وسط المخاض المستمر لثورة تشرين، وسقوط حكومة ومجيء أخرى وإطلاق الوعود وقلق أبناء الشعب وروح الترقب لما هو مقبل، تتقاطع الأصوات المؤيدة لفعل الثورة وإمكانية تجدد انطلاقها، وتلك المختلفة معها، لن نختلف على أن ثورة تشرين السلمية فقدت لمدة بعض زخمها لأسباب عديدة، منها الأجواء، التي فرضتها جائحة الكورونا، التي وفرت ستاراً شرعياً للتقليل من فائدة العمل الاحتجاجي والتظاهرات والاعتصامات، ومجيء حكومة قدمت تلالاً من الوعود، لكن أسباب انطلاق التظاهرات مجددا لا تزال قائمة، بل وأضيفت إليها أسباب ومسوغات جديدة، منها الإصرار على الكشف عن المجرمين بحق أبناء شعبنا.تبرز، هذه الأيام، أمام ناشطي الانتفاضة وشبابها مهمة الاستفادة من دروس العام المنصرم، وأهمها التمسك بسلمية الانتفاضة، تجاوز حالة التشرذم والصراعات الجانبية وتوحيد المواقف والتكتيكات من خلال العمل الجاد لخلق آلية تنسيق مرنة ومتقدمة تسهم في فرز قيادات مخلصة للانتفاضة وهدفها الرئيس في العمل لأجل عراق مدني ديمقراطي وإقامة دولة القانون والمؤسسات، بعد إسقاط العملية السياسية المخابراتية الفاسدة، التي فرضها المحتل الأمريكي ورعاها المشروع الفارسي الطائفي.على الجانب الآخر، نلاحظ الرعب، الذي استولى على حيتان الفساد ومحاولاتهم لركوب الموجة، بنحو أو بآخر، والتنصل من مسؤولية الجرائم بحق شعبنا العراقي وشباب انتفاضة تشرين، وتحريك ذبابهم الالكتروني من دون أي واعز أخلاقي.من اجل تشويه الثورة والثوار والتأثير على المقبل من الفعاليات والتظاهرات.تعلمنا من التجربة أن لا نكتفي برصد رد فعل الفاسدين الكبار وقادة المليشيات المجرمة ونشاطهم، ولكن يمكن رصد ردود أفعال أولئك الطفيليين المعتاشين على فتات أسيادهم الفاسدين، وللأسف هم ينتشرون في كل مكان، خارج الوطن وداخله، فخوف هؤلاء من سقوط أسيادهم وزوال نعمتهم يجعلهم يستشعرون الخوف، الذي ركب قادتهم وأسيادهم، ومن الطبيعي أن تصدر عنهم، تلقائياً، تعليقات وتصرفات فاضحة تعكس حالة الرعب من استمرار الانتفاضة وتصاعد نشاطها، ويجعلنا هذا نستشف أن الثورة، بهذا النحو أو ذاك، تقترب من تحقيق بعض أهدافها.مرحى لثورة تشرين .. والخلود للشهداء والمجد للثوار ..