شبكة ذي قار
عـاجـل










تمراليوم الذكرى ٥٩ على ثورة شباط المجيدة في العراق والاطاحة بالحكم الاستبدادي الفردي ، ومجيئ ثورة مباركة ديمقراطية وأول خطوة على عتبة الوحدة العربية ، لقد جاءت ثورة ثمانية شباط المباركة في ظل الظروف التي سادت العراق منذ عام ١٩٥٩ حيث بدأت الانتكاسة في العلاقات بين الاحزاب السياسية الوطنية مِنْ جهة وبين الحزب الشيوعي العراقي وعبدالكريم قاسم مِنْ جهة أخرى.

حيث عمل عبدالكريم قاسم جاهداً للاستئثار بِالسلطة ، وسعيه الحثيث إِلى تحجيم الاحزاب الوطنية في الساحة ، حيث أقدم على إِعتقال وسجن خيرة المناضلين المدافعين الاشداء عَنْ الثورة وقيادتها وإِحالتهم إِلى المجالس العرفية العسكرية ألتي أصدرت بحقهم أحكاماً بِالسجن لمدة طويلة ، وانحرافه عن الخط الوطني والتفرد بِالحكم وتغيره مِنْ القائد شعبي إلى قائد دكتاتوري ، كل ذلك مهدت إِلى ثورة عارمة ضده ، و الاثر الحاسم في نجاح ثورة الثامن مِنْ الشباط المباركة عام ١٩٦٣.

رغم إِنه كان قد رفع شعار ( ألسلم في كردستان والديقراطية للعراق ) ولكن وقف بوجه الثورة الكردية بالحديد والنار وإرسال وحدات عسكرية لِإِخماد الثورة ، وعلى اثرها قتل كثير مِنْ الشعب الكردي الابرياء ، على أثر كل تلك الحوادث قام الطلاب البعثيين والقوميين بِأضراب عام ساندهم أعضاء ومؤيدي االحزب الديمقراطي الكردستاني مستخدمين كل الوسائل والسبل للوصول إَلى الثورة المباركة وفعلاً كان ذلك الاضراب الطلابي أول شرارة للثورة وبداية للعد التنازلي لتنفيذ الثورة.

ولقد حانت ساعة الصفر وبدأت الثورة المجيدة بقيادة فرسان البعث مِنْ العسكريين والمدنيين وضم فريق الثوار حزب البعث بقيادة كل مِنْ علي صالح السعدي ، أحمد حسن البكر ، طالب شبيب ، حازم جواد ، مسارع الراوي ، حمدي عبدالمجيد ، عبدالستار عبداللطيف ، عبدالكريم مصطفى نصرت ، صالح مهدي عماش ، حردان عبدالغفار التكريتي ، منذر الونداوي ، عبدالسلام عارف ، طاهر يحيى ، عارف عبدالرزاق ، عبدالهادي الراوي ، رشيد مصلح ، عبدالغني الراوي ، لقد أختاروا النخبة المذكورة الساعة التاسعة مِنْ صباح يوم الجمعة الموافق الثامن مِنْ شباط عام ١٩٦٣ ، و وضعوا خطة محكمة لِإِنجاح الثورة ، ووزعت الادوار على الضباط الثوريين ومنظمات حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي أعد مسبقاً ودرب بِالسلاح وجعلوا ساعة الصفر للتحرك على القوة الجوية ، ومِنْ ثم قاموا بِقطع البث مِنْ مرسلات الاذاعة في ابوغريب وبدأ البث مِنْ هناك قبل الاستيلاء على دارالاذاعة وقيام كل مِنْ منذرالونداوي مِنْ قاعدة الحبانية وحردان التكريتي مِنْ القاعدة الجوية في كركوك بِقصف مدرج مطار الرشيد العسكري لشل أي تحرك للطيارين الموالين للسلطة وبعد ذلك قاموا بقصف وزارة الدفاع حيث إِختبئ فيه عبدالكريم قاسم.

في تلك الاثناء توجه عبدالسلام عارف واحمد حسن البكر إلى معسكر أبي غريب ، حيث وصلوا إلى كتيبة الدبابات الرابعة وإِستقلا كلاهما إحدى الدبابات وتوجها إلى دار الاذاعة في بغداد ، وبصحبتهما دبابة أخرى وساعدهم حرس دار الاذاعة المشاركين في الثورة على السيطرة عليها ، ثم التحق بهم كل مِنْ حازم الجواد وطالب شبيب وهناء العمري خطيبة علي صالح السعدي أمين سر حزب البعث آنذاك ، أما خالد مكي الهاشمي توجه بدبابته إلى بغداد ، كما توجه عبدالغني الراوي إلى مقر لواء المشاة الالي الثامن في الحبانية وتمكن بمساعدة مناصريهم مِنْ الثوار مِنْ السيطرة على اللواء المذكور وتحرك بِهِ نحو بغداد ، كما نزل آلاف مِنْ تنظيمات حزب البعث كمتطوعين على طول الطريق بين الحبانية وابوغريب حاملين أسلحتهم وقد وضعوا إشارات خضراء على أذرعهم ، وقاد عبدالكريم نصرت القوة العسكرية وحاصر وزارة الدفاع حتى لايخرج احد منها ، تقدمت قوة اخرى مِنْ الطرف الثانية لنهر دجلة مقابل وزارة الدفاع يقودها طاهر يحيى وبدأ قصفها للوزارة بالمدفعية الثقيلة ، تقدمت قوات اخرى نحو معسكر رشيد ومقر فرقة الخامسة واللواء التاسع عشر حيث هناك المعتقل رقم ( ١ ) الذي كان عبدالكريم قاسم يحتجز فيه عدد مِنْ الضباط مِنْ مناضلي حزب البعث ومِنْ القوميين ، حيث تم اطلاق سراحهم ليشاركوا في الثورة وتمكنت قوات الثورة مِنْ السيطرة على المعسكر ومقر الفرقة ، وبهذا إنتهى حكم الدكتاتور الفردي لـ ( عبدالكريم قاسم ) واعلن البيان رقم ( ١ ) مِنْ دار إِذاعة بغداد بسقوط حكومة عبدالكريم قاسم ونجاح الثورة واصبح يوم ٨ شباط إِنعطافاً جديداً في تاريخ العراق وخطوة اولى نحو الوحدة العربية ، لقد حكم حزب البعث في العراق ما يقارب ٣٥ سنة ومِنْ خلالها انجز منجزات كبيرة للعراق لاتعد ولاتحصى وبذلك اصبح العراق مِنْ الصف الاول للدول المتقدمة واصبح العراق قدوة لبقية الدول العربية ، وهذا سبب خلق المشاكل بين العراق والاستعمار الغربي ، انهم اعتبروا العراق رأس الحربة لضرب مصالح الغرب في الدول العربية والشرق الاوسط ، وعلى اثر هذه الفكرة جمعوا جيوش ٣٢ دولة وهاجموا العراق واحتلوها ، ولكن لَمْ يستطيعوا أن يحتلوا مبادئ حزب البعث في العراق ، لانها ومنبعثة مِنْ ضمير الامة وليس قالب جاهز جلبوه مِنْ الخارج ، لذلك بقوا مناضلي البعث يقاومون المحتلين واذناب الفرس الصفويين ، وبهذه الفعلة الدنيئة مِنْ لدن القواة الغازية ، أدى إلى تدمير البنية التحتية تدميراً بربرياً كما وضع المواطن العراقي في اسواء حالة معاشية متخلفة يجبر فيها على اللهاث وراء توفير لقمة العيش والكهرباء والماء والدواء وباقي الخدمات .. الخ ، كما قاموا بتصفية الصناعة الوطنية وتدمير الزراعة تدميراً كاملاً وشاملاً حتى وصل الحال بهذه الاجيال غلى القطيعة مع القراءة بعد ان كان العراقي مضرب المثل عربياً يشغفه بِالثقافة ، إن هذا الوضع الماساوي يضع على عاتق الحزب في هذه المرحلة الصعبة مهمات متعددة الاوجه ومعقدة ، مِنْ بينها الحفاظ على تواصل الذاكرة المعرفية والتاريخية بين ألاجيال المتعاقبة ، لذلك التوجه على الطلبة بشكل خاص ، لانهم الفئة الاوسع إحتكاكاً بكل شرائح المجتمع ومِنْ خلالهم يمكن إقامة شبكة إجتماعية معرفية تربط العامل والفلاح والموظف بحركة تنويرية يقودها الطلبة وشباب البعث في هذه المرحلة ، وعليه فإِنَّ الكتابة عن المناسبات الوطنية المشرقة في تاريخ شعبنا العراقي الابي تتطلب إضافة إِلى الاحتفاء بها والتعلم مِنْ دروسها وشحذ الهمم للاقتداء بِأبطالها ، وكشف القوى الغادرة القادمة إلى السلطة على ظهر الدبابات الامريكية عام ٢٠٠٣ وسببوا النكبة للشعب العراق.

عاش العراق حرة أبي وعاش الشعب العراقي الابي
الرحمة والمغفرة لشهداء العراق والامة العربية






الاحد ٢٤ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة