شبكة ذي قار
عـاجـل










إِنطلاقَاً مِنْ ألإِيمان بِأَنَّ أَلشعور أَلْبَعْثِي وُلِدَ مع أَلإنسان أَلْعَرَبِي عند أول إنتكاسة تعرضت لها ألأُمة بينما كانت تقدم للانسان ألحضارة ألأرقى ، وذلك لإِعادة بَعْثِها مِنْ جديد ، فالرسالة الانسانية والقيمة الحضارية التي اتسمت بها الامة العربية منذ فجر التاريخ حتى اليوم ، وألموقع الجغرافي الذي تشغله ، والعلاقة البينية ألتي حققتها حتى أَصبحت ألممر ألآمن ما بين شرق أرض وغربها ، وألثقافة ألإنسانية بكافة فروعها إِلى جانب ألإِضافات أَلتي كانت سبباً فى تنوير ألمجتمع أَلْإِنساني برمته ، كل ذلك كان وراء ما تعرضت له أَلْأُمة ألعربية فى أَلقديم مِنْ ألمؤامرات .

وفى ألعصور ألوسطى وحتى مرحلة ألنهضة ألعربية ألتي كانت فيها إنتفاضة ألأُمة ألعربية ضد أَلإِستعمار ألتركي والغربي ، وخوفاً مِنْ نهوض ألأُمة ألعربية بمعنى بَعْثِهَا مِنْ جديد وتحقيق وحدتها بعد إَستقلالها ، تعرضت أيضاً لِأَبْشَعْ أشكال ألمؤامرات بغية ألحيلولة دون إستفاقة أَلمارد أَلعربي ، فجاءت إِحداها تحت عباءة ألخلافة أَلعثمانية أَلتي ابتدعها ألسلجوقيين ألأتراك ثم تتآلت بأتفاقية سايكس بيكو و وعد بلفور والانتداب ألغربي ، وغيره مِنْ ألمؤامرات التي لَمْ يكن لها هذف سوى تفكيك أَلْأُمة ألعربية وشرمذتها وَإِضْعافِها .

وَما زالت ألمؤامرات التي نتهم نحن ألعرب بِأَننا نستخدمها شماعة نعلق عليها كل خيباتنا وإِنكساراتنا وفشلنا ما زالت مستمرة ، فهي تلاحقنا للاسباب التي ذكرت .

هذه المؤامرات تصدى لها شرفاء أَلعرب وعلى رأسهم أَلقوميين ، وفى مقدمة أَلقوميين أَلبعثيون ألذين أصبحوا حامي ألقضايا أَلقومية ومستقبل ألأُمة ألعربية . لذلك إِنَّ ألبعث هو سفينة نجاة للامة ألعربية وألوطن ألعربي من هول عاصفة هوجاء تريد أخذها إلى أَلمجهول ، لقد كان أَلبعثُ ألنقطة ألمضيئة ومصدر إِشعاع أَلْأُمة فقط تشكل ألمسوغات ألأساسية لكل ألمؤامرات ألتي حيكت وتحاك ضد ألأُمة ألعربية ، وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الوحيد الذي إنتهج ألفكر ألقومي ألتحرري ألاشتراكي خلال العقود الطويلة ، والذي من خلال ريادته للعمل القومي ألتقدمي ، ومن خلال سعيه لتحقيق ألدولة ألمدنية ألعلمانية ألتي تمثل التحررألحقيقي مِنْ تسلط الفكر ألرجعي ، ومِنْ خلال صموده ألأسطوري فى وجه أَلعدو ألصهيوني ألعدو ألأول للامة العربية المدعوم مِنْ قبل ألإمبريالية ألعالمية .

وخوفاً مِنْ إلتفاف ألجماهير ألعربية فى كل أقطارِهِمْ حول ألموقف القومي الحكيم والعربي فى الوطن العربي ، ولِأنَّ مصلحة ألصهيونية والمصالح ألإقتصادية والسياسية والامنية لِأعداء الامة العربية فى منطقتنا باتت مهددة ، لِهذهِ أَلأسباب مجتمعة ، كانت المؤامرة الكبرى والتي تستهدف تلك المزدوجة الايدولوجية القومية إِنَّ الوطن العربي كيانها وجيشه وشعبه وحزبه العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأخيراً هذه الازمة التي تتعرض لها اليوم ترجمة للمؤامرة التي تهدف الى تفتيت الوطن العربي وإَضعاف الدول العربية .

إَنَّ الامة العربية وهي ينبوع الشعوب السامية كافة ، تعيش بذاتها ، لَمْ تَأفل منذ ظهور الانسان على مسرح التاريخ ، إِنها مشرقة بنورها على الانسانية ، وقد تبدو أحياناً مفككة متناثرة ، أبناؤها منزوون فى قوقعة ، إلا انها لا تلبث حتى يظهر منها نبي أَو زعيم ، فيبعث فيها من جديد ويلقي النور الحاصل مِنْ تأَججها شفقاً على العالم أجمع فيهدي الامم بمنارته على تحقيق رسالته ، عند ذلك تتحدى هذه الامة تقديرات ألآخرين ، ولِأَنَّ حزب ألبعث العربي الاشتراكي رائد الفكر القومي العربي إِستطاع أن يكشف لِأول مرة بِأنَّ ما تحتاجه الامة العربية ليس إِصلاحات إِقتصادية أو حركة سياسية فحسب ، وَإِنَما كانت بحاجة إِلى روح جديدة ونفسية تعيد إلى ألأُمة ثقتها بنفسها وبِأمانتها الذاتية ، ولقد سبر الحزب أغوار ألمرحلة وإكتشف مواطن ألضعف وتعرف على الدواء الحقيقي لِأمْراضِها ، لِذلك لم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي حركة سياسية فحسب وإنما حركة حضارية شاملة بعثت الحياة الجديدة فى الامة العربية وفجرت إمكانياتها ، لقد كانت نضالاً على كل المستويات ، فخاطبت الجيل الجديد وحركت أعماقه ، فأندفع يمزق ألبالي والزائف ، وتميز نهجه العلمي فى تحليل الواقع عن المنهج الاستسلامية العلمية للشيوعية ، ومن تجارب وخبرات الماضي والحاضر كان حزب البعث يستشرف المستقبل ويضع الحلول المناسبة لكل الاحتمالات التي يمكن أن تواجه مشروعه القومي الوحدوي ، وبذلك كان حريصاً على وضع الخطط المستقبلية وفق المتوفر من الادوات وباتباع آليات خاصة لتنفيذها . لقد كان المتآمرون على البعث مِنْ ألأغيار هم مِنْ أكثر الناس فهماً لِأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وحقيقة ألمِألات ألتي يصبو إليها ، لِأجل هذا يكنون ألحقد عليه ، ويخططون بألتآمر عليه ، ويخضعون كل الافكار السياسية التي يعملون على نشرها وتوزيعها إلى عملية مراقبة وإعادة صياغة لتتوافق مع فكرهم ألتآمري ثم يتم توزيعها مِن جديد . فالمؤامرة هي نفسها التي تصرخ بأعلى صوتها إنها تقول : لابد مِنْ تطويعكم وترويضكم أيها العرب ، لَنْ نسمح لكم بتحقيق أي هدف مِنْ أهدافكم ، بِأقامة أي شكل مِنْ أشكال الوحدة أو حتى ألتضامن معاً فى صف واحد ، بل سنسمح لكم بالاقتتال فيما بينكم بغية انهاك جيوشكم ومِنْ ثم وبكل بساطة يمكننا السيطرة على دفَّة سفينتكم وتوجيهها كما نرغب . لذلك إِنَّ ما يسمى بثورات ألربيع العربي فى الحقيقة ما هو سوى مؤامرة على الامة العربية , والمؤامرة التي أتت بها هذه الفوضى الخلاقة ، وأدت تلك التشتت الى اضعاف الوحدة العربية برمتها .

بالطبع كل ذلك عبر عن فحوى المؤامرة ، وكان علينا أن نتوقع أخطر أشكال ألمؤامرة ، لقد جاء في بعض المنطلقات ألنظرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( إِنَّ إنعدام الثقافة السياسية والمقاييس العلمية فى التحليل والتفكير لابد أن يؤدي إلى خلق التكتلات العشائرية والنفسية الاقطاعية داخل الحزب ، ففي إفتقاد ألتربية ألديمقراطية وفي حال غموض عقائدي أيدولوجي تفسد العلاقات المبدئية الموضوعية بين المناضلين وتؤدي بالبعض إلى التفتيش عن روابط أخرى ، وهكذا تنزلق قواعد الحزب إلى مجموعات فوضوية متخلفة تتمركز حول مفاهيم وصداقات وإستزلام متخلف ) .

وهنا لابد من العودة إلى نظرية ألمؤامرة لِأَقول : إذا كان أعداء ألأُمة ألعربية لَمْ وَ لَنْ يتآمروا على حزب البعث العربي الاشتراكي ، الحزب الذي يشكل راس الحربة فى الصراع الايديولوجي مع الامبريالية العالمية ، الحزب الذي يدعو لقيام الدولة العربية القادرة على نقل العرب من وضع الاستقبال إلى وضع ألإرسال ، الحزب الذي يعمل على تحرير إرادة الشعب العربي ، الحزب الذي أَطر ألجماهير بمنظمات شعبية كان له دور الريادي فى تحفيز الوعي الوطني والقومي عندها ، والذي جاء بموقفه ضد الرجعية العربية جهاراً ونهارا ، ويقف فى وجه المشروع الامريكي الصهيوني ، فإِذا لم يتآمر أعداء الامة العربية على حزب البعث العربي الاشتراكي ، فضد مَنّْ تكون ألمؤامرة فى الوطن العربي وخاصةً وإِنَّ ألعداء معلن .

لذلك لابد من العودة إلى القومية العربية ، وزج كل الطاقات العربية للدفاع عنه ، وأعتقد أليوم وبسبب ما يدور من أحداث تهدد ألشعور ألقومي أَن هناك صحوة عربية على الساحة الوطن العربي على أثر شعورهم بالمؤامرة التي أعلنتها ما سمي بثورات الربيع العربي ، هذه الصحوة من الواجب دفعها بكل الامكانيات المتاحة وزجها فى الصالح القومي ، ومن الواضح أن كل توجه قومي يهدف الى تحقيق اي شكل مِن أشكال الوحدة أو على ألأقل ألتضامن العربي يجد مَنْ يعمل على تخريبه بدفع مِنْ أعداء العروبة ، وتدمير فكرته مِنْ ألأصلْ .

ولكن لحزب البعث العربي الاشتراكي تأريخ طويل فى مواجهة المؤامرات ، والرفاق متمرسون بالصراع ضدها وإِفشالها ، ومؤامرة أَليوم لها اكثر مِنْ وجهة ، والكل يعرف ألمؤامرات التي تعرض لها الحزب ، لكنها فشلت فى حرفه عن مساره وفق بوصلته القومية ، والتي استهدفته من داخل الوطن العربي خاصة ماجاء منها بلباس ديني إِلا اَنَه إِستطاع أَن يستأصلها هي الاخرى بأصالة حقيقته التاريخية وقيمه النضالية .

ولكن لا ننسى بأن حزب البعث العربي الاشتراكي سيبقى هدفاً للمؤامرة لِأنه حزب الامة العربية بأمتياز ، وهو بفكره وقيمه مستعد دائماً للتصدي لكل أشكال ألمؤامرات التي تستهدف الفكر والفعل القومي المتميز لِإِفشاله وإِسقاطه ، وتتجلى عظمته فى أنه وعي منذ اللحظة الاولى لتاسيسه أن المستقبل مرهون بألْأَجيال ألقادمة بعد إِعدادهم فكرياً وسلوكياً وتقنياً ، فلابد من ألتواصل الدائم مع جماهيره من كل ألْأَجيال ، وإِعادة تأهيلهم بعيداً عن ألجهلة ألمهملين مِنْ ألكبار ، أخيراً لابد مِنْ ألتاكيد على أنَّ حزب البعث العربي الاشتراكي برفاقه العقائديين هو مَنْ يتصدى لهذه المؤامرة التي تستهدف الوطن العربي والامة العربية بجيشه ورفاقه المنظمين فى حزب البعث هؤلاء بالاضافة إلى الشرفاء مِنْ أبناء ألوطن الاحرار هم مَنْ يقف كالطود الشامخ فى وجه المؤامرة التي تبرز براسها الاسود النتن الممثل بأعداء الامة العربية . سينتصر الوطن برجاله مِنْ الشرفاء البعثيين وغيرهم مِنْ المخلصين لِأَنَهُ ملاذ العرب والعروبة ، ولِأَنَهُ يقاتل أعداء العروبة بجيش يحمل عقيدة قومية هي عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي .

أَلرحمة لشهداء حزب البعث العربي الاشتراكي الذين أكدوا أن حزب البعث كان وسيبقى الطليعة الثورية الواعية للحالة الوطنية والقومية والمضحية فى سبيل وطنها وأُمتها المجيدة .

عاشت الامة العربية ... عاش العراق حر أبي .
 





الاثنين ١٦ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ . د . أبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة