شبكة ذي قار
عـاجـل










لمعالجة وضع العراق المتدهور نحو التفسخ، يتطلب الأخذ بمبدأ الأولويات .. وهذا المبدأ يضع الحصان أمام العربة لكي تسير لا ان يبقي الحصان خلفها .. فماهي الآولويات المطلوبة فوراً لحلحلت الوضع الأمني والاقتصادي للعراق؟ وهل يفكر الكاظمي بمبدأ الأولويات المثبتة في ادناه .. فأنا بصراحة تامة اشك في ذلك :

اولاً - وقف بيع العملة الصعبة ( الدولار ) بطريقة المزاد العلني لتجار المليشيات ولزعماء القوى السياسية المتحكمة بالعراق.

ثانياً - السيطرة الكاملة على موارد المنافذ الحدودية إدارياً وأمنياً، عن طريق تعيين طواقم ادارية وطنية تحت حماية حرس حدود معين من قوى الشعب وتسريح العناصر الادارية والمليشيات المسيطرة على هذه المنافذ لفسادها.وإيجاد آلية لجمع الواردات من المنافذ الحدودية وايداعها خزينة الدولة.

ثالثاً - تشكيل مجلس وطني ( إداري – محاسبي ) لجمع موارد الدولة الأخرى، كرسوم الكهرباء والماء والعقارات والضرائب وغيرها الكثير، وإيدعها خزينة الدولة.

رابعاً - إحصاء وترتيب ملفات الأموال والثروات التي هربت من العراق الى الخارج واستحضارها القانوني لدى رجال القانون والمحاكم الدولية من اجل عودتها الى خزينة الدولة العراقية بعد تحرير العراق.

خامساً - ايجاد ارضية ( آمنة ومستقرة ) لجذب الاستثمارات الخارجية، وإنعاش استثمارات القطاع الخاص .. لأن من دون أمن العراق واستقراره لا يمكن الحديث عن الأستثمارات، التي تحتاج الى بيئة آمنه لا توجد فيها مليشيات مسلحة تهدد وتتدخل وتقتل وتخرب .. المطلوب، من اجل الأستثمارات تفكيك المليشيات ونزع سلاحها أولاً قبل الحديث عن لأستثمار .. فما فائدة الحديث عن الاستثمار الذي لن يأتي لعدم وجود بيئة أمنة ومستقره ، فالأموال والرساميل تهرب الى خارج الحدود ولا تدخل البلاد حين تعم البلاد الفوضى ويتهدد فيها الأمن.

سادساً - من اجل الحديث عن المشاريع وإحياء الالاف منها التي توقفت وتعطلت منذ عام الاحتلال ٢٠٠٣ لحد الآن، وهي مشاريع حيوية ( مشاريع الإعمار ومشاريع الزراعة والصناعة ، إلخ ) ، فضلاً عن مناهج التعليم العالي والتربوي والثقافي، يتوجب إيجاد بيئة آمنة ومستقرة خالية من التدخل والتهديد وخاضعة لمنهج الدولة في خطط الإعمار المركزية .. وهذا يتطلب تفكيك المليشيات ونزع سلاحها وإيداعه الى جيش الدولة وتوزيع افرادها على كافة المؤسسات غير الأمنية او العسكرية.

سابعاً - التفكير الجدي في عدم الاعتماد على اقتصاد أو مورد أحادي هو ( النفط ) ، لأن مثل هذا الاختيار لا ضمانة فيه لعدم استقرار الأسعار العالمية اولاً وتقلب السياسات الدولية والاقليمية ثانياً واحتمال نضوب النفط وشحة خزينه الأستراتيجي ثالثاً.

ثامناً - الإتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم تبقى حبر على ورق ما لم تتهيأ بيئة أمنة واستقرار وسلم إجتماعي يفتح الأبواب لتطبيق هذه الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم مع الدول الأخرى .. ففي ظل التهديد الأمني المستمر هل تستطيع شركات النفط والإعمار ان تباشر مهامها وخططها التنفيذية في العراق؟ الجواب كلا ، لأنها بحاجة الى بيئة أمنة ومستقرة وضمانات مؤكدة من حكومة قادرة على الفعل لتفرض قدراتها وهيبتها ولا تسمح بتجاوزها .. هذه الحكومة غير موجودة في العراق، وهذا يعني إنعدام الأمن، إنعدام الضمانات، إنعدام قدرة الدولة على فرض الأمن والأستقرار وتقديم الضمات للدول الأخرى .. والمعنى في كل هذا، سيبقى الحال كما هو في العراق يتدهور ما لم يؤخذ بمبدأ الأولويات الوارد في الفقرات المذكورة اعلاه المعنية بتجفيف واردات الإرهاب المليشياوي ، ثم العمل على تفكيك المليشيات وتوزيع عناصرها على مؤسسات الدولة غير الأمنية، ونزع سلاحها وإيداعه الى المؤسسة العسكرية، واختيار عناصر من شباب الثورة ومفكريها وسياسييها لإدارة شؤون الدولة، لأمد لا يقل عن سنتين، بعدها يصار الى انتخابات لا يسمح لأحزاب السلطة الفاشلة والفاسدة بإعتراف رؤوسائها، المشاركة فيها ولا حتى بعناصر منها.

إذن .. مبدأ الأولويات هو الأساس في التخطيط، وهو الأساس في استتباب الأمن والاستقرار والإنعاش الأقتصادي .. لم يتبين أي شيء أو يتمخض عن مفاوضات الكاظمي ولا حتى التنويه عن مبدأ الأولويات، فيما يشار أو يعلن عن اتفاقات او معاهدات من الصعب تطبيقها وستبقى حبر على ورق للأستهلاك المحلي والأقليمي وتخدير الثورة العراقية العرمة وكسب الوقت للملمة الذيول وتجميع فلولهم بعد الصدمة التي تلقوها بغياب قاسم سليماني والمهندس وباتوا بلا سقوف، محاطين بالإدانة ومحاصرين بين ثورة الشعب العراقي العظيم وبين جدران إيران المتهاوية وقدراتها الخاوية .. مآل هذه المليشيات ومرجعياتها التي تكشفت عوراتها وتهتكت ركائزها ولم يتبق لها غير الطقوس وعواطف بعض السذج والجهلة، فيما اجتاحت الصحوة جميع افراد الشعب العراقي ومنهم على وجه الخصوص الشباب من جنوب العراق حتى اقصى شماله العزيز .. لا مكان للطائفية ولا مكان للعنصرية على ارض العراق المحرر، والوطن فوق الجميع .. فهل ترون ماذا يحصل في عمق الجنوب، وماذا يحصل في عمق الشمال ؟ ، الثورة في كل مكان.!!






الجمعة ٩ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة