شبكة ذي قار
عـاجـل










لنجعل 7 نيسان نقطة انطلاق لتقوية التنظيم

وَأَحْيَاءْ أَمَلْ جَدِيدْ في قَلْبْ أَلْأُمّةَ أَلْعَرَبِيَة

 

أَ . د . أَبو لهيب

 

  مع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة، ولإستمرارية النضال القومي من جهة أخرى ولدت حركة البعث العربي بعد مخاض  تاريخي طويل لحركة الجماهير العربية التي تصاعدت منذ منتصف القرن التاسع عشر، كانت الحركة تبحث عن الوعاء التنظيمي لطليعتها الثورية، الذي يقودها نحو أهدافها القومية المشروعة.                                                               

 بهذه الكلمات الرائعة عبرت حركة البعث في الأيام الأولى لولادتها عن  رؤية معرفية لتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وبأنها جاءت لتمثل الروح العربية، التي تجلت في رسالتها الخالدة إلى شعوب العالم التي تشكلت عبر آلاف السنين، و تبنت في مضامينها تطلعات الإنسان نحو المساواة والعدل والإنصاف، ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد، وقدمت للإنسانية حضارات مدنية مايزال العالم ينهل من ثمارها إلى يومنا هذا، بدأ من الأبجدية إلى الرياضيات والفلسفة والعلوم إلى الديانات الثلاث التي ظهرت على أرضها .                                      

 وعبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الأمة العربية، لا تحترف السياسة التي تتميز بالمراوغة والتلاعب على الألفاظ ومشاعر الناس، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أمتها، وهي الطليعة النضالية المتقدمة في معارك الأمة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري. لهذا فهي التي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية .                              

 وأعلنت الحركة أنها جاءت وفق سياق التاريخ العربي المتحرك الحيّ المرتكز على الأصالة، والمنطلق نحو الحداثة، وأنها تعبر بصدق عن طروحها وأهدافها من خلال سلوكها اليومي والتنظيمي النضالي، بعيداً عن الانتهازية السياسية الدعائية، التي تطرح شعارات جميلة، وتمارس في سلوكها الفساد والتجزئة والقطرية وتكرس الجهل والتخلف والتبعية.‏                 

 إن هذه الحركة التي ارتكزت إيديولوجيتها على الروح والمادة حتى تتكامل الرؤية المستقبلية للإنسان العربي الجديد الذي سيساهم في صناعة حضارة العالم الجديد، التي رأى بأنها يجب أن تقوم على هذا الثنائي، حتى لا يكون إنساناً مادياً متوحشاً يدمر العلاقات الإنسانية كلها من أجل مصالحه المادية فقط. ولا روحياً مطلقاً انعزالياً يرفض الناتج المادي الذي ينمو لخدمة الإنسان ورفاهيته.‏

    البعث ليس حزب نظرية كاملة ولا فلسفة معينة، بل انه حزب قومي ايماني يعتبر الرابط بين الاسلام كدين وثورة وبين العروبة كاملة هو اساس تكوينه الفكري، وان نظريته ستتكامل من خلال النضال اليومي وما هذه التجربة التي تكتبوا صفحاتها بفعلكم الحالي الا اغناء ألنظرية الحزب، كنا نرى الاسلام من خلال العروبة واليوم نرى العروبة في الاسلام ، أكد البعث منذ المرحلة التأسيسية- أي قبل الاعلا ن الرسمي عن تأسيسه ان العمق الفكري في فهم العروبة يأتي من خلال الاكتشاف الحقيقي للإسلام، فكانت فلسفة الفكر القومي للبعث تنطلق من أن الإسلام احد أهم مقومات الأمة، وتطور هذا الفهم العميق للاسلام وعلاقته بالعروبة الى ان الامة العربية هي امة الاسلام ، ان اكتشاف القائد المؤسس للعلاقة بين العروبة والاسلام هو الذي ميز المشروع الفكري والبرنامج العملي للبعث العربي الاشتراكي، فابعده عن الفكر القومي الشوفيني المنغلق والمناهض لمبادئ الدين، التي تعتبر البشر متساويا وخيرهم عند الله اتقاهم، وعن الليبرالية الغربية العلمانية الرافضة للدين من خلال الفصل الكامل بين الدين والدولة، وعن الماركسية الشيوعية الكافرة بالدين والتي تعتبر الدين افيون الشعوب، حتى وصل الفهم البعثي للعروبة انها جسد روحه الاسلام لذلك لم يكن غريبا ان يعود الحزب بين الحين والآخر ليؤكد على من منطلقاته الاساسية التي لم تعطى الاهتمام الذي تستحقه، ولم يستخرج منها العبر الكامنة فيها، كالموقف من التراث والاسلام ، يقول القائد المؤسس : (نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان، والانفلات محل الاخلاق، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة اخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية)، لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال، حركة ايمان عميق، تستقطب النفوس النقية السليمة.. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان، وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين.. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية، والحياة بصورة عامة، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية، وبقيمة الروح العربية الاصيلة، ومظهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتها في طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطئ وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها لذلك لم يبق في مفهوم البعث العربي مجال لأي تدين لايحمل هذا الايمان المثالي.

  والبعث العربي الذي هو حركة روحية ايجابية، لايمكن أن يفترق عن الدين او يصطدم معه، ولكنه يفترق عن الجمود والنفعية والنفاق.. فصفة الايمان، هي التي فرضت عليه الاصطدام بجميع الحركات التي تنكر الايمان، أو تتستر بايمان سطحي زائف ، هي رؤية البعث للاسلام كدين.. وكثورة عظيمة.. وكهزة ايجابية عميقة للروح العربية، للتعبير عن انسانيتها وابداعها.. وكعقيدة ومنهج للامة العربية، لإعادة وحدتها وبعث قيمها وقدراتها، لتواصل واجبها الرباني بدعوة البشرية لفعل الخير وقيم الانسانية ورفض البغي والعدوان وهكذا تبقى منارة البعث عالية، يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان، وتنير الطريق للأجيال العربية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. ومن أجل بناء وطن عربي واحد يأخذ مكانه في صدارة الأمم المتحضرة. 

 هذا هو حزب البعث ، الحزب الذي حاولت قوى الظلام والعدوان بكل قوتها أن تسقطه وتنهيه ، ولكن لم يسقط حزب البعث لان البعث فكرة نابعة مِنْ روح الامة لذلك لَنْ يموت ، ويتجدد بين حين واخرى ، وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمأجورين مِمَنْ باع ضمائرهم وشرفهم لِأَعداء ألأُمة ، ولا تزال ألمقاومة والجهاد مستمرة تحت قيادة حكيمة للحزب ، هذا هو الحزب البعث العربي الاشتراكي الحزب القائد فى كل الدولة العربية ، اليوم شباب البعث يذكرون حزبهم العملاق ألذي أرهب ألعدو فى كل زمان ، ولايزال عدو الحزب يخطط لهم ولكن بفضل قيادته الحكيمة نبقى أقوياء واليوم السابع مِنْ نيسان رمز للتحرر وتجديد الانسان العربي ، نحتفل ونظهر للعالم بأن البعث لايزال شامخاً كشموخ ألجبال ، وصلداً بوجه الاعداء كالفولاذ لا يلين أبداً .

 فى هذا اليوم المجيد نعاهد الشهداء و قيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لاجل بقاء الحزب يكون ألجهاد وألمقاومة مستمرة إِلى تحقيق النصر بِأذن الله ، ودمتم للنضال والرسالة الخالدة .





الاثنين ٩ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ . د . أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة