شبكة ذي قار
عـاجـل










مرت تسعة عشر سنة على احتلال العراق حفرت خطوطها على ملامح العراقيين وكأنها مائة سنةً.تم فيها دمارٌ كلِّ شيء ينفع الناس في العراق.عاد فيها التعليم الى المستوى المتدني ، وسيعود كما كان التعليم حصراً على الاغنياء وبعض المدن.ونحن التربويين ذقنا الذل والهوان والإقصاء، ورفع الاعتراف بالتعليم في العراق، كما دمرت المستشفيات ، وإنكمش قطاع الاطباء ، فقد كان رأس الرمح في العراق وذاقت الكوادر طعم هذا السقوط ، كان مُراً وعلقماً وكأن هناك من يستهدف الأطباء خوفاً من صوتهم المسموع وصفهم الموّحد ، فتم في أول العمليات الاجرامية اغتيال نقيب الأطباء الدكتور محمد الراوي، وتلاه اغتيال مجموعة من الأطباء.وهاجر من العراق عدداً كبيراً منهم.

إنهارت المستشفيات وتراجعت نقابة الاطباء التي كانت أحدى أفضل النقابات في العالم والإعتراف بمهنيتها وقوتها ، كليات طب كثيرة الآن في طريقها للانخفاض بمستوى التعليم فيها ألم يقل أحد المسؤولين في الحكومة العميلة ( أهم أخطاء النظام البائد أنه فتح مهن مثل الطب والهندسة لكل من هب ودب !!).الآن سيعاقب كل من هب ودب هؤلاء حتى لا يدخلوا لهذه التخصصات ،وسمحوا بأفتتاح كليات الطب في الجامعات الأهلية لا يستطيع المواطن التسجيل بهذه الكليات لأن أجورها مرتفعة إلا أبناء المسؤولين السراق وهذه جريمة لا تغتفر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والاطباء الذين سيتخرجون لن ينتظروا طويلا حتى تغدو شهاداتهم حبراً على ورق.

مجرد تسعة عشر سنه؟!!!!فقدت البلاد فيها أمنها ، تشاهدون الإطار التنسيقي والصدر، تتصارع مكوناتهما وتتقاتل إختياراً وطمعاً بالسلطة فتضج بالسلاح وبالنار والموت فكيف تنام بغداد آمنة !!فقد الناس أمنهم في عاصمة كان أهلها يتفاخرون أنهم ينامون في بيوتهم دون أن يغلقوا أبوابهم.

في تسعة عشر سنة تمت خلخلة جغرافية البلاد وتغير ديموغرافية العراق على أسس طائفية وتهديد مستقبل العراق كدولة موحدة !!

في تسعة عشر سنة أصبحت بغداد غير بغداد الثمانينات والتسعينات ، فانتشرت الخمور والرذيلة والفسوق والمثلية والتحرش والجريمة بأنواعها وأشكالها المختلفة !!

في تسعة عشرسنة تراجعت مشاركة النساء ومكانتهن بعد أن كان تحديهن المشاركة السياسية والوجود في مركز إتخاذ القرار وصياغة المشروعات الوطنية وقيادة المؤسسات ، رجعن مجرد كومبارس يتم تذكرهن ليزيّين الصورة العامة ، وعادت موضوعاتهن منكفئة على الذات وقضايا اللبس والمكياج وحرية الرقص والسهر !!وعاد وجودهن مرة أخرى عبر صنف من قاع النساء إندثر نفوذه قبل سنوات .. مغنيات ومحظيات.

تسعة عشر سنة دُمرت الطرق المرصوفة وشبكات المياه والكهرباء !!وأظلمت البيوت والشوارع !!

تسعة عشر سنة ارتفعت البطالة وأُفقرتِ البيوت وغادر المقتدرون خارج العراق خوفاً من المجهول .. أما المغتربون قسرا فحالهم يغني عن القول .. إكتشف الشعب حتى الذين دعموا هذه الحكومات الفاسدة أنها لا تملك لا فكرة ولا قدرة على إحداث تنمية وعمران فهي عجزت حتى عن المحافظة على ما وجدته من إنجازات ومشروعات بل دمرت كل شيء ، ولم تفكر إلا في نفسها كيف تسرق أموال الشعب كي تستنزفهم .. تراجعت عن السياسات الإقتصادية والإعفاءات الضريبية خلال سنوات بجرة قلم ،
تسعة عشر سنة جف الزرع والضرع .. وماتت البهائم والبشر !!

تسعة عشر سنة دُمر فيها القضاء وسُحل القانون وشُنقتِ الأخلاق والمبادئ وتمكن فيها أراذل القوم أن يحتلوا المناصب ووقف المتشدقون عُراةً أمام التاريخ، بلا حياء !

تسعة عشر سنة حل الجيش وأجهزة امن البلد وشرطته .. وإنتصر أعداؤهم ، من حارب الجيش وترصّد بضباطه وجنوده ومسانديه وهُزم منهم شرّ هزيمة .. وسانده طغاة العالم وإستعصي عليه الفوز !!.

تسعة عشر سنة عاد خلالها عدو الأمس الذي لم ينس حقده .. ليحقق نصره الموعود !!ليفكك الجيش ويبعثر العراق !!أسيادهم في طهران قالوا : لا حياة للعراقيين طالما ظلت بغداد عاصمةً للحكم والادارة والثقافة !!ليكون علينا تدمير بغداد وتغيير تركيبتها السكانية !!ضجّت كتاباتهم حتى بعد الإحتلال حقداً على العراق وحرصاً على تنفيذ وصية أسيادهم في تل أبيب !بتفكيك واعادة هيكلة الجيش العراقي على أسس طائفية .. ياله من إنتقام !!!لقد إنتظر ليحقق حقده ولم يحتج لكثير وقت !!!وعدوا أهل جنوب العراق أنه سيكون جنة الله على الأرض فأصبح جحيم الله على الأرض .. لن يتحقق أي منجز لأهل الجنوب فثار الشباب في عموم الجنوب وقدموا الشهيد تلو الآخر وطالبوهم بالرحيل من حيث أتو من خلال ثورة تشرين ..

تسعة عشر سنة عاد العراق الذي كان في قائمة أكثر البلدان العربية تقدما ، وكان غير محمل بالديون للبنك الدولي .. بكبسة زر أفتح موقع البنك الدولي وكم ديون العراق ، بعد تسعة عشر سنة اصبح العراق في ذيل القائمة في التعليم والصحة وفي أول القائمة في الفساد والجريمة وغيرها !!خرج من كل تقييم .. جُرِّفت الدولة من كفاءاتها وخبراتها من خلال قانون اجتثاث البعث سيء الصيت الذين أخذتهم دول العالم جاهزين مؤهلين !!!

وسلطوا على كل من يجهر بانتقاد أو يقول الحقيقة عليه سفائهم لينسبوا له تهمة ٤ إرهاب.
مجرد تسعة عشر سنة لم يبق بيت لم يفقد فيهما عزيز ولم يبق بيت ليس فيه مأساة .. الا حملة الجوازات الاجنبية .. وموظفي المخابرات الإقليمية والدولية ..

تسعة عشر سنة لكنها عجاف .. لطفك يا الله






الاربعاء ٢٣ جمادي الثانية ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة