شبكة ذي قار
عـاجـل










إِنَّ لِزيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان تحمل في طياتها رسائل ودلالات كثيرة ومهمة ، وليس ما ينظرون إِليها الناس البسطاء ، إِنَّ الزيارة مِنْ ظاهرها زيارة طبيعية ذات طابع ديني ، وذلك لمعرفة وضع المسيحيين في العراق ، ولكن في داخلها دلائل أُخرى عديدة منها : - ( دينية ، سياسية ، إِجتماعية ، تأريخية ) عدا ما ذكرناه ، وهو جاء بتوصية أَمريكية إِسرائيلية لِإِيصالها إِلى حُكَامْ العراق بِشَطريه ( حكومة إِقليم كوردستان و الحكومة الفدرالية المركزية ) وإِبلاغِهم بتنفيذ كل ما ورد في التوصية وبخلافها فيكون مصيرهم ، مصير أقرانهم مِنْ الدول العربية الاخرى.

ولِأَنَّ العراق مازال يمثلُ أَهمية إِقليمية ودولية في العالم مِنْ حيثُ عُمقهِ التاريخي وَمُستقبلهِ الواعِدْ ، لَمَا يُمَثِلهُ مِنْ أَهمية جغرافية وإِقتصادية في هذا المكان مِنْ العالم ، إِذا إستثمرت إِمكاناتهِ المادية والعلمية والبشرية بِالشكل الامثل.لِأَنَ العقلية السياسية العراقية الحالية غير مؤهلة لِإِستثمار هذهِ الزيارة على المستويين السياسي والاقتصادي ، عبر إِيصال رسالة عميقة عن معاناة العراق ، وجعل هذه الشخصية تسهم في حل جزء مِنْ نتيجة تباين المواقف مِنْ قِبل الزعماء السياسيين.

لذلك لايمكن أَنْ تكون تحركات بابا الفاتيكان مِنْ أَجل أَعمال خيرية و رعوية وروحية وإِصلاحية وحسب ، بل كان يحمل في طياتها رسائل سياسية وإعلامية ، كما أَنَّ زيارة البابا للعراق تحفل أيضاً بِالْرَمْزِيَاتْ ألتي تهتم بها مؤسسة عريقة عقائدية مِثْلْ فاتيكان ، وَأول تلك الرمزيات ، الرمزية الابراهيمية ، فرغم التناكر التاريخي بين اليهودية والمسيحية ، كان هناك دائماً نوع مِنْ المشاركة في الانتماء أَلْنَسَبِي أَو أَلروحي إِلى سيدنا إِبراهيم أَبي الانبياء ، تعقيباً على هذا الموضوع ، ذكر في التوراة إِنَّ مدينة أُور هي مسقط رأس سيدنا إِبراهيم ومرابع صباه ومنطلق رسالته بِإِتجاه الهلال الخصيب ومصر ، فالابراهيمية التي عليها شواهد إقتناع بِرِسالتها الانسانية في الحاضر لها تاريخ عريق للصبر والحكمة والوحدة والسلام ، وفي كل أحوال الايمان والثقة بخيرية الانسان وانتصارها في شتى الظروف ، وفي ضوء هذا الكلام ابلغ البابا حكام العراق بالقبول بعملية التطبيع مع إِسرائل إِسوةً ببقية الدول العربية ، والا مستقبلهم يكون مثل اقرانهم.

وإِنَّ زيارة بابا الفاتيكان ِللمرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف الاشرف ليس إِلا تبليغهُ بِأَنْ يضغُطَ على المسؤولين السياسيين بقبول موضوع التطبيع مع إسرائيل.كما أنَّ البابا طرح عِدة أمور أخرى للمسؤولين العراقيين وأهمها مايلي :

١ – نزع السلاح مِنْ الميليشيات ، وبقاء السلاح بيد الدولة فقط.
٢ – مكافحة الفساد وتقديم المفسدين للمحاكم المختصة دون إِستثناء.
٣ – عودة النازحين إِلى مناطقهم وديارهم.
٤ – الاهتمام بِبناء الانسان مِنْ منطلق تطبيق الديمقراطية الحقيقية.
٥ – أَلاهتمام بِالاعمار المناطق المنكوبة مِنْ جراء الحرب مع داعش.

نعود إلى الدعوة التي دعا بها البابا وهي دعوة بين الاحزاب الحاكمة والمعارضة والمحتجين لِأَجل استقرار البلاد دون ذكر مَنْ هُمْ الاحزاب المعارضة ، لِذلك بقيت تلك الدعوة مُبهمة ، لكن الطرف المضاد للحكومة العراقية لَمْ يُخْفِ القريبون مِنْ إيران إِمتعاضهم ونفورهم ، بل شككوا في نية الزيارة الفعلية ، ثم تصاعد الامر إلى مايشبه الاتهامات بِأَنَّ غرض الزيارة هي إستغلال مرجعية النجف مِنْ أجل أَهداف توسعية ، وربطوا الزيارة بِالتطبيع مع إسرائيل ، ومحاولة السيطرة على مدينة أُور الاثرية ، والترويج لما سموهُ بـ ( الابراهيمية ) وان التقريب بين الاديان السماوية الثلاث يهدف إلى ترويج لليهودية ، كغطاء ستحرم البلد مِنْ عُمْقِهِ التاريخي ، للقبول بِاسرائيل.






الجمعة ٢٨ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة