن يصبح من الأهمية أن يقترن الردع بـالصدقية (An Air of Credibility) .. ويبدو أن هذا الردع يقترن بإظهار القدرة والتصميم على تنفيذ الردع ، والقدرة المؤكدو على إلحاق أضرار جسيمة بالنظام الإيراني الفاشيستي تفوق في حجمها ومداها أي ميزة يمكن أن يحصل عليها من خلال مبادئته الأضرار بالمصالح الاقليمية والدولية .. ولا يكفي فقط لتدعيم فاعلية الردع وخاصة من الناحية السيكولوجية أن تتوفر القدرة ، وإنما يجب أن تتعزز هذه القدرة ، على أهميتها البالغة ، بالتصميم القاطع على استخدامها عندما يصبح هذا الاستخدام أمرًا محتمًا .

فالتحرك الأمريكي العسكري ذي الطابع الاستراتيجي هذا ، للردع وليس للحرب ، ولكن قد يفضي إلى الحرب إذا ما مارس النظام الإيراني نزعته المتعجرفة للاستهلاك المحلي ، وهي نزعة متهورة (Headlessnes) تظهر في سلوكه السياسي الخارجي منذ عام 1979 .

وإذا ما أشعل النظام الإيراني الإرهابي فتيل الحرب فإن الحرب ستكون محدودة ونطاقها سيكون الجغرافيا الإيرانية ، أما محيطها الخارجي فمؤتمن من الأعمال العدائية في عمقه المحدد ، ومن الصعب اتساع الحرب من حرب محدودة (Limited War) إلى حرب إقليمية (Local War) ، لأن حسابات الدول الكبرى والعظمى لا تسمح بذلك ، فإذا ما اشتعلت الحرب وهذا افتراض يظل قائمًا في عرف السياسة ، فإنها تقع بين نظام يعيش أوهام العصور الوسطى وهو النظام الإيراني ، وبين دولة عظمى لديها من القوة ما تسحق إيران وتمحقها ، وهي في الوقت ذاته تؤكد هذه القوة نزعتها التسلطية التي تريد من خلالها أن تتسيد على المنطقة والعالم في آن واحد .. وهنا يتضح الوضع بين خطرين أحدهما ( وشيك ) ومدمر وهو خطر النظام الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي ، ويشكل الخطر رقم واحد ، فيما تأتي المخاطر الأخرى ، فهي ليست داهمة ، ويمكن معالجتها بسياسة الأمر الواقع التي تعني أن لا سبيل أمام الحفاظ على مصالح الجميع إلا بالإقرار بالأمن والاستقرار وبالمصالح المتبادلة والمشتركة القائمة على قواعد التعامل الدولي الصحيحة والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها غير القابلة للنقض أو التراجع عن الحقوق غير القابلة ، هي الأخرى ، لسياسة تبدل الأحكام بتغير الظروف .





الجمعة ٦ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة