شبكة ذي قار
عـاجـل










في ١٧ - ٣٠ تموز من كل عام يحتفل العراقيون بمناسبة أكبر وأعظم حدث تاريخي في تاريخ العراق ونقطة التحول النوعي وشرارة لاتنطفي ليضيء درب الشعب العراقي ليكون نموذجاً حياً للامة العربية.

أن ذكرى ٥٤ لثورة ١٧ - ٣٠ تموز المجيدة في هذه السنة ليس كبقية الذكرى للسنوات السابقة للظروف التي يمر بها العراق والشعب العراقي الابي والامة العربية ، مِنْ المؤامرات الدنيئة مِنْ قبل الدول الغربية واسرائيل والفرس الصفوي المجوسي وبعض الانظمة العربية العميلة بقيادة أمريكا.

واليوم ومع حلول الذكرى الرابعة والخمسين لثورة الشعب العراقي المجيدة وبرغم كل ما يعانيه أبناء شعبنا الصامد المجاهد في هذه المرحلة الحاسمة يستلهم المناضلون البعثيون وفصائل المقاومة الوطنية وشعب العراق الصابر الوفي الدروس الغنية لثورة السابع عشر من تموز الخالدة في تصديهم لكل هذه الاهوال.فها هم يتغنون بمنجزاتها ويستذكرون معالم النهضة التي حققتها ثورتهم المعطاءة ، مواصلين نضالهم صوب التحرير الشامل من الهيمنة الفارسية واستعادة عافية الوطن وحفظ وحدته وسيادته واستقلاله التام ، مدركين تماما أن ذلك الاستقلال لن يتحقق إلا من خلال استنهاض الجماهير وإعادة الاعتبار للارادة الوطنية وقيام حكومة وحدة وطنية تنتصرلشعبها وتاخذ بيده الى شاطئ الكرامة والامن والامان ، عبر تحقيق مبادئ ثورة "البعث" في العراق.

إِنَّ ثورة البعث في السابع عشر - الثلاثين مِنْ تموز عام ١٩٦٨ المباركة جاءت بِأنها أستنهاض لواقع الامة في مواجهة الاثار الخطيرة ، والانكسار المعنوي المريع الذي لحق بالامة العربية جراء نكسة حزيران ١٩٦٧ ، وكذلك وضع حد لحالة التداعي واليأس التي أصابت المواطن العربي بسبب الهزيمة المرة للامة العربية ومشروعها الحضاري ، وعلى هذا الاساس وضعت ثورة تموز أساسها الفكري وبلورة نظرية العمل طبقاً لمبادئ وأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي ، على انها ثورة وطنية وقومية واشتراكية ، ووضعت برامجها وفلسفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على اساس حاجة الامة باكملها وليس حاجة العراق وما يتطلبه مِنْ بناء ونهوض فحسب.ليكون نموذج وقاعدة الانطلاق في الامة العربية ، حيث كانت الامية قبل الثورة تضرب أطنابها بين فئات الشعب العراقي وتفوق نسبتها ٧٠% ، وكانت شبكات التجسس لصالح الغرب والكيان الصهيوني وايران وبعض الدول الاقليمية منتشرة في كل زاوية مِنْ زوايا الدولة والمجتمع العراقي ، وكانت الشركات النفطية الاحتكارية تنهب ثروات العراق والامة في النهار وتحت ضوء الشمس في وقت كانت البلاد تغط في مستنقع مِنْ التخلف وتدني مستوى الحياة على صعيد الريف والمدينة ، حيث الغياب الكامل للخدمات ، لاتوجد مياه صالحة للشرب ولن تتوفر الكهرباء الا لعشرين بالمائة مِنْ ابناء الشعب ، والشوارع غير معبدة ، وازمة سكن خانقة وتردي مستوى الحياة والمعيشة ، بالاضافة الى تردي الخدمات الصحية وتفشي الامراض الفتاكة ، وقلة المستشفيات والمراكز الصحية والتخلف الموجود منها وإفتقارها لِأبسط أنواع التكنولوجيا الطبية ، وفقدان القدرة الشرائية للمواطن ، وضحالة مستوى التعليم بكافة مراحله ، كان هذا هوحال العراق قبل ثورة تموز عام ١٩٦٨ ، كما كان أيضاً هناك تخلف في الزراعة والخدمات مما جعل البلاد في فقر مدقع ، وكانت الحرب الاهلية والاقتتال بين العرب والكرد بسبب تمرد الاحزاب الكردية بتحريض ودعم أمريكي غربي إسرائيلي إيراني ، وهي الاحداث التي راح ضحيتها أكثر مِنْ ٦٠،٠٠٠ ‌، الف عراقي مِنْ أبناء العرب والكرد ، على حد سواء ، كما كانت هناك آفة طائفية وعرقية وعنصرية وأمراض التطرف والخرافة والشعوذة في الممارسات الدينية والمدعومة مِنْ قبل إيران وبعض الدول الاقليمية والغربية كجزء مِنْ عملية الاستهداف للعراق والعراقيين والامعان في استمرار تخلفهم الفكري والاجتماعي وعزلهم عن مواكبة التطور العالمي ، هذا كله كان قد تواكب معه أيضاً تفكك الجيش وضعف تجهيزه ، وعدم إمتلاكه للامكانات المادية والعلمية ، وكانت هناك المحسوبية والمنسوبية وانتشار ظاهرة الفساد الاداري والرشوة والروتين ، بهذه الظروف الداخلية ، ولكل هذه الاسباب ، وفي ذلك الواقع الوطني والقومي والاقليمي وتداعياته قامت الثورة وانبثقت ، وعملت قيادتها التاريخية منذ أيامها الاولى على عزل العناصر المندسة في صفوفها والمعروفين بولائاتهم للغرب وإمريكا ، وعملت القيادة التاريخية للثورة منذ سنواتها الاولى على تحقيق انجازات عظيمة وخالدة لمعالجة هذا الواقع المرير وانتقلت بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة ، ووضعته في طليعة دول المنطقة على صعيد التحديث والتطوير ووضعت الثورة منهاجاً تجسد في تحقيق الاستقلال الوطني والقومي ، ورفعت شعارات كبيرة لتحقيق ذلك منها المطالبة بحق العرب في فلسطين ، وبقية الحقوق العربية ، وتحرير الثروة العربية ، وتوزيع ثروة العرب على العرب ، وبناء مشروع حضاري قومي إسلامي في مواجهة المشروع الصهيوني الامريكي الغربي الرجعي الاستسلامي البغيض ، وتحقيقاً لهذه المبادئ ومِنْ أجل أن تكون أُمَة العرب والاسلام أُمةً واحِدة حرة مستقلة متقدمة ، وان يكون لها دور حضاري وقيادي على مستوى الانسانية ، كما كان لها دورها دائماً عبر التاريخ فقد عملت الثورة وقيادتها على تحقيق المنجزات التالية : -

* - ألقضاء على شبكات التجسس والعَمَالة والخيانة والمتعاونين معها ضمن حملة وطنية علنية لتصفية هؤلاء.

* - القيام بحملة وطنية شاملة لمحو الامية في العراق ضمن برنامج محدد وشكلت لجنة عليا لهذا الغرض وحسب تقريرمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة ، تم إعلان العراق بلداً خالٍ مِنْ الامية.

* - خوض معركة التاميم الخالدة لجميع الثروات وخاصة النفطية بما فيها حصص الشركات الاحتكارية الامريكية والبريطانية والهولندية ، مما فتح للعراق وللامة العربية مصادر للثروة والتي كانت سبباً في نهضة العراق وتطوره علمياً وتقنياً واجتماعياً ، وتحقق نمو اقتصادياً للفرد والمجتمع قَلَّ نَظِيرَهُ في العالم.

* - تطبيق قانون الحكم الذاتي للاكراد والذي تمتع بموجبه الاكراد بحقوق وامتيازات مادية وثقافية وتاريخية قل نظيرها على مستوى منح الحقوق للاقليات فى العالم.

* - القيام بحملة لتحديث الدولة والمجتمع وادخال حلقات التكنولوجيا المتطورة وتطبيق المنهج العلمي في كل حلقات العمل لمؤسسات الدولة وفي جميع المجالات الزراعية والصناعية والخدمية.

* - تطوير الخدمات الطبية والصحية بحيث أصبح النظام الطبي مِنْ الانظمة المتطورة على مستوى المنطقة والعالم ، وبشهادة منظمة الصحة العالمية.

* - القيام بتطوير التربية والتعليم العالي فى العراق ، وذلك تم بناء عدد كبير مِنْ المدارس والمعاهد والجامعات على طول العراق وعرضه وتم تطبيق مجانية والزامية التعليم ولجميع المراحل الدراسية.

* - إِعداد مجاميع مِنْ العلماء والباحثين في مختلف صنوف العلم والمعرفة مِنْ خلال التوسع في البعثات الدراسية للدول المتقدمة ، وبسخاء قل نظيره في العالم.

هناك العديد وكثير الكثير مِنْ المنجزات والقرارات الوطنية التي تعزز استقلالية العراق وتحقيق رفاهية المواطن ، وتعزز روح المواطنة لديه وتجعله يشعر بالعزة والكرامة والكبرياء ، ويفتخر بأنه عراقي ، عربي ، مسلم ، يشعر بحقوق الاخرين ويدافع عن قيم الحق والعدالة والحرية والانسانية حيثما تطلب الامر ذلك.

إن ما يدور على أرض العراق العظيم الان مِنْ ملاحم بطولية خالدة ضد المحتلين والمجرمين وعملائهم مِنْ دول المنطقة وبعض العراقيين الخونة ، والذين إحتلوا العراق واغتصبوه ، بسبب برنامج الثورة ومنجزاتها ومشروعها القومي والاسلامي الكبير ، إنما قد أفرز مقاومة باسلة عراقية وطنية خالصة شريفة ، كانت منبت الثورة وحصاد زرعها الوفير ، ونتاج عطاءها الوفير ، هدفها التحرير والوحدة الوطنية والبناء الحضاري وإقامة دولة المؤسسات والقانون ، وإنها قد حققت الكثير واربكت العدو المحتل وعملاءه وحلفاءه الدوليين ، وبدأت بتدمير قواته المهزومة بِأذن الله وعرقلة مشروعه البغيض وجعلتهم يفتشون عن مخرج مِنْ هنا وهناك متوسلين عملائهم الصغار في المنطقة للتوسط مِنْ أجل الوصول إلى مايحفظ ما تبقى لهم مِنْ ماء الوجه ، ولكن المنطق والتاريخ ومقتضيات الجهاد والمقاومة والتضحيات ، تتطلب أن لا يكون هناك حل إِلا بتحقيق مطالب الشعب والمقاومة الباسلة والمتمثلة بقيادة شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير.

عاشت ثورة ١٧ - ٣٠ تموز الخالدة في ضمير شعبنا ومستقبله
المجد للعراق العظيم الشامخ
النصر للشرفاء المقاتلين والاوفياء على طريق الجهاد
الخلود في عليين لشهداء الامة وشهداء البعث وعلى راسهم الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ورفاقه المناضلين.
عاش نضال أمتنا العربية من اجل الوحدة والحرية والاشتراكية






الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة