شبكة ذي قار
عـاجـل











يقول احدهم ( ابقوا للنظام الايراني قليلاً من ماء الوجه لكي يستعيد توازنه من أجل تغيير سلوكه ).!!

هذا القول ليس صحيحاً، لأنه ينطوي على مغالطة فاضحة لها معنيين، الأول : إن الذي يرتكب جرائم بحق الأنسانية ضد شعبه وشعوب العالم، لا يملك ماء الوجه الإنساني.وماء الوجه الذي يعرفه الجميع هو الحياء والخجل والامتناع عن الكبائر والموبقات والتقيد بالروادع الاجتماعية والاخلاقية والمبدئية والقانونية والدينية.فالنظام الايراني لم يتقيد بتلك الروادع، فهو بذلك لا يملك ماء الوجه، او بالاحرى فقد ماء وجهه منذ اللحظة التي قتل فيها شعبه وتوسع على حساب جيرانه وخرق كل الاعراف والنواميس الأرضية والسماوية.

كما أن النظام الايراني قد فقد توازنه المادي والمعنوي حين قمع شعبه وقمع شعب العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتعرض لمصالح دول العالم دون سبب او تبرير.ولم يعد متماسكاً حتى في قياداته المهووسة بالغطرسة والعجرفة، وهي قيادات دمى ومن ضمنها رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، يحركها المرشد الاعلى ( علي خامنئي ) ، الذي حول الدولة الايرانية الى مؤسسة مليشيات تسمى الحرس وإطلاعات وفيلق القدس، إلخ.

والمعنى الثاني : إن طلب إستعادة جزء من ماء الوجه، لكي يستعيد النظام تماسكه حتى يستجيب ويغير سلوكه، هو في حقيقته طلب فسحة من الوقت لكي يسترد النظام جزءًا من انفاسه حتى يكون قادراً على إستئناف المراوغة والمخادعة، يتشبث بها لإكتساب الوقت ويعيد ترتيب اوضاعه المتهتكة بفعل سلوكه المنحرف.والمحصلة إن فقدان ماء الوجه كيف يمكن ان يستعيده حتى ولو جزء منه ؟ ( ماء الوجه قطره وليس جره ) كما يقول المثل العراقي.

النظام الايراني قد اقفل منهجه التوسعي وانهى موضوعة ( الصراع ) المزعوم بين متشددين ومعتدلين، وأسس للحرس والاستخبارات وفيلق القدس دولة الارهاب في الواجهة وليست دولة موازية أو دولة عميقة.والدليل على تكريس نهج عسكرة الدولة كلياً هو إلغاء الميزانية السنوية التي أقرها ( المجلس الاسلامي ) ، وتم استبدالها بميزانية مفتوحة الإنفاقات على المؤسسات العسكرية والأمنية الايرانية، فضلاً عن تمويل كل من نظام دمشق وحزب الله اللبناني والحوثيين وحماس ومنظمة الجهاد الاسلامي في غزة والمليشيات العراقية والخلايا النائمة في اماكن متعددة في الخارج وخاصة الخليج العربي، الأمر الذي يوضح أن النظام الايراني هو مؤسسة عسكرية امنية خالصة.

سقطت، في نهاية الانتخابات الايرانية المزيفة، لعبة ( الصقور والحمائم ) أو ( المتشددين والإصلاحيين ).وقضت فتوى تحويل الميزانية السنوية الايرانية من طبيعة الحاجة الواقعية الى مرمى ( تجييش ) الدولة ودعم عسكرة المليشيات والاحزاب التابعة للمرشد الاعلى علي خامنئي، قد وضعت الدولة الايرانية امام مأزق آخر توجهاته كانت تغطيها او تجملها بمساحيق فاقعة امام العالم على انها تريد التعايش السلمي مع الجميع، ولكن ظهورها الآن على خشبة المسرح الاقليمي والدولي باتت دولة بوليسية لا تعرف غير لغة الموت والنار والصواريخ، لغة التهديد والوعيد الفارغ.

فاللعبة انتهت، والوجه القبيح للمرشد ارغمه على الظهور بأبشع صورة مقززة في تاريخ النظم السياسية.فثنائية ( الصقور والحمائم ) و ( المتشددين والاصلاحيين ) قد تهاوت وبات خامنئي وحرسه ومليشياته يقودون الدولة الايرانية ولا مجال للحديث عن تغيير السلوك السياسي الايراني اطلاقاً طالما ان النظام الايراني قد اختار بعد الانتخابات ( عسكرة ) الدولة سلوكاً عدوانياً فارغاً لا ينصاع إلا للقوة الجدية التي تحاصره صاغراً في زاوية الإدانة لإحتساء كأس السم للمرة الثانية، رغم ان طهران قد تخلت عن مظهرياتها ونداءاتها ومؤتمراتها ( المحرضة ) بالضد من الشيطان الأكبر والموت لـ ( إسرائيل ) .. اللعبة قد انتهت تماماً.!!





الثلاثاء ١٥ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة