شبكة ذي قار
عـاجـل










تَمُرْ١ / مايس فى كل عام ذكرى عزيزة فى جميع انحاء العالم ، ألا وهي ذكرى ثورة المظلومين والمحرومين والكادحين فى المجتمع ، وهي ثورة العمال والفلاحين والمهنيين الصغار ، الذين كانوا يتأنون تحت ضغط العيش ، وكانوا مستغلين مِنْ قِبَلْ الطغاة ورؤساء الاموال والاقطاعيين ، بعيداً عن الانسانية ، لذلك لكل شيئ فى الحياة حدود معينة اذا تجاوز حده تنفجر وتكسح كل شيئ أمامه ، على هذا الاساس إِنفجرت ثورة العمال والفلاحين على رؤوس الاقطاعين ورؤساء الاموال ، وكانت أداة الثورة فى حينها مِنْ الشباب ، لان الشباب هم عماد لكل ثورة ، ونحن نستغل هذه اليوم المبارك ونربطه بثورة شباب التحرير في العراق لان الظروف التي ادت الى حدوثها متقاربة عن بعضهما ، كلاهما اثارت ضغط الطغيان.

لذلك نقول بِأنَّ عماد الموجة الثورية الحالية مِنْ الاحتجاجات هم الشباب الوطني النقي القادم مِنْ أَحزمة الفقر العدمية السياسية الشعبوية الرافضة لكل حزبوية أو أيديولوجيا ممنهجة ولولا هؤلاء لَمَا إِستمر الزخم الاحتجاج حتى اليوم.

ثم التحق بهم فيما بعد أطياف وطنية أخرى وهم مدنيون وناشطون ونقابات العمال وجمعيات الفلاحية ومنظمات مدنية ، إلى جانب مِنْ طبقة الموظفين الصغار واعداد كبيرة مِنْ طلبة المدارس والجامعات ، وحرفيين ورجال دين وقسم مِنْ الشيوخ العشائر.بحيث أصبح هؤلاء جميعاً إِطاراً واسعاً متعدد الثقافات والايديولوجيات للثورة.

ومُنْذُ البداية لثورة التحرير حاول أعداء الثورة وذيول المحتلين والميليشيات المتنفذة أَنْ يخمدوا نار الثورة ولكن عبثاً لَمْ يستطيوا على ذلك ، بل بعكس ما ارادوا اشتعل نار الثورة أكثر واقوى يوم بعد يوم رغم استشهاد كثير منهم واعتقال عدد كبير جدا ، واختطاف قادتهم ولكن كل ذلك لم يؤثر على الثورة نهائياً ، وبقت مستمرة إِلى أَنْ جاء بلاء وباء كورونا ، اثر قليلاً على همم الابطال وكانت شعلة الثورة اصبحت جمرة ولكن لم تنطفئ ، اعتقد المحتلين واذنابهم أن الفرصة مواتية لضرب الثورة فى عقر دارها وبذلك قامت مجموعة مِنْ المؤجرين مِمَنْ باع ضمائرهم وشرفهم وكرامتهم للاجنبي بالهجوم على مناطق تواجد الثوار وقاموا بحرق خيامهم واستشهاد بعض الشباب واصابة عدد كبير منهم ولكن استطاع الشباب بايمانهم ان يطردوا المهاجمين وان يهزموهم رغم انهم عزل من السلام ولايحملون سوى راية الله اكبر، ولكن قوة ايمانهم اقوى مِنْ اسلحة الاعداء وليوم الثاني حدث شيئ غير منتظر وهو التحاق وجبات كبيرة مِنْ الشباب بالثوار مع حضور تكتكات ومجاميع الاسعافات الاولية بالكامل هذا الحدث كان غير متوقع مِنْ قِبَلْ الاعداء واشتعل نار الثورة مِنْ جديد وأضيئت شعلتها في جميع انحاء العراق واصبحت مناراً للحرية ومحرقة للاعداء ، وبهذا دخلت الثورة المباركة مرحلة جديدة فى تاريخ العراق العظيم ، وهكذا تبدوا الثورة التي انطلقت عمرها المستقبلي للتو تجسيداً لكتلة تاريخية وطنية عابرة للطبقية والعقائدية والهويات الفرعية ، شديدة العنفوان فى دمائها وخطابها وغضبها واهدافها الجذرية وسعة التمثيل التي تمتلكها ، كما تتميز بقدرتها على التحشيد العددي الواسع عبر تنسيقات متفرقة فى ارجاء العراق تعمل على تحديد احداثيات التظاهر والاعتصام مكانياً وزمانياً ، والترويج الاعلامي فى مواقع التواصل الاجتماعي وتوفير الامدادات الغذائية وتامين الخدمات الطبية واللوجستية للمحتجين ، لكن فى الوقت نفسه تبدوا الثورة غير قادرة بعد على إِطلاق هيكليتها التنظيمية للتمهيد لِإِعلان عصرٍ سياسي جديد.

وليس المقصود بالهيكلية التنظيمية ظهور استقطاب حزبوي أو عقائدي تقليدي إِذْ يبدو هذا أمراً لا يتفق مع التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي والنفسي للحراك ، فضلاً عَنْ انه قد يغدوا سبباً للانشقاق والتفتت ، بل يقصد به بروز أُطر تنسيقية قيادية بين بؤر الحراك المتنوعة بصيغ إئتلافية أو جبهوية تسمح بتلاقح الرؤى وتوحيد الخطاب بما يبلور قطبية سياسية مرنة للحراك ذات مشروع محدد المعالم بِمَطالبه وخياراته وقراراته ، بِمواجهة القطبية القابِضة على السلطة.

ولكي تجد نوايا المحتجين طريقها إِلى الواقع ، وينتقل فعلهم الاحتجاجي إِلى فرض الخيارات فلابد أن يجري التوافق العام بين فئاتهم الميدانية ذات الرؤى المتباينة لِإنضاج ستراتيجية إبتدائية موحدة تتحدد فيها الخطوات الاجرائية الواقعية لانجاز التغير السياسي ، بما يشكل خياراً شعبياً ملموساً ومجسداً يمكن الدفاع عنه سيكولوجياً ضد مشروع السلطة الذاهب إِلى التسويف والتدليس ، ودون هذه الخطوة وفي ضوء إستمرار منهج السلطة فى القمع والانتهاكات ومحاولاتها لِإحتواء الحراك الاحتجاجي عبر سياسة شراء الوقت ، وعدم وجود إطار تنظيمي قيادي للاحتجاجات ، مع التاثير النفسي السلبي الذي قد يتركه عامل الانتظار والملل لدي المحتجين وغياب الاسناد المعنوي الدولي الكافي لهم ، فسيتحول الفراغ السياسي المحدود حالياً إِلى فجوة عبثية عميقة تختلط فيها المطالب والمسميات والحقوق حد الالتباس بما يسهم في إطلاق ديناميات الثورة المضادة ، ويمنح الفساد السياسي عمراً إضافياً لِأمدٍ غير محدود.

وهنا نؤكد لشباب الثورة أن يفكروا لتوحيد أرائهم و مطالبهم ضمن قيادة موحدة بحيث يستطيع ان يحقق لهم مطاليبهم المشروعة من حياة كريمة والعدالة الاجتماعية وتحقيق الحرية والديمقراطية لهم ، ويجب ان يعرفوا لن تتحقق أهدافهم وآمالهم بدون قيادة موحدة.فلتعيش الثورة الشعبية للشباب حتى النصر المبين

ورحمة لشهدائنا شهداء الثورة المباركة ، فليعيش العراق حراً أبياً





الثلاثاء ٥ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ‌‌أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة