شبكة ذي قار
عـاجـل










أثارَ القراران الأخيريّن لوزارة التربية يوم أمس الأول ٣٠ آذار المنصرم ، غضب واستنكار الطلبة وأولياء أمورهم ، يُشاركهم فيه اعدادٌ كثيرة من المدرسين المخلصين ممن لا حول لهم ولا قوة امام المتحكمين في تسيير اعمال الوزارة ، ذوي الخبرات الإدارية المحدودة والمنتمين الى الأحزاب الإسلامية المتنفذة.

إذ تضمن القرار الأول ذي العدد ٤٥١٢ ، السماح لطلبة الصفوف المنتهية الثالث المتوسط والسادس الإعدادي بفرعيه " بالدخول الشامل " ، بمعنى السماح لهم بالإشتراك في الإمتحانات الوزارية للعام الدراسي الحالي والمزمع إجرائها في ١ حزيران ٢٠٢٠ ، بغض النظرعن مستواهم التدريسي للفصليّن الأول والثاني وامتحان نصف السنة وعدم الإلتفات الى الفصلين الأخيريّن الثالث والرابع.

بالتالي سيتساوى الكسالى والتنابل مع المجتهدين والمثابرين منهم ، مما يوّلدُ شعوراً بالظلمِ والغبن ِلدى الشريحة الأخيرة.الأمر الذي سيُرحّل اعداد ليست قليلة من غير المؤهلين للعبور الى المراحل التي تلي المتوسطة والإعدادية دون إستحقاقٍ جدير ( علمياً وتربويا ً ) ، ستترتب عليه مشكلات وسلبيات مستقبلية أهمها ضعف فرص التواصل وفهم وهضم المواد التدريسية اللاحقة التي تتطلب فهم واستيعاب الدروس للأشهر والسنوات السابقة لمرحلة العبور.

اما القرار الثاني المرقم ٤٥١٤ والصادر في نفس الجلسة من التأريخ المذكور ، فهو لا يقل سوءاً عن سابقهِ إن لم يكُ أخطر منه ، حيث يقضي بتقليص وتعليق المناهج الدراسية ويُخوّلُ في الفقرة ( ٤ ) منه عددٌ من المديريات المرتبطة بوزارة التربية صلاحيه ( إنتقائيه ) بتحديد الفصول والموضوعات من المناهج الدراسية وتبليغ الطالب بأداء الإمتحان فيها حصراً ، فضلاً عن الإشارة الصريحة في الفقرات ( ١ ، ٢ ، ٣ ) الى اختصار ودمج عدد من المواد كما ورد في مفردات ( التقليص والتعليق والدمج ) كالفيزياء مع الكيمياء ، والعربية مع التربية الإسلامية وحذفِ فصولٍ كثيرة من المواد على ذات السياق المتبع منذ ٢٠٠٣ ، والمراد منه تجهيل الطلاب والتلاميذ وحشوِ عقولهم بأفكارٍ شعوبية ضيقة ، يُراد منها تغييب الوعي الشبابي المتطلع الى معرفة الماضي والإفادة من تراث الأمة وقيمها ومآثرها.

علماً ان مديرية إعداد المناهج التعليمية والتربوية قامت وعلى مدى السنوات الماضية بحذف موضوعات اخرى من كتب التأريخ والمطالعة والنصوص على خلفيّة طائفية ، مثال على ذلك : ـــ

١. حذف فصول الفتوحات الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي.
٢. حذف أدب المقاومة الفلسطينية بكافة فصولها.
٣. حذف أدب القادسية الثانية بالكامل.
٤. حذف تأريخ عدد من الشعراء في مختلف الحُقب منها الأموية والعباسية وصولاً إلى شعراء العصر الحديث كالرصافي والزهاوي .. إنتهاءً بــ عبدالرزاق عبدالواحد ورعد البندر .. وآخرين.

خلاصة القول ان حكومات الإحتلال الفاسدة ومؤسساتها التربوية الطائفية ، ستُخَرِّج جيلاً لايفقه شيئاً عن تأريخ العراق وحضارته وتراثه .. تنفيذاً للأجندات الفارسية الشعوبية وبمباركة عدد من المراجع الدينية على رأسها آية ﷲ محمد اليعقوبي الذي دسَ أنفه في وزارتي التربية والتعليم العالي منذ سنوات الإحتلال الأولى ، إذ وصل الحال به وبأتباعهِ الإشتراط على اللجان التدريسية لعرض المناهج التعليمية والتربوية عليه واستحصال موافقته قبل إقرارها " كالعربية وتفرعاتها والدينية والتاريخية" وغيرها .. ولاشك ان المسؤولين في الوزارتيّن بسكوتهم عن تلك الإملاءات ورضوخهم دون إعتراض او إحتجاج ، يُعدون مشاركين ومساهمين في تلك الجرائم وبذلك النهج الشعوبي المُدمر لعقول الأجيال الصاعدة.
ادناه صورة من القراريّن ، موضوعيّ الذكر :


 


 






الاربعاء ٨ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة