شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال متابعة للشأن الدولي بكل مستوياته السياسية والاقتصادية والعسكرية فيبدو جليا وجود تناغم كبير بين التحركات العسكرية والسياسية لتصب في مصلحة التطورات الاقتصادية الدولية القادمة!

التحركات السياسية الدولية واضحة ضد ايران.. لكن لماذا ايران؟ ولماذا اليوم وليس بالامس عندما كانت تحركات ايران تتناغم والمخططات الغربية؟ وما هو موقع ايران من التغييرات القادمة في المنطقة؟ هذا ما سيتوضح بعد سطور قليلة!

ليس بعيدا عن الحراك السياسي الدولي هناك حراك عسكري خرج من تحت الطاولة الى ما فوقها.. واصبح واقع حال وليس مجرد تخمينات او تكهنات.. وبغض النظر عن التشكيك بحدوث حرب دولية من عدمه الا ان خارطة الحركات العسكرية الامريكية تتحدث عن نفسها بشكل تفصيلي للقادم من المخططات!

بتصور مبسط على خارطة الحركات العسكرية الامريكية سنجد بان امريكا رسمت خط مواجهة واضح للعيان! فقد سيطرت على المنطقة العربية بالكامل! برا وبحرا! ورسمت خط وهمي يمتد عبر بحر العرب فالخليج العربي! وهو اليوم بمثابة أرض حرام للحرب القادمة! ويمكن ان تكون عسكرية أو اقتصادية!

لماذا الخليج العربي؟
هنا ناتي الى مربط الفرس! وبعيدا عن المنطقة العربية فان الصراع الامريكي الصيني هو الصراع الحقيقي! والباقي ادوات! وكما نعلم ان الصين مصرة على تنفيذ مشروع الحزام والطريق الذي سيصل بين الصين حتى اوروبا! وهو مشروع ربما يكون الأضخم اقتصاديا! ويسيطر على الدول المعنية اقتصاديا! ما يعني سحب البساط من تحت الهيمنة الامريكية! التي جاء دونالد ترامب من اجل ترقيعها بما امكن!

يمتد مشروع الحزام والطريق عبر الدول في جنوب شرق اسيا! وهذا ربما لا مشكلة فيه! لكن الحلقة المهمة هي تلك الدول التي تربط بين المشرق والمغرب! أي الدول العربية والخليج العربي الذي يمثل نقطة اتصال مهمة جدا وخطيرة في المشروع! وبدون هذه الوصلة لن يكمل المشروع طريقه الى اوروبا!

يقع ميناء غوادر الباكستاني على بحر العرب! وهو مركز نقطة التواصل! فكل الطرق وخطوط السكك الحديدية يجب ان تصل الى هذا الميناء! ومنه الى باقي دول العالم! لانها النقطة الاقرب للمحيط! وسفن النقل ستختزل الكثير من المسافات اذا ما قورنت بالموانئ الاماراتية والكويتية والايرانية! بل ستكون هذه الموانئ نسيا منسيا!

الان! امريكا تسيطر على الخليج! ومن يظن بانها ستخرج منه قبل ان تطمئن من فشل المشروع الصيني فهو واهم! وايران هي الخاسرة بكل الحلول المطروحة! لانها واقعة لسوء حظها في منطقة حرام! ومسألة ضربها مرهونة بتطورات هذا المشروع! والتي تعتبرها امريكا بمثابة لوي ذراع ضد الصين!

نحن هنا نتحدث بالسياسة والمنطق وليس بدافع العاطفة ضد ايران! لكن في الواقع يجتمع المنطق والعاطفة في تحديد مستقبل ايران القادم! وايران تعلم ذلك جيدا! ولا خيارات امامها!
وفقنا الله لنكون سببا بشلل ايران الكلي!





السبت ٧ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة