شبكة ذي قار
عـاجـل










اتهام الدكتور مظفر العراق بشن حرب على إيران هل كان ينطلق من الحياد الذي تعلمه من خلال تحصيله الدراسي او الموضوعية التي تفرضها شهادته العلمية ام كان مدفوعا بهواجس النفس او أشياء أخرى تسيل لعابه عليها!

لقد ترك الدكتور مظفر كل المواضيع الساخنة وفي المقدمة منها انتفاضة تشرين وما يواجهه المنتفضون من قمع وقتل واختطاف واحالات الى القضاء ( بجرم ) نقل أغذية ومياه الى المتظاهرين، وما تطرحه من مطالب مشروعة هي حصيلة ١٧ سنة من الاحتلال الأميركي والتبعية المطلقة لإيران، ليشن هجوما ظالما على أصحاب الزمن الجميل، مستغلا ظهوره الإعلامي والنا فذة التي يتحدث من خلالها.

لا اظن ان الدكتور مظفر كان عفويا في اختيار مادة لطلته على الجمهور .. ففي كل مفاصل حديثه لم يتجرأ على تسمية الأشياء بأسمائها .. هاجم الفساد لكنه تغافل عن قصد في تسمية الفاسدين أي الأحزاب الاسلاموية التي تتحكم بالنيابة عن ايران التوسعية بالعراق وتنهب خيراته وتزجه في حروب عبثية او تجعل من أراضيه وسمائه ميدانا رحبا لحروب الاخرين .. وكذلك فعل عندما لم يتطرق الى ايران التوسعية الا في تلك الإشارة اليتيمة .. وايران وجلاوزتها لا تحتاج اليوم الى أقلام او السن اكاديمية او إعلامية لنفي الاتهامات الدامغة على انتهاكها لسيادة البلدان المجاورة او حتى البعيدة بل على العكس فجلاوزتها يتبجحون بسيطرتهم على عواصم عربية , مما يدفعنا الى الرد على الدكتور مظفر الذي فقد ميزة الحياد العلمي وتنكر لكل ما تعلمه في السياسة الدولية من بديهيات تتعلق بالعدوان وتعريفه والحرب ومسمياتها وان الدفاع عن النفس مشروع إزاء هذه التدخلات الفجة والتحريضات وتسخير عملاء لتنفيذ جرائم إرهابية وبالنسبة لإيران قصف المدن العراقية بالمدفعية الثقيلة وبالطائرات المقاتلة مثلما فقد الموضوعية عندما زعم ان العراق شن الحرب على ايران !

اليست الموضوعية والحيدة الاكاديمية تفرض على الدكتور مظفر ان يتمعن بوثائق ومبرزات ما حدث وما يحدث اليوم مصداقا لما نقول! فهذا الدكتور إبراهيم يزدى اول وزير خارجية لإيران بعد سقوط الشاه يعترف ان الخميني اصر على افتعال المشاكل مع العراق واختار الحرب عليه وصعد من عمليات الدعم للأحزاب الطائفية من اجل القيام بعمليات تخريبية داخل العراق واختار الحرب عليه رغم ترحيب قيادة العراق بالتغيير الذي حصل في ايران واعترافه بجمهورية خميني واستعداده لإقامة اوثق العلاقات القائمة على احترام سيادة كل بلد وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتنميتها من اجل مصلحة شعب العراق والشعوب الإيرانية .. الم يطلع الدكتور مظفر او يتذكر لان الأضواء والشهرة ربما انسته جرائم عملاء ايران وانشطتهم الإرهابية في داخل العراق .. هل نسي جريمة الاعتداء الإرهابي في الجامعة المستنصرية في نيسان ١٩٨٠ وما تلاها من التعرض لمسيرة تشييع ضحايا الجريمة الإرهابية في الجامعة المستنصرية .. ربما كان الدكتور مظفر غافيا آنذاك ينعم بالأمن والرفاه الذي توفره السلطة الوطنية ولذا لم يتذكر تلك الحوادث وغيرها من الجرائم الإرهابية التي كانت أجهزة اعلام خميني تتبجح بها حتى وصل الامر بصادق قطب زادة وزير خارجية ايران بعد اقالة يزدى ان يتبجح في مؤتمر صحافي بدمشق نيسان ١٩٨٠ ويعلن ما اسماه بشرى اغتيال ( القائد الشهيد صدام حسين ) خلال زيارته صباح ذاك اليوم لقاعدة الامام علي في محافظة ذي قار !

نعود الى إبراهيم يزدى وماذا قال في مقابلة تلفازية لقناة إيرانية , تجدها في اليوتيوب , في رده على سؤال الصحافي الإيراني ( هل هناك امثلة على استمرار التحريض ) يحيب .. نعم كثيرا , وبالفعل كنا نستفزهم , جميع برامج التلفزيون الإيراني كانت استفزازية وتحريضية ضد العراق .. الى درجة ان السفير الإيراني في العراق السيد دعائي لما رجع من العراق ذهب الى مجلس شورى الثورة وقال لهم اذا كنتم تريدون حربا مع العراق فانا سوف استقيل واخرج من العراق واذا كنتم تريدون تهدئة فهذا ليس هو الطريق ).

سؤال ( إدارة التلفاز الإيراني كانت بأشراف صادق قطب زادة.هل كانت هذه نظرته؟

إبراهيم يزدى : كلا لم تكن نظرة صادق قطب زادة فقط انما الخميني ايضا كان يعتقد ذلك .. الخميني كان يعتقد ضرورة استفزازهم وان نفعل هذه الأمور الى درجة ان سفيرنا في العراق السيد دعائي قال للخميني في تلك الجلسة ان الأفعال التي تقومون بها تعني المواجهة والدعوة للحرب .. إذا كنتم تريدون حربا مع العراق فلن اذهب الى العراق بعد الان.

قال له الخميني : لا بل عليك ان تعود الى العراق .. وأرغمه على العودة الى العراق.

الخميني كان يقول ان صدام حسين لن يتجرأ على الرد علينا ولكن نحن لم نكن نعتقد ذلك.

وانا قلت للخميني ان صدام حسين سوف يرد علينا .. إذا كنت تريد الحرب استمر بما تفعله فلا توجد دولة تتحمل مثل هذه الأفعال .. والاستفزاز والتحريض ولكن للأسف استمرينا في ذلك )

ويضيف يزدى ( نحن كأشخاص مؤثرين في تلك الفترة كنا نعارض كل هذه الأفعال .. وانا شخصيا قلت للخميني اذا كنت تريد الحرب استمر في هذه الأفعال ولكن اذا خضنا الحرب مع العراق فسوف تكون هناك عواقب وخيمة وتكلفة كبيرة ).

في الختام ارجو لك ان توفق في احترام حيدة الباحث وعدم الوقوع في هوى النفس وعروض الطامعين فالوطن هو الابقى وكل العروض والامتيازات والتلويح بالمناصب لن ترقى الى جرح متظاهر يطالب بالوطن يا دكتور.





الثلاثاء ٢٥ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عز الدين مازن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة