شبكة ذي قار
عـاجـل










يعود الراشد بعد اعتكاف وغياب عن بث سمومه الحاقده على سيده صدام حسين من جديد، ليخلط المفاهيم وينزع عنها حقائقها الجيوبوليتيكية بعقلية الاعلامي الملوث .. واليقين ان هذا المخلوق من كتاب الشرق الأوسط الذي لا يعرف غير اخراج الحقد والتلفيق وتنفيذ الأوامر، إنه مأمور باسلوبه هذا لمداهنة المجوس في مفاوضاتهم المراثونية المستهلكه في بغداد وفيينا.

يقول الراشد في مقالته المسمومة تحت عنوان ( التوازن والردع مع ايران ) ، التي نشرتها صحيفة الشرق الاوسط يوم ١٩ / ٠١ / ٢٠٢٢ (( .. كنت مع كتيبة الاعلاميين، التي غطت مؤتمر القمة العربية في بغداد في مايو - ايار ١٩٩٠ ، وأتذكر ما قاله صدام حسين، الرئيس العراقي آنذاك، وهو يمسك بقلمه كأنه يبقي محاضرة على الزعماء الجالسين .. تحدث عن التبدلات قي المنطقة وعما اسماه الفراغ .. خاصة وان العراق خرج منذ نحو عامين فقط بصعوبة من حربه مع ايران التي بدأت عام ١٩٨٠، نتيجة تقديره الخاطئ بأن سقوط نظام الشاه انتج فراغاً في القوة، وظن صدام انها فرصته للإنقضاض على جارته .. )) .!!

هل ترون كيف يقلب الراشد مفهوم ( ملء الفراغ ) في القوة ؟ ، وكيف يبث سمومه وحقده وكيف ينفذ وتجيهات وكالة المخابرات الامريكية الـ ( CIA ) ، خاصة وان السعوديون يجرون الآن مفاوضات مع ايران في بغداد من جهة، والأمريكيون يجرون مفاوضاتهم مع الايرانيين في فيينا من جهة ثانية.؟

دعونا نبحث الأمر بالمنطق العقلي :
ترددت حقيقة في بادئ الأمر أن لا ارد على تفاهات هذا الصعلوك المرتزق، ولكني عدلت لكي اكشف للرأي العام العربي وخاصة الشباب وعموم شعبنا العربي الأصيل في السعودية، عن طبيعة هذا المخلوق القذر وكيف تستعمله جهات اجنبية ومحلية لأغراض فاضحة تشوه الحقائق وتلوث عقول الأجيال العربية النقية بقاذورات يبثها الراشد، مسكوت عليها، سياسياً وإعلاماً سلطوياً .. ولهذه الأسباب جاء تقديري هو الرد بالصورة التي تكفلها حقائق الواقع الموضوعي دون اي إلتباس أو تحريف أو إنحياز إلى غير الحقيقة :

اولاً - العراق دولة صغيرة في المساحة وقليلة السكان بالمقارنة مع الدولة الايرانية ، ومن السذاجة الاستنتاج بأن العراق سينتهز فرصة الفراغ الذي سيتركه سقوط نظام طهران عام ١٩٩٠ أو حتى اي نظام بعده ، ويقوم العراق بملئه .. إنه تفكير سخيف من الراشد ، لأن العراق.

١ - في كل تاريخه القديم والحديث لا يتبنى سياسة توسغيه إتجاه دول الجوار.٢ - والعراق بكل امكاناته وطاقاته لا يستطيع أن يملأ فراغ القوة الإفتراضية على الساحة الايرانية.
٣ - والعراق يتبنى دائماً عقيدة دفاعية ، لأن جغرافيته تؤكد على ذلك.

ثانياً - الصحيح في ما قاله الرئيس الشهيد صدام حسين هو ان ( سقوط النظام في بغداد سيحرك طهران الدولة التوسعية الطامعه في اراضي الوطن العربي نحو ملء ( الفراغ ) والتسلل والتوغل للهيمنة على مقدرات العراق والتمدد صوب باقي الاقطار العربية – سوريا لبنان اليمن العراق - تليها كمرحلة ثانية، على وفق مقرارات مؤتمر قم – السعودية وباقي دول الخليج العربي - ثم تأتي بعد ذلك مرحلة دول المغرب العربي بالتعاون مع خط الاخوان المسلمين وحركة حماس ومنظمة الجهاد الاسلامي وحزب الله اللبناني - والمليشيات الولآئية والحرس الإيراني.

ثالثاً - سياسة ملء الفراغ ايها الغبي لن تنفذها دولة بحجم العراق وسكان العراق تجاه دولة بحجم ايران وتعداد سكانها اكثر من خمسة وثمانين مليون نسمة مقابل عشرين نسمة، فضلا عن عمق اراضي ايران اكثر ثلاثة اضعاف حجم مساحة العراق ، فإيران تتمتع بعمق استراتيجي كبير لا يقاس بمساحة العراق.

رابعاً - العراق متمسك بمقولة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه (( أللهم اجعل بيننا وبينهم جبلاً من نار )) ، فكيف للعراق ان يفكر قادته الأشاوس في ملء الفراغ بعد سقوط نظام الشاه ، وبعد سقوط الخميني وخامني أو أي نظام فارسي صفوي آخر يا تافه.؟!

خامساً - دخول العراق الى الكويت هدفه صد احتمال احتلال الفاو والبصرة من قبل الحشود الامريكية والبريطانية التي وصلت الخليج بكثافة، وبعض وحداتها العسكرية حلت في جزيرتي ( وربه ) و ( بوبيان ) ، وهما على مقربة من البصرة وميناء العراق ومدنه الجنوبية .. والعراق وجغرافيته السياسية لا يسمح بأن يخوض معارك في داخل اراضيه ، لذلك دخل الكويت ، مصدر الخطر الرئيس، ليحمي العراق وشعبه ويمنع العدوان الأنكلو - اميريكي عليه، ومن ثم الإنسحاب منه خلال فترة وجيزة .. ولكن مؤامرة " حسني مبارك " وقرارات مجلس الأمن طوقت قرار العراق بالإنسحاب.

سادساً - لم يكن في خلد العراق احتلال الكويت ايها العميل .. كان العراق يدافع عن نفسه ، لأن الكويت دولة عربية وشعب الكويت شعب عربي ، ولكن حكومة الكويت وبعض مشايخها كانوا يصغون وينفذون اخطط الأمريكيين والبريطانيين .. وها هي النتائج التي يشهدها الشعب العربي من تدخل ايراني وهيمنة ايرانية على اربع عواصم عربية، فضلاً عن الفوضى العارمة التي حلت في الوطن العربي من الجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا ولبنان وحتى العراق.

سابعاً - وأود أن أسأل ، مَنْ سهلَ على ايران ملْ فراغ سقوط بغداد بعد الاحتلال؟ ألم تكن حكومة الكويت ؟ ومن أين دخلت دبابات المحتل الأجنبي الغازي ألم تدخل من حدود الكويت وحدود السعودية؟ ثم من حشد وشارك ؟ ألم يشارك الطاغية الطائفي حافظ الأسد بجيشه ، وهو مدين للعراق الذي حمى دمشق من السقوط على أيدي الصهاينة، ومصر من حمى اجوائها والكويت من حمى نظامها من غدر خميني، ألم يكن العراق الوطني؟ وبالتالي ، من سهل على النظام الفارسي، ( ملء فراغ القوة ) في العراق بعد إنهياره واحتلاله؟ ألم تكن الكويت والسعودية والنظام السوري والرعاع من العرب هم الذين سكتوا عام ١٩٩١ على دخول ثلاث ألوية ايرانية من الحرس الايراني بلباس مدني مسلحين الى مدن العراق الجنوبية ليعيثوا فيها قتلاً ونتدميراً ونهباً وفساداً ، ويعلنوا انها ( إنها إنتفاضة شعبانية ) .. ألم تكونوا انتم من سكت وشارك في هذه الفوضى لصالح نظام اجنبي هو النظام الفارسي المعادي للعرب.؟ ، ثم ألم تشارك بعض انظمة الخليج في تسهيل ومداهنة احزاب الاسلام السياسي الموالية لإيران في ترسيخ اقدامها في العراق، ومنحها السكوت السياسي والدعم المالي وتدريب عناصر مليشياتها في معسكراتها المعروفة ( .. ) ، ولا مجال لذكر التفاصيل بالأسماء والأرقام ؟

ثامناً - أما مسألة ( الردع ) ، فليس هناك من ردع عربي لإيران من اجل منعها من العدوان عليها وتهديدها ايها التافه .. فهل هناك ردع كويتي او ردع اماراتي وتجارهما يمارسون اعلى مستوى من العلاقات التجارية والمالية والمصرفية والسياحية وغيرها مع النظام الفارسي.وهل هناك ردع سعودي والعدوان الايراني الحربي مستمر عليها ليل نهار من جهات متعددة – من اليمن ومن البحر الأحمر ومن الخليج العربي وحشود المليشيات العراقية وقواعدها الصاروخية بالقرب من الحدود العراقية - السعودية ، حتى منشاءاتها النفطية ومطاراتها ومدنها لم تسلم من العدوان الايراني؟ ومع كل هذا ، هناك مفاوضات بين السعودية وايران في بغداد تحت اشراف السفارة الأمريكية والبريطانية على وجه التحديد .. والراشد التافه يصف ايران في مقالته تلك بالجارة.!!

انتم آخر من يتحدث عن الردع ، فهل وحدتم قواكم واقتصاداتكم ومواردكم البشرية وجيوشكم في استراتيجية اسمها استراتيجية الردع أيها التافه؟

ياراشد ، كف عن هذا الأسلوب الغبي المتهالك في تشويه الحقائق ، وأنتِ أيتها السلطة الرابعة في السعودية اغلقوا فم هذا المسعور الجبان حين يحاول قلب الحقائق وتشويهها .. فانتم لا تتعظون من الكوارث واحداث التاريخ، ربما تعتقدون بأن الفرس سيحترمونكم ويحترمون شعبكم، وربما تعتقدون ان امريكا ستحميكم .. كفوا عن هذا التفكير الساذج والغبي .. الفرس والأنكلو - أميركان لن يتراجعوا عن مخططاتهم ، يداهنونكم ويطمأنونكم ويصرحون بالحماية ـ ولكنهم سيتركونكم امام الكلب الفارسي المسعور وهدفه نقل الكعبة المشرفة الى قم حيث الزعامة الفارسية الدينية لأمبراطوريتها الصفوية التي ثبتتها مقررات مؤتمر ( قم ) ووافقت عليها تل أبيب وواشنطن , !!





السبت ١٩ جمادي الثانية ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة