شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر اليوم الذكرى الثلاثة والثلاثون ليوم النصر العظيم في الحرب العراقية – الايرانية الذي أصدر فيه العراق بيان البيانات معلناً نهاية أَطول حرب شهدها ألقرن العشرين إذا أستمرت لِثمانية سنين طويلة كتب فيها العراقيين الغيارى إسطورةً مِنْ دَّمْ ولحم ظلت ماثلة للتاريخ في الدفاع عن تربة الوطن أَصغر مساحة مِنْ مساحة إيران بِأَربع مرات ونفوساً أَقل بِأَكثر مِنْ خمس مرات.

كانت إيران تملك سادس أقوى جيش في العالم آنذاك حيث أن لديها أكبرترسانة بِأسلحة أمريكية متطورة جداً وطائرات حديثة وجبهتهِا أعمق واطول مِنْ الجبهة العراقية فكانت كل الدراسات والاحصاءات والتوقعات ترجح كفة الجيش الايراني بلا أدنى شك ضد بلد لَمْ يكن معروفاً دولياً حتى ذلك الوقت.

بعد إِستيلاء أِلخميني الدجال على السلطة بمعاونة أمريكا واسرائيل ، لتنفيذ خطتهم الخبيثة ، بدأت تحرشاتهم ضد العراق عام ١٩٧٩ ، أعطيت الاوامر الخمينية لقائد الجيش الايراني يوم ٤ / ايلول / ١٩٨٠ بشن هجوم واسع على الجبهة العراقية وبدء الحرب.أَمسك قائد الجيش الايراني قلمه واشار إِلى بغداد على الخريطة تحت يده ثم أسكب الحبر عليها مِنْ قلمهِ فغطى الحبر موقع بغداد ، فقال : بالحرف الواحد هذهِ بغداد أي بهذه السهولة ساسقط بغداد ، ولكن نسى هذا المعتوه بِأن العراقيين أُصلاً لَنْ يتراجعوا مِنْ الدفاع عن أراضي وطنهم نهائياً ويضحون بكل غالٍ ونفيس لاجل سلامتها ، وعلى هذا الاساس رَدَّ العراقيون يديهِ إِلى نحرهِ خاسئاً وإلى ألابد خلال أَيامٍ معدودة فقط.

أجتاح الجيش العراقي العظيم بِأربع فيالق فقط الحدود الايرانية واردوا جحافلهم وفرقهم وفرق الحرس الثوري مابين قتيل وجريح وأسير ومزقوهم شر ممزق في أروع ملاحم البطولة التي مازالت تذكر وتقرأ في كل المناسبات والمجالس ويتغنى بها الاصلاء مِنْ العراقيين فقط وستظل خالدة بِأبطالها مِنْ قادة وجنود بواسل ومناضلي ألجيش الشعبي الابطال الظهير القوي للجيش النظامي.

وبفضل حكمة القيادة إِستطاعوا أَنْ ينقلوا الحرب والمعارك داخل الاراضي الايرانية ، في أَقل مِنْ ٦ أَشهر سيطر الجيش العراقي على مساحة كبيرة داخل الحدود الايرانية تقدر بِمساحة بلد كلبنان وسيطر عليها سيطرة تامة ، برغم فارق العدة والعتاد عن الجيش الايراني فكانت المغانم كبيرة وثمينة وفضيحة ما بعد فضيحة لسادس أقوى جيوش العالم وبالفعل تم إخراجه مِنْ المعادلة بَلْ تم إِخراجهِ مِنْ التفوق في الحرب إلى نهايتها.في مثل هذا اليوم كانت طائرات القوة الجوية الايرانية تسقط بالعشرات يومياً مِنْ سماء بغداد وبسهولة متناهية ،

لذلك كانت جماهير بغداد مدينة السلام يستمتعون بمشهد قدوم طائرات إيرانية وخلال ثواني يتم إطلاق صواريخ سام ضدها فتتناثر في السماء مع مَنْ فيها وَمَنْ يحالفه الحظ يسقط أسيراً ، هكذا كانت معنويات الجيش الايراني في أول شهور الحرب التي جاء الخميني فقط للسلطة لِإِشعالها وذلك لوقف تقدم وتفوق العراق والعرب على إِسرائيل ألتي كانت عانت ما تعانيه مِنْ إِقتصاد مزري والتفكك الاجتماعي وَبُغُضْ دولي مُسْتَتِرْ ، فكانت تريد متسع مِنْ الوقت كي تبني نفسها ولو قليلاً مِنْ خلال عرقلة العراق وإنهاكهِ فزرعوا الخميني بدل الشاه حليف الغرب وشرطي الخليج الذي لم يكن أحد يتجرأ في العالم أن يطبع خريطة مكتوب عليها الخليج العربي ، بل فقط يكتب الخليج الفارسي لكن تم إستبداله بشرير خبيث ليتم المهمة.

مِنْ خلال أيام الحرب إستطاع العراق أن يبني جيشه ويزيده ثلاثة أضعاف ، عدا ذلك زاد الجيش العراقي مِنْ خلال المعارك الطاحنة خبراتهِ الحربية ، وهذا نادر جداً مايحدث في جيوش العالم ، واعتقد أنه لم يحدث أصلاً أن يخرج جيشاً مِنْ معركة طويلة مرهقة غير متكافئة أن يخرج أقوى واكثر عدداً وتفوقاً مِنْ كل الجوانب ومنتصراً في رد عدوانٍ ضخم.

بَلْ خرج العراق أَكثر قوة ليس على الصعيد العسكري بل على الصعيد الصناعي والزراعي والامني مع سمعة دولية لَمْ يصلها بلد عربي مِنْ قبل أوأي بلد آخر في الشرق ألاوسط .

صُنِفَ الجيش العراقي بعد نهاية الحرب وبالضبط عام ١٩٨٩ بسادس أقوى جيش في العالم وكانت هذه المرة الوحيدة في التاريخ يصنف فيها جيش عربي في المراكز الاولى عالمياً بعد جيوش الدول العظمى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وعن استحقاق فعلي فالتقيم جرى بعد حرب فعلية طويلة جداً.

لقد كتب التاريخ يوم الثامن مِنْ آب سنة ١٩٨٨ أن العراق انتصر على الفرس بعد مرور ٦٠٠ عام مِنْ آخر انتصار عربي عليهم فدخلوا العراقيين مرة اخرى التاريخ بعد معركة القادسية الاولى والتي كسر فيها عرش كسرى ( خُسْرَو انوشيروان دادكر ) ملك ملوك فارس على يد الخليفة عمر بن الخطاب وبِقِلَّةٍ مِنْ الجنود أكثرهم جدد لم يدخلوا تجربة المعارك ، لكنهم أطاحوا بالامبراطورية الفارسية في ثلاثة أيام فقط ، هذا هو قَدَرُ العراق بِأن يكون مقبرة لبلاد فارس دائماً وابداً والتاريخ لم ينتهي بعد ، طوبى لشهداء العراق الخالدون ولضباط وجنود الجيش العراقي الوطني البطل ومِنْ أبطال المناضلين للجيش الشعبي ، مبروك ذكرى إنتصاركم التاريخي.







الجمعة ٥ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة