شبكة ذي قار
عـاجـل











القيادة القومية : أحداث جنوب اليمن خطيرة جداً.. إضعاف الدور العربي يخدم إيران والقوى التقسيمية

تعليقاً على التطورات السياسية والأمنية في عدن ومحافظات جنوب اليمن أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي البيان الآتي :

تشهد اليمن منذ أسابيع تطورات سياسية وأمنية على جانب كبير من الخطورة وخاصة تلك التي تجري في عدن والمحافظات الجنوبية. وتكمن خطورة هذه الأحداث أنها تحصل في المناطق التي سبق للشرعية الوطنية أن استعادتها من جماعة الحوثيين وأصبحت المركز التي تدير الحكومة من خلاله شؤون البلاد على الصعد السياسية والخدمية كما تأمين الاتصال مع الخارج العربي والدولي في سياق المواجهة القائمة مع الذين انقضوا على الشرعية لخمس سنوات خلت.

إن ما يدعو للقلق من جراء هذه الأحداث هو إجهاض ما تحقق من إنجازات ميدانية وسياسية لجهة تضييق مساحة التواجد الحوثي على أرض اليمن وخاصة شماله وبعد نيف وأربع سنوات على انطلاقة عاصفة الحزم، بعدما خرجت التشكيلات الأمنية والعسكرية لما يسمى بالمجلس الانتقالي من إطار القوات الشرعي إلى التخندق في الموقع النقيض للشرعية الوطنية والدخول في معارك مع وحدات الجيش الوطني والسيطرة على بعض مقراته فضلاً عن الأضرار والخسائر التي ألحقتها بالمرافق الحيوية والحياتية والذي زاد عبء الضغوط على الواقع المعيشي بعد خمس سنوات من الصراع الدامي الذي دمر الحجر وقتل وهجر البشر وجعل كل معالم اليمن الحضارية وأعيانه التراثية والثقافية عرضة للتدمير والاندثار.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إذ تدين الأحداث الأمنية التي شهدتها عدن ومحافظات الجنوب اليمني فإنها تحمل مسؤولية ما يجري للقوى التي ماتزال تحركها نوازع الانفصال والتي تدعمها وللأسف أطراف منخرطة في التحالف العربي الذي أطلق عليه اسم عاصفة الحزم.

إن ما شهده جنوب اليمن مؤخراً وما زال يتواصل فصولاً، هو عملية ا رتداد موصوفة على الإنجازات الإيجابية التي تحققت وهي في ما ترمي إليه إنما تخدم أهداف النظام الإيراني الذي يمعن تخريباً في الواقع القومي العربي واليمن منها والذي يستمر في ضرب المشروع الحل السياسي الانتقالي بمرجعياته الثلاث عبر ذراعه اليمني المتمثل بجماعة الحوثيين.

إن القيادة القومية للحزب وهي تدعو إلى إعادة الأمور في عدن وجنوب اليمن إلى مرحلة ما قبل الأحداث الأخيرة، فلأنها ترى أن المصلحة الوطنية لليمن تفرض على كافة القوى التي شكلت الإطار الشرعي الداخلي وتلك التي دعمت من خلال التحالف العربي أن تتجاوز خلافاتها وأن تبقى على وحدة موقفها السياسي حيال رؤيتها للحل الذي جرى الانقضاض عليه بتحريض ودعم إيرانيين واضحين. وإذا كانت قد ارتكبت أخطاء وحصلت تجاوزت في سياق العمليات العسكرية من قوى التحالف والحكومة الشرعية فإن كل ذلك لا يبرر ما أقدمت عليه الإمارات العربية سواء خروجها من التحالف أو دعمها المالي والمادي والعسكري للمجلس الانتقالي الذي طغت عليه الأهداف الفئوية على حساب قضية اليمن الوطنية بما هي قضية استعادة للوحدة الوطنية وإنهاء كل أشكال الصراع الجهوي والقبلي وإعادة هيكلة الحياة السياسية على قواعد التعددية والديموقراطية وتمكين كل أطراف الطيف السياسي اليمني من المساهمة في إعادة البناء الوطني بناء لا مكان فيه للمحاصصة الطائفية والقبلية والمناطقية والتي شكل النظام الايراني وما زال رافعة إقليمية لها.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي تؤكد بأن لا سبيل لإخراج اليمن من أزمته البنيوية إلا بالحل السياسي الذي يستند إلى مرجعيات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار السياسي التي تم الاتفاق عليها قبل الانقضاض عليها والقرار الأممي ٢٢١٦، تدعو قوى التحالف العربي إلى إعادة تقييم الموقف تقييماً موضوعياً ومسؤولاً وانطلاق من إدراك من أن خلخلة عرى هذا التحالف لن يستفيد منه إلا النظام الإيراني والذي جاهراً مبكراً بأن صنعاء باتت تحت سيطرته. وعلى هذا الأساس على الجميع أن يعي بأن الحل في اليمن لا يستقيم مع إيجاد أرضية وتوفير مناخات لضرب الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً ومؤسسات، ومن يظن أن تقسيم اليمن والعودة به إلى مرحلة ما قبل الوحدة سيحقق له مكاسب إقليمية ومغانم اقتصادية ويعزز نفوذه فإنما هو واهم لأن المستفيدين هم الذين يعملون لتقسيم المقسم في الكيانات الوطنية العربية وعلى رأسهم العدو الصهيوني والنظام الإيراني.

عليه فإن المطلوب عربياً حيال اليمن هو ارتقاء في توحيد الموقف والرؤية السياسية لإدارة الصراع بكل أشكاله وتوفير الإمكانات المادية والمالية والعسكرية في سياق المشروع الهادف لتضييق الخناق على القوى التي انقضت على الشرعية بدعم إيراني وميوعة دولية ومن ثم إطلاق المبادرة إلى إنشاء صندوق قومي لإعادة إعمار ما هدمته الحرب وإعادة تأهيل اليمن تأهيلاً اقتصادياً وإنمائياً شاملين والتعويض على المتضررين مادياً ومعنوياً، وليكن في علم كل من يحاول نسج علاقات سياسية أو اقتصادية مع النظام الإيراني تحت عنوان الواقعية السياسية، فعليه أن يعلم أن هذا النظام الذي أدى تغوله في الواقع إلى تحقيق مالم يستطع العدو الصهيوني تحقيقه، سينقض على فريسة عربية جديدة بعد أن يكون قد افترس من يغرز مخالبه فيها ويقبض على خناقها اليوم ومنها اليمن، ولذلك على العرب المنخرطين في الصراع في اليمن أن لا يغرقوا رؤوسهم في الرمال وأن لا ينحرفوا في موقفهم عن بوصلة الموقف القومي الأصيل الذي يحمي وحدة اليمن وعروبته وحتى لا يصلوا لمرحلة يندمون على فعلهم وعندها لا يعود ينفع استحضار قول ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض).

تحية إلى شعب اليمن، وليعد كل من يريد أن يرى اليمن السعيد، يمناً حراً عربياً موحداً إلى رحاب الموقف الوطني الذي يصون وحدة اليمن وعروبته.

تحية إلى كافة القوى الوطنية التي شكلت تحالفاً عريضاً لدعم الشرعية وإلى الرفاق الذي كانوا وسيبقون صمام أمان للوحدة الوطنية والمجد والخلود لكل الشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن عروبة اليمن وحريته وتقدمه.

القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
في  ٤ / أيلول / ٢٠١٩
 





الجمعة ٦ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة