شبكة ذي قار
عـاجـل










صدام حسين رجل عربي من العراق، ليس نبياً ولا إماماً ولا خليفة، لكنه جعل من سيرة ومنهج الأنبياء والرسل والخلفاء والأئمة قدوة وتمثل كل ذلك في خصال وسمات الانصهار التام والاندماج المطلق بما يؤمن به ويعتقده، وما آمن به واعتقده بسيط غاية البساطة، هو حق الوطن والأمة بالوحدة والحرية، وحق الإنسان بما أوجبه له الله وما أقرته له شرائع الإنسانية.

صدام حسين اعتنق عقيدة سياسية مؤمنة بالله وبرسله ورسالاته، وهو وكل إنسان واعٍ يدرك أن قناعات الناس لا تتطابق، وأن التوافق على مسار واحد محال، بمعنى أننا وأنتم وصدام حسين ندرك إدراكاً عميقاً أن لعقيدة صدام حسين مَن يعاديها ويجرّمها، ولهذا المعادي نفسه مَن يعادي عقيدته ويجرمها.

المهم أن يكون الإنسان حاملاً لعقيدة ورؤية وله مسار ليكون صاحب رسالة كما أراد له الله، وكذا كان صدام حسين، وهذا هو وصفه.

صدام حسين عربي من العراق، ثائر رسالي مؤدلج عقائدي مؤمن ثابت، قرر أن يتعلم وينتمي إلى عقيدة العراق وأمته العربية ونذر نفسه ليحقق طموحات وطن وشعب وأمة، وكان البعث طريقه ومنهجه وعقيدته، فانصهر بالبعث وانصهر البعث به، وصنع من بين ما صنع هو والبعث رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

ركب صدام حسين التحديات الموصوفة للثوار الأحرار فأطلق رصاصاته الأولى إلى جسد كان يرى فيه من زوايا عقائدية ومنهجية وواقعية بأنه كيان لظلم الشعب والوطن وللطغيان والانحراف، فاستهدفه مع رفاقه بقرار من الحزب.وكان ذاك التحدي الأول بداية لبناء جبال من التحدي واجهت مهمات النجاة من المطاردة الشرسة للنظام الذي أطلق عليه الرصاص وصولاً إلى اللجوء والدراسة ومواصلة العمل المنظم لإنجاز الثورة، فضلاً عن النضال داخل التنظيم لصناعة القوة الذاتية للحزب فكرياً وتنظيمياً حتى جاء التحدي الأهم بعد ثورة تموز ١٩٦٨ : تحدي البناء والإعمار واثبات الذات البعثية التواقة لإنجاز مهمات التغيير الثوري في كل روافد حياة الإنسان والوطن.

صدام حسين هو الوحدة الوطنية التي تحققت، وقد حققها مع رفاقه وحزبه وشعبه.هو تأميم النفط الذي أثبت للعالم أن صدام حسين ورفاقه وحزبه قول وفعل ومنهج وتنفيذ.صدام حسين خطط التنمية الانفجارية التي غيّرت وجه العراق والعراقيين ليكون البلد في مسارات تطور إعجازية والشعب في رخاء لم يحصل من قبل.
بعزم الثائر المؤمن المنصهر، كان صدام حسين يكتب سطور الصلة بين الثائر الذي أطلق الرصاص على الطاغية وبين الثائر العاشق للوطن والشعب والأمة بعد أن قدّر له أن يمسك زمام الأمر مع رفاقه وحزبه وشعبه :

فصار العراق حكاية اسمها البعث وصدام حسين ..

اليوم وبعد مرور ١٨ سنة على غدر الغادرين واحتلال العراق بجيوش الامبراطورية الكونية الغاشمة الصهيونية المجرمة، طالعوا اليوم خارطة العراق وستجدون اسم البعث واسمه وصورته في كل بقعة من العراق، فهذا جسر صدام، وتلك طرق عبّدها بمقاييس دولية، وهذه قصور بناها للعراق وجامعات انتشرت في كل محافظة ومصانع وشركات غطت الآفاق ومدارس ومشافي.وفي ريف الوطن الذي كان مسحوقاً يوم أطلق الرصاص على الدكتاتور، أوصل الضوء من كهرباء الوطنية وامتدت أنابيب ماء الشرب والطرق المعبدة وانتشرت المدارس والمراكز الصحية وغادر الجهل حياض الديار.

الرجل الثائر المنصهر بقضية شعبه ووطنه، الناذر عمره لرسالة الأمة، حين غادر شهيداً بحبال الاغتيال الفارسية الصهيونية الأمريكية البريطانية كان قد ترك شعباً فيه جيوش علماء ومهندسين وأطباء، واقتصاد صنعه بيده كأقوى اقتصاد في المنطقة دمّره الحصار الظالم ومستوى معاشي عالٍ راقٍ صنعه بالعرق والدم مزّقه الحصار وقوّض مكوناته :

لأن الرسالة خالدة ..

لأن صدام وعزة إبراهيم ونايف شنداخ وكل القادة الشهداء قد أدّوا الرسالة، رسالة الوطن والشعب والأمة، فقد بدأ البعث مجدداً وسيبقى يصوغ قلائد النصر بذات الرصاصات التي أطلقت على الطاغية بيد صدام حسين، صدام حسين الرجل العربي من العراق الذي تمثل مسارات الأنبياء والرسل كما أراد الله.







الخميس ١٧ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب افتتاحية العدد ٢٦٢ من مجلة صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة