شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً - محصلة الأنتخابات في العراق فاشلة، وفشلها كان فشلاً ذريعاً .. والدليل هو عزوف الشعب العراقي عن المشاركة في هذه الانتخابات.

ثانياً - النتائج التي اسفرت عنها الانتخابات كانت كاذبة، والدليل ان معظم صناديق المحافظات وخاصة العمارة والناصرية والبصرة والنجف وكربلاء وبغداد على وجه التحديد، كانت تمثل تحدياً بوجه ولائيي ايران ومليشياتها .. فكيف يفوز العملاء في محافظة قدمت الف وخمسمائة شهيد وثلاثين ألف جريح ومعاق وهي الناصرية الثائرة مع اخواتها في عموم الجنوب والوسط ؟

ثالثاً - المشهد ارعب ملالي طهران، كما ارعب عملائها ومليشياتها ،والدليل هو ردود افعال هذه الحثالات الفارسية وتهديدها بإحراق العراق ، وهذه هي ديمقراطية خامنئي ( أنا الديمقراطية وأنا المقاومة وأنا ظل الله على الأرض ) .. والعبيد يتبعون سيدهم.

رابعاً - ومن اجل لملمة الموقف هرع ( قاآني ) الى العراق وقدم تعليماته الى عبيد ايران ومليشياتها وركز على التحالفات من اجل ايجاد المعادلة التي تستقيم مع المصالح الايرانية، ما دام العراق هو الورقة المهمة بيد خامنئي .. والمعادلة واضحة بإضافة الارقام الى بعضها البعض وحشر الأرقام الصغيرة ليتشكل من ثم رقماً مقارباً للكفة ( الفائزة ) ، حيث تبدأ عملية فرض الشروط والتسويات وشراء المناصب وتوزيع الوزارات والمؤسسات والسفارات والمنافذ الحدودية على القوى المختلفة وحسب المحاصصة الطائفية .. لكي لا يتغير أي شيء اطلاقاً.

خامساً - الذين يحكمون العملية السياسية التي جاء بها الأستعمار الأمريكي - البريطاني، هم مجاميع من اصول فارسية، استبعدوا كطابور خامس من العراق خلال الحرب العراقية - الايرانية نتيجة لزعزعتهم أمن العراق بالتفجيرات التي مارسوها ، ويسمونهم ( تبعية فارسية ) ، وخاصة منظمة بدر ( هادي العامري ) التي تأسست في ايران ، والمجلس الأعلى الذي استبدل اسمه بتيار الحكمة ( عمار الحكيم ) ، الذي تأسس في ايران، وحزب الدعوة ( نوري المالكي ) ، الذي تأسس في طهران .. ومن هذه المجاميع اسست ايران المليشيات الولآئية التابعة لها كقوة تحمي مجاميعها السياسية، وهي تمارس ادوارها التخريبية والتدميرية والتهجيرية لإبقاء العراق وشعبه فقيرا يعاني المجاعة والعوز والمرض والإذلال.

سادساً - العناصر القيادية التي طرحت نفسها للإنتخابات هي عناصر ( تبعية ايرانية ) اصلا وولأئها الى ايران وتنفذ اوامرها وتعليماتها وتوجهاتها، ولا تعير اهتماماً بالشعب العراقي ولا بمصالح العراق .. لذلك نجد ان خزائن العراق مفتوحة لإيران وثرواته النفطية والغازية تحت تصرف ايران، لأن هؤلاء التبعية الذين يحكمون العراق يرون ان من واجبهم خدمة بلاد فارس بلدهم الاصلي .. وحين يرون ان ايران تحول مجرى الانهر الى داخل اراضيها وتسمم الثروات السمكية للعراق وتحرق محاصيله الزراعية وتبيد غابات نخيله وتستولي على مياهه الوطنية في شط العرب وتمنع اطلالته على الخليج العربي ـ فأن الأمر لا يعنيهم، لكونهم تبعية ايرانية، أي من أصول فارسية، والمثل العراقي يقول ( العرق دساس ).

سابعاً - هذه التبعية الفارسية التي جاءت مع المحتل والموجودة في العراق، استثمرتهم ايران عسكرياً واستخبارياً استثماراً مشرعناً في البرلمان لتمريد القرارات التي تريدها ايران، واخطرها التجنيس الفارسي لـ ( كل ايراني عاش في العراق شهراً كاملاً دون إنقطاع ، يحق له إكتساب الجنسية العراقية ) ، وهذا يعد جريمة ومخالفة شنعاء لقانون الجنسية العراقي، ولا نجد له نظيراً في كل قوانين الجنسية في العالم التي تشترط البقاء في الدولة المظيفة ليس اقل من خمسة عشر عاماً دونما إنقطاع في السفر، لكي يحق إكتساب جنسية ذلك البلد، وبلدان اخرى ليس اقل من عشر سنوات على الإطلاق .. فكيف يمرر برلمان الفرس في بغداد تشريعات قوانينه الى السلطات التنفيذية وهي تجمع بين رؤساء المجاميع ومليشياتها ؟ ، والهدف الأساس هو تغيير التركيبة السكانية للشعب العراقي عرقياً ومحو هويته القومية.

ثامناً - قلناها سابقاً ونكررها .. إن النظام الفارسي اختلق من واقعنا العراقي والعربي أوراقاً للضغط ، يمارسها الآن للحصول على مكاسب تعود بالنفع لهذا النظام ، الذي ولد في احضان الصهيونية العالمية وتبنته امريكا واوربا وبعض من العرب ، فهو يتفاوض على ارض العراق للتسوية في اليمن ، ويتلاعب في موارد العراق من اجل دعم عبده الذليل حسن نصر الله في لبنان ، ويتحايل في سوريا لتأمين خطه الإستراتيجي الممتد من ( ايران – ديالى – شرق الفرات – غرب الفرات – ألبو كمال – القامشلي – و خط نحو جنوب لبنان وخط صوب البحر المتوسط ) ، في ظل حماية قطعان نظام دمشق لتأسيس مصانع ومختبرات ومخازن اسلحة وصواريخ بالستية ومقار وثكنات وقواعد مليشيات ( زينبيون و فاطميون ).اوراق الضغط هذه باتت عبئاً ثقيلاً على النظام الفارسي من حيث الكلف ومن حيث الخسائر في الأرواح ، ويدرك ذلك ملالي طهران والأمريكان وغيرهم، الأمر الذي يترك الأحداث على نار هادئة تنتهي بضمور النفوذ الإيراني بتقليم اظافره الجارحة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق .. ومؤشرات ذلك كثيرة سبق وتطرقنا اليها سابقاً .. فعصابات المليشيات في العراق تعيش ايامها الأخيرة من الإضطراب والإرتباك والتفكك ، فالشعب العراق قد عزلها تماماً وباتت في زاوية القتل دون تراجع .. اما في اليمن ، فالنظام الايراني بات يدرك خسائره الفادحة وفشله الذريع ، لذلك نراه يتشبث بالمفاوضات حول تسوية في اليمن لإنتزاع ما يستطيع من مكاسب من هذا الملف، وهو خاسر لا محاله .. وكذا الأمر في العراق على وجه التحديد.

تاسعاً - مجاميع التوابين من اصول فارسية في بدر وغيرها المنضوية في مليشيات متعددة باتوا معزولون، فهم محكومون بقانون ضمور القوة أمام إرادة الشعب العراقي.

ثورة تشرين هي التي ستحسم الموقف في نهاية المطاف ، فالرؤوس التي سقطت اجتماعياً واخلاقياً وسياسياً ودينياً ، لم يعد لها أي تأثير حتى لو هددت بحرق العراق وإشعال حرب ( اهلية ) .. فالشعب العراقي يتحدى هذه الرؤوس العفنه وليجربوا حظهم العاثر المرتبط بأوهام ولي الفقيه، فهم جبناء كأسيادهم الفرس .. فثورة تشرين مستمرة على طريق التحرير الشامل والكامل والعميق ولا مجال للتراجع .. فاللعبة، كما نراها، اوشكت على الإنتهاء وشعبنا في العراق هو المنتصر.





الجمعة ٩ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة