شبكة ذي قار
عـاجـل










مُنْذُ أَنْ بدأت ثورة تشرين الاول عام ٢٠١٩ ، بدأت في العراق الابي حملة واسعة مِنْ الاعتقالات شملت ألوف المواطنين الثوريين الشرفاء مِنْ أبناء العراق والمستقلين والنقابيين ، وتعرض المعتقلون إِلى أبشع أَنواع التعذيب الدموي الوحشي ، وقد استشهد بعضهم تحت التعذيب ، واصيب آخرون بعاهات دائمة.

إِنَّ وقائع التعذيب وأَساليب الارهاب الاسْوَدْ هي مِنْ الفضاعة إِلى حَدٍ يُثير الضمير العربي والانساني ، لقد رأَينا مِنْ واجبنا الوطني والانساني جمع هذه الوقائع لتعريف إِخواننا أَبناء العروبة وألاسلام وأحرار العالم على بعض مايحل بشعبنا العراقي الابي ، وإِنَنَّا نتوجه إليهم جميعاً بندائنا ليرفعوا صوتهم بالاحتجاج على هذه الجرائم المخالفة لِأَبسط حقوق الانسان والمطالبة بوقف أَعمالْ العنف والاعتقال والتعذيب والاغتيال ، وإِطلاق سراح جميع المعتقلين مِنْ الثوار بدون استثناء.

يعاني الشعب العراق الابي موجة سوداء مِنْ الارهاب والتنكيل لَمْ يعرفها تاريخ العراق في أحلك أَيام الاحتلال الاجنبي للعراق ، فمنذ مطلع ١ / تشرين الاول / ٢٠١٩ وحتى الان ماتزال حملة الاعتقالات والتعذيب والقتل وهتك الاعراض الذي لايطاق تشمل لفيفاً كبيراً مِنْ المواطنيين الابرياء في العراق ، ففي معتقلات الميليشيات المتنفذة والمرتبطة بنظام الملالي في اِيران أَكثر مِنْ عشرة آلاف معتقل مِنْ الثوار والمستقلين مِنْ مختلف الفئات الاجتماعية والدينية ، ليس ما يدعو إلى إِعتقالهم سوى كونهم مِنْ خيرة المدافعين عَنْ حرية العراق وإِستقلاله وطرد المحتلين منه.

وَلَمْ تنسب لِهؤلاء تهمة ما ، وَلَمْ يتم استجوابهم عَنْ عمل يستحق الاعتقال ، وهم مع ذلك يعذبون بِأشد وسائل التعذيب الوحشية والقاسية ، حتى مات كثير منهم تحت التعذيب ، واصيب عدد كبيرمنهم بعاهات جسدية ، ويحرم المعتقلون من جميع حقوق السجناء ، وفضلاً عن ذلك ماذكرناه ، الاعتداء أَلْجنسي على كثير مِن النساء والبنات المعتقلات وحتى قسم مِنْ هم في سن الاحداث.وَلَمْ يقتصر التعذيب على المعتقلين أنفسهم ، بَلْ شَمَلَ العديد مِنْ أَهاليهم ، فكثيراً ما يؤخذ الاب رهينة عَنْ إِبنه ، والاخ رهينة عَنْ أَخيه ، ثم يتم تعذيب الرهائن حت يسلم المطلوب نفسه ، لرفع الضيم عَنْ قريبه بل كثيراً ما يؤخذ الاطفال رهائن عَنْ آبائهم أَو أمهاتهم.

إِنَّ عدد المعتقلين في الازدياد يوم بعد يوم ، وحملة الارهاب في الامتداد ، وليس مِنْ مرجع يتقبل شكوى متظلم ، أويسمع إِلى نداء مطالبين بِوَقفْ هذه الفظائع عند حد ، فالبرلمان محلول والقضاء مشلول ، والصحف تصدرها الجهات المحتلة والاذناب ، ولا يسيطر في البلاد سوى عصابات مِنْ هذه الميليشيات الصفوية وأَذنابهمْ من الذين لايعترفون بالقانون وولائهم لايران ولغيرها ، ولاتجد رادعاً مِنْ شرف أَو ضمير أَو أَخلاق حميدة ، لِأَنَّ هؤلاء باعوا شرفهم وضميرهم للمحتل وأصبحوا عملاء لِمَنْ إِحتَلَ بلدهم.

إِنَّ أَلشعب العراق الابي الذي كتب بدمه تاريخ نضاله الشاق ضد المستعمرين والمحتلين ،
واحبط بوطنيته وتضحياته و وحدته الوطنية ، كثير مِنْ المؤامرات المتلاحقة والمشاريع
الاستعمارية ، وحطم عدة ديكتاتوريات عسكرية ، واقام حكماً وطنياً ديمقراطياً تتمتع خلاله
بحريات ديمقراطية نموذجية في الوطن العربي وأصبح نموذجاً تنظر إِليها الشعوب العربية بعين ملؤها الامل والثقة بالمستقبل الوضاء ، نقول إِنَّ هذا الشعب البطل بالذات يرزخُ اليوم بثقل لِأَبْشَعْ حملة إِرهابية فاشية عرفها في تاريخه.

مثلما تم تشكيل مجلس أعلى للقضاء من الخونة والعملاء والاذناب ، حتى يعرفون كيف يسيطرون على القضاء في البلاد ، لِأَنَّ مجلس القضاء هو المرجع الوحيد للفصل بالشكاوي ضد التصرفات الحكومية المخالفة للقوانين ، وذلك دليل على أَن الحكام يعتزمون حتى مخالفة القوانين التي يصدرونها والتي حصروا حق إِصدارها وتعديلها بهم وحدهم.

وألغي الاستنطاق في القضاء الجزائي ونقلت سلطات قضاء التحقيق إِلى الميليشيات الصفوية وذيولهم في العراق واصبح بيدهم حق الضن والاتهام ، واسسوا محاكم خاصة بهم تصدر قرارات قطعية بقتل المعتقلين أو التنكيل بهم ، عدى ذلك أستبدل جميع مديري النواحي والقائمقامين المدنيين بضباط مِنْ الشرطة أو مِنْ ميليشيات ذيول المجوس ، وتلقوا هؤلاء التدريبات خاصة في دورات خاصة بهم وتلققوا التدريس من قبل أفضل ألاساتذة إِيرانيين ومن قوات الشرذمة الامريكية ، كما استبدل جميع المحافظين المدنيين بضباط مِنْ الجيش أو الشرطة الموالين لهم ، ولم يكن القصد مِنْ هذه التدابير الا سلب الشعب كل حقوقه بِأن يحكم نفسه بنفسه بواسطة النظام البرلماني حر ، وهو الحق الذي انتزعه بعد نضال دام شاق إِستمرت سبعة عشر سنة ، وانما القصد كذلك حرمان الشعب تقريرالمصير والتنظيم والتعبير عن الرأي والدفاع عن أمانيه وحاجاته ومطامحه.

وإلى جانب هذه التدابير كانت تصدر كل يوم قوانين وقرارات مِنْ شأنها فرض سيطرة الاحتكارات العراقية الوثيقة الصلة بالرأسمال الامريكي ، على مرافق الاقتصاد العراقي ، لتحويلها إِلى سوق لهذه الاحتكارات وإلى حقل لاستثماراتها ، وأخذت الصناعة تتعثر ، والمنتوجات الزراعية تكسد ، وتوقفت حركة البناء تماماً ، وبدأت البطالة تنتشر بسرعة ، وإشتدت هجرة الشباب إلى الدول الاوربية والعربية الاخرى بحثاً عَنْ العمل ، كما حصل نقص في الاجور اليومية لليد العاملة ، وارتفعت اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ، حتى اصبحت الحياة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن العراقي المظلوم ، واجبارهم بترك وطنهم العراق حتى يخلو للمحتلين والعملاء وأذناب المجوسية.

وإلى جانب ذلك أخذت بوادر تغير السياسة الخارجية تزداد ظهوراً يومياً بعد يوم ، وبدأت الحكومة العراقية الحالية وهي ذيل لِإِيران بِتطبيق سياسات ايرانية صفوية بِمُغازلة الدول الاستعمارية ، ولاسيما أميركا التي قاس منها العرب أقسى الشرور ، وعادت الدول الاستعمارية توطد مراكزها في العراق.

مِنْ الطبيعي أَنْ لايقبل الشعب العراقي بفقدان مكتسباته التي بناها لبنة لبنة بمشقات كبيرة وبدم ابنائها الميامين ، وبسلب حرياتهم السياسية التي إنتزعها واحسن ممارساتها بجدارة ،
وبتهديد إِقتصاده ولقمة عيشه ، ونتيجة كل هذا أخذ التذمر والاستياء وانتقاد الاوضاع ينتشر ويعمم جميع طبقات الشعب ، بينما كان الحكام والمنتفعون بالحكم يكابرون بعناد ، ويصرون على أن اسلوبهم هوالامثل وإن تجاربهم في الحكم تتطلب بذل التضحيات وتحمل المصائب.وإِما فشلهم في الميادين السياسة والاقتصاد فأخذوا يلقون أوزاره على عاتق كل منتقد ، وكل مجاهر بالشكوى ، وكل مَنْ يقترح حلولاً ايجابية بناءه لا تتفق مع اسس النظام الدكتاتوري الفاشستي أو سيطرة فئات معينة على الحكم وعلى موارد البلاد.

ولما فشلت هذه الاساليب وازدادت عزلة الحكام عن الشعب وفشلوا في كسب ثقته وجدوا ان لاسبيل إلى المحافظة على حكمهم وتوطيده إِلا بِالارهاب ، والتنكيل بِأبناء الشعب العراقي الباسل ، وإخضاعهم قسراً لموجبات الحكم الفاشستي ، لذلك فتحوا السجون والمعتقلات ، واستخدموا أخطر وأوحش وسائل التعذيب ضد الوطنيين الشرفاء حتى الموت ، ضاربين عرض الحائط بكل تقاليد الشعب العراقي ، وبالقوانين التي صدرت عنهم أنفسهم وبالمواثيق الدولية بشأن حقوق الانسان.

ومِنْ هنا وخلال ما وضحناه اعلاه يتبين إنه لاتوجد في العراق حكومة مسؤولة فيها نظام أو قانون يحترم ، وليس فيها حَكَم يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب ، ولايستطيع أحد أن يسال الحكومة عن عمل تؤديه ، لذلك لايوجد في العراق سوى العصابات والميليشيات الصفوية المسلحة والمسلطة على رقاب المواطنين وارزاقهم وقوتهم ، وعلى حرياتهم وكراماتهم واعراضهم ، تتنافى أعمال هذه العصابات على خط مستقيم مع كل التقاليد العربية ومع ابسط القيم الانسانية.

ونتيجة كل ماذكرناه أن شعبنا الذي يدرك حقيقة الاوضاع غير الطبيعية التي فرضت عليه بالقوة.يتوجه إِلى الشعوب العربية وإلى شعوب العالم وإلى جميع المنظمات الديمقراطية وكل الاحزاب التقدمية والمنظمات الاجتماعية والثقافية التي تدافع عن حرية الانسان وحقوقه وإلى كل رجل شريف وإمرأة شريفة ، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويفضحوا أمام الرأي العام هذه الاساليب الخرقاء المتبعة اليوم في العراق الابي أن يعلنوا غضبهم وإحتجاجاتهم على هذه الاساليب ويطالبون بوضع حد لها ، ونشر الحريات والديمقراطية والافراج عن المعتقلين جميعاً بدون استثناء.

أَلف أَلف رحمة على أرواح الشهداء الذين ضحوا بِأرواحهم لِأَجل تحقيق حياة حرة كريمة لشعبهم الابي.

والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة التشرينية
ودعوة لافراج عن المعتقلين
والموت للخونة والمجرمين وذيول المحتل الصفوي المجوسي.







الاربعاء ٤ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د.أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة