شبكة ذي قار
عـاجـل










( ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم )

للمصائب فوائد، فهي تجمع المبتلين بعوامل مشتركة، فقد ابتليت الأحواز  باحتلال فارسي عام ١٩٢٥ قبل احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين بربع قرن، مثلما أُبتلي الفلسطينيون والعراقيون بالقتل والتهجير في العراق من قبل ذيول ايران ٢٠٠٣ ، ومحاولة اجبارهم على تغيير معتقدات الناس بحيل فارسية وبثقافة اليد على الزناد من قبل الميليشيات الموالية لإيران.كما ان ما
يحصل في العراق من تحكم تلك الفصائل لا يختلف عن سلوك تحكم حزب الله بلبنان وسوريا والحوثي باليمن، وهو ما تسعى اليه إيران بفلسطين أيضا، لمصادرة بطولات شعب فلسطين وانتفاضاتهم وتضحياتهم وتجييرها لصالحها، فانتفاضة القدس وغزَّة العزة لم تنتهِ ولن تكتفي بنصرها الا بالتحرير الحاسم لكامل فلسطين من البحر الى النهر.


دعونا نتساءل : لماذا الفرس قبل القدس؟

لأنَّ الواقع والوقائع الموثقة تفيد بما يلي :
ان سيكولوجية الشخصية الفارسية تنطوي على حقد دفين ضد العرب وهي صفات عانى منها العراقيون منذ حرب الخليج الأولى ١٩٨٠ - ١٩٨٨ وتفاقمت سوءاً بعد هيمنة الحرس الثوري الايراني على العراق منذ ٢٠٠٣ جراء تعاون ايران مع أمريكا لغزو العراق والذي دعم بفتاوى المرجع الايراني السيستاني لاحتلال العراق الذي دك تل أبيب بالصواريخ لاول مرة

ولقد وصف الصحابي مقداد الكندي سماتهم بدقة وسوف ندعم ذلك بالوقائع، فقد تجسد حقدهم الدفين بقتل أبطال تحرير القدس ونبش قبورهم، فالخليفة عمر بن بن الخطاب رضي الله عنه استشهد وهو يصلي من قبل الفارسي أبو لؤلؤة الفيروز المجوسي الذي شيدت ايران له مسجداً تقام فيه الصلوات الى يومنا هذا ، كما حاول الفرس قتل بطل تحرير القدس صلاح الدين الايوبي،.  وكذلك نبشوا قبر الصحابي خالد بن الوليد قائد جيوش المسلمين. 

كما غدروا بالجيش العراقي من ظهره وهو يتعرض للقصف الأمريكي أثناء انسحابه من الكويت ١٩٩١ ، وقامت ايران بارسال ما يسمى ب ) المعارضة ( المستعرقين من أصول ايرانية التي تتولى حكم البلاد والعباد في العراق اليوم، فضلا عن قتلهم وتشريدهم للفلسطينيين في العراق واغتصاب عقاراتهم وحقوقهم المدنية من قبل دولة ولاية الفقيه ، فرع العراق.

ومنذ عام ١٩٨١ - ١٩٨٧ ، كان لايران مستشارين اسرائيليين شاركوا مع طيارين ايرانيين لتطوير سلاح الجو الايراني، واقامت اسرائيل جسراً جويا مع ايران لتدمير العراق، ولضرب المفاعل النووي العراقي، وفق ما جاء بكتاب ) جاك سترو ( ، وزير الخارجية البريطاني ( ٣ - ٥ ) هذا وأنَّ للعراقيين وللفلسطينيين والسوريين اليوم ملايين الشهداء، دماؤهم برقبة ايران وقاسم سليماني حصراً، ناهيك عن ملايين الارامل والايتام من السوريين واللبنانيين واليمنيين وغيرهم. 

ومع ذلك كله فما زالت طموحات الفرس وعيونهم وافئدتهم ، ترنو الى  ارض الحرمين، مكة والمدينة، لتدميرها، بحسب تصريح متلفز لنائب الحشد الشعبي الطائفي ابو مهدي المهندس الذي قتل مع قاسم سليماني ( ٦ ) ، مثلما يسعون الى نبش قبر عمر بن الخطاب وسعد بن ابي وقاص رضوان الله عليهم وفقا لسيكولوجية الحقد والانتقام المنصوص عليها ب ) نظرية أم القرى
للا ريجاني ( ، الداعية الى نقل قدسية ام القرى مكة المكرمة والمدينة المنورة الى قم الايرانية ، بغية تحويل الحج من واجب ديني وروحي الى سياحة ترويحية او ترويج للقومية الفارسية، فمن يسعى لتدمير أرض الحرمين الشريفين وهدم الكعبة المشرفة لا يدافع عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم!!كما ان المساعدة في احتلال العراق وهو اول بلد عربي واسلامي
دك اسرائيل بالصواريخ اكبر وافضل هدية قدمتها ايران لإسرائيل.

ناهيك عن القول، أنَّ العديد من الوقائع تشير الى أنَّ ايران دولة فارسية غير اسلامية كما تدعي اذ سرعان ما تتخلى عن الشعوب الاسلامية في سياستها الخارجية، لأنها وقفت مع ارمينيا المسيحية في حربها ضد الاذربيجانيين، وضد العرب في الاحواز المحتلة، وعدم السماح ببناء ولو مسجد واحد بطهران، ولا يزال الفرس يطلقون على الخليج العربي ب ) الفارسي ( وليس
الاسلامي على سبيل المثال.انَّ هدف ايران الفارسية من مغازلتها وتقربها للعرب بقفازات مذهبية ومقدسية، هو ليكونوا وقودا لصالح مشروعها في التمدد القومي الفارسي تحت غطاء ديني.

انَّ التاريخ يعيد نفسه ولكن بشخوص آخرين، وهو عبارة عن سلسلة متصلة الحلقات تتلاحق فيها النتائج بالمقدمات ويرتبط فيها الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل.وفق هذه القاعدة اعتمد سيدنا عمر وخالد وسعد والفاتحون رضي الله عنهم على استراتيجيّة اساسية تصلح لكل زمان ولا ينبغي اغفالها : " لا تجعل القدس أمامك والصفويين خلفك."

فلم يفتح الفاروق ومن معه من الصحابة أبطال الفتوح الإسلامية، القدس إلا بعد فتح العراق وهزيمة الفرس فيه.ولم يحرر صلاح الدين الأيوبي القدس إلا بعد تطهير مصر والقضاء على الدولة الفاطمية.ولم تتوسع الفتوحات الاسلامية في أوروبا إلا بعد مواجهة الصفويين الذين طعنوا ظهور المسلمين من الخلف .. وبهذا الصدد يشير " بوسيك سفير فرديناند " في بلاط السلطان
محمد الفاتح :

انَّ ظهور الصفويين قد حال بيننا ) يقصد الأوروبيون ( وبين التهلكة ، فحينما حوصرت النمسا عندما كانت تدك أسوارها من قبل الجيوش المسلمة .. طارت إليهم أنباء من الشرق جعلتهم يضطرون راجعين إلى استانبول" ، بعد أن لاحت خلفهم نذر الخطر الفارسي الصفوي. "انَّ مدح جلادي الولي الفقيه والتفاخر بهم واطلاق الالقاب الشريفة عليهم كتسمية ) شهيد الاقصى او القدس ( على المجرم قاسم سليماني ، هي من الخطايا الكبرى فهو قاتل العراقيين والفلسطينيين بواسطة ميليشياته في العراق، حيث راح ضحية جرائم سليماني، أضعاف المئات الذين قُتلوا على
يد الصهاينة من جنود العراق في جنين بفلسطين ١٩٤٨ ، ناهيك عن ضحاياه في سوريا واليمن ولبنان وافغانستان وغيرها.

ولولا تعاون ايران مع امريكا و"اسرائيل"، لما تم اسقاط قلعة العرب القومية، العراق ، لتحل محلها المرجعية الايرانية ، ولولا تهديد ايران لدول الخليج لما لجأت دولا خليجية للتطبيع، علما "ان ما يحدث اليوم ليس تطبيعا "وإنما اعادة هيكلة جيوسياسية للوطن العربي بإرجاع دوله إلى محميات وشركات نفطية من خلال هيمنة اسرائيلية وايرانية كاملة".

ان هدف اسرائيل وايران الحقيقي هو تفكيك جزيرة العرب الكبرى الى  جزر صغرى قومية او اثنية او طائفية، كجزيرة الاكراد وجزيرة الشيعة والدروز والعلويين، لتصب تلك الجزر الصغرى بمصلحة نشوء "اسرائيل الكبرى" وبلاد فارس الكبرى في نهاية المطاف.كما انها تجسيد لإستراتيجية ) بن غوريون ( لشد الاطراف بين المذاهب والديانات والقوميات
بالمنطقة، وقد تم تقنين استراتيجية بن غوريون لتقسيم العراق الى أقاليم طائفية وعرقية في دستور العراق، بعد تسليم أمريكا العراق الى ايران. تمهيدا لإقامة ما يطلقون هم عليه ب "الحزام المذهبي الشيعي" من العراق الى سوريا ولبنان ، ولكي يكون لإيران موطئ قدم عند اعادة تشغيل خط نفط كركوك بانياس حيفا.وما تزامن مسار الدين الابراهيمي الصهيوني مع - -
مسار سبايا الحسين الفارسي الايراني في العراق، ذلك المسار الذي ينتهي بفلسطين، بحجة تتبع رحلة تنقل سبايا الحسين ) ع ( وتنقل ابراهيم ) ع ( من العراق الى الجزيرة العربية حتى فلسطين، الا مؤشر واضح على استمرار التعاون والتنسيق التاريخي المشترك بين الصهاينة والفرس ( ٧ ).

وبهذا الشأن كتب المحلل العسكري ) رون بن يشاي ( في صحيفة "يديعوت احرونوت " قائلا : "بالنسبة لنا في إسرائيل، يهمنا معرفة اهداف إطلاق المعبر الحدودي الجديد في البوكمال طريق سبايا الحسين ع ، لأنه سيمكن - - - إيران من تشغيل الجسر البري بسرعة من إيران إلى الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ( ٨ - ٩ ).

وبحسب المعلن من تقديرات المقربين والعاملين مع صناع القرار بأمريكا وخارجها، فانَّ عددا كبيرا من قادة البيت الأبيض وصنّاع الرأي في المجال العسكري والعقائدي هم مع إستراتيجية تفوق إسرائيل عسكريا على الدول العربية ،مثلما لإيران حرية التفوق العقائدي على كل الدول العربية بما فيها الدول الصديقة لأميركا.وبناءً عليه أرى، انَّ المناوشات الايرانية الاسرائيلية
الامريكية، يجب ان تصنف من قبل كل ذي بصر وبصيرة سياسية، بخانة الالعاب النارية وحركات شارلي شابلن الكوميدية.أما من الجانب العقائدي، فلإيران كامل الحرية في تصدير ثورتها الخمينية، و"على إسرائيل أن لا تتدخل مطلقا في هذا المجال ".

نافلة القول على العرب ان يدركوا ان : المدثر بأمريكا وايران فهو عريان ! فلولا انشغال العراق بدفاعه عن الامة العربية ضد الفرس لما دمرت اسرائيل المفاعل النووي العراقي ١٩٨١ ، ولما احتلت امريكا العراق ٢٠٠٣ ، احتلالان بغيضان اذاقا شعب فلسطين والعراق مرارة العيش قتلا وتهجيرا، لكن، بفضل مقاومة الشعوب الحية وفي مقدمتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني والمقاومة العراقية ضد الاحتلال الايراني ، عاجلا ام اجلا، سيسقى كل ساق محتل وذيوله بما سقى، ولعل انتفاضة "سيف القدس " خير دليل ، اذ انتصرت فيها قبة الصخرة على القبة الحديدية، عام ٢٠٢١ وخرج ) نتن ياهو ( من المولد بلا حمص، مثلما انتصر العراقيون بالقادسية الثانية في عام ٨٠ - ١٩٨٨ التي قطرت السم بفم خميني المجوسي.

فالفرس قبل القدس، فهل من معتبر ومدبر؟

المصادر :

١ - مقتدى الصدر انتصر لفلسطين بقتل وتهجير الفلسطينيين في العراق ) - ٢ ) !!- ( paliraq.com )
٢ - جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني الاسبق –
٣ - حقيقة التعاون الإيراني الإسرائيلي ضد العراق | جاك سترو|
٤ - إيران وإسرائيل تعاونتا عسكريا واستخباراتيا بشكل مباشر لتدمير العراق | جاك سترو|
٥ - أوجه التعاون الاستخبارتي بين طهران وتل أبيب | صحيفة الاستقلال ( alestiklal.net )
٦ - أبو مهدي المهندس .. قُتل الإرهابي
٧ - الگاردينيا مجلة ثقافية عامة "طريق السبايا" طريق ايراني لدين صهيوني!أ.د.عبدالسلام الطائي - ( algardenia.com )
٨ - البوكمال .. كيف يبدو معبر السلاح الإيراني الجديد في مواجهة إسرائيل؟ - I٢٤new
٩ - عبدالسلام الطائي : هذه أهمية معبر القائم البوكمال الحدودي بين العراق وسوريا صوت الدار - ( soaldar.com )
١٠ - محسن رضائي يدعو إلى بناء «الحزام الذهبي الإيراني»
مصادر ذات صلة :
١١ - أبو مهدي المهندس : لا نريد تدمير إسرائيل بل تدمير السعودية
١٢ - جماعات يهودية متطرفة .. إحياء الهيكل - اليوم السابع
١٣ - شيخ الأزهر : القدس لم تكن مدينة سلام إلا تحت الحكم الإسلامي الوطن - ( elwatan )






الاحد ١٨ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. عبد السلام الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة